السياسة السودانية

1964م دارفور والتنظيمات الإحتجاجية – النيلين

[ad_1]

1964م دارفور والتنظيمات الإحتجاجية …

في دارفور 1899م دان الحكم للسلطان علي دينار فأقرته خرطوم 1900م عليه سلطانا بسلطة حكم ذاتي كامل على جغرافيا السلطنة التي كانت معروفة عالميا مقابل رفع علمي دولتي الحكم الثنائي وسداد ربط سنوي مقداره 500جنيه لا أعلم هل كان جنيها مصريا أو إسترليني.
وفي 1916م دخلت الحملة الغازية الفاشر وانتهت رسميا سلطنة دارفور ، ولكن نظامها في توزيع الديار والحواكير والمناصب المرتبطة بهما ظل كما هو.
وحده منصب السلطان علي دينار هو الذي إختفى.

وفي مكان منصب السلطان علي دينار حل مدير مديرية دارفور الإنجليزي ، وبدأ الإنجليز في تشكيل الهياكل الإدارية للمرحلة الجديدة.

الأكاديميين الدارفوريين وغيرهم من الذين ألفوا عن نظام الحواكير ونظام الإدارة الأهلية المرتبط به من زمن السلاطين جميعهم يقرون أنه سبب معظم مشاكل دارفور وحروبها الأهلية وأضيف من عندي : التي تجر خلفها الخرطوم جرا.

والخرطوم التي ظلت دارفور تجرها خلفها ليست هي خرطوم 56 كما يحلو للإحتجاجيين الدارفوريين الجدد أن يزعموا ، بل هي خرطوم 1900م منذ أن بدأ كتشنر تعميرها من جديد وخرطوم ونجت والسير لي ستاك الحاكم العام الذي في سنته الأولى تم فعليا الزوال النهائي لسلطنة دارفور.
ماذا فعل الإنجليز بدارفور من 1917م إلى 1956؟

إن الإجابة على هذا السؤال من الأهمية بمكان ذلك أن الطلائع الأولى من الإحتجاجيين الدارفوريين ومن هم الجيل الدارفوري الشاب الجديد خريجي المدارس وكلية غردون التذكارية ولاحقا جامعة الخرطوم ، هذه الطلائع الإحتجاجية ظهرت إلى الوجود بعد ثورة أكتوبر 1964م مباشرة أي بعد 8 سنوات فقط من نيل السودان إستقلاله : جبهة نهضة دارفور بقيادة أحمد إبراهيم دريج ، سوني ، لم تراع تلك الطلائع الإحتجاجية أن السودان كان غارقا في مستنقع التمرد في الجنوب والذي بدأ قبل الإستقلال في 1955م ولم تقدم في أدبياتها الإحتجاجية أية صوت لوم أو إعتراف بتقصير إدارة الحكم الثنائي تجاه دارفور من 1917م حتى 1956م ولم تراع أن فترة السبع سنوات للحكم الوطني نفسها لا تعتبر كافية لتحقيق نهضة ، فما هو السر يا ترى في ذلك السلوك ؟

طالبت بالعدالة في توزيع وظائف الخدمة المدنية وتوزيع الثروة وهلمجرا مما سيتكرر لاحقا في الظهورات والإنبعاثات الإحتجاجية حتى 2023م.
لم تكن فقط حركات دارفور الإحتجاجية هي من ظهرت عقب ثورة أكتوبر 1964م ظهرت أيضا في نفس الفترة حركات مثل مؤتمر البجا وحركات في جبال النوبة.

واضح أن الهدف الغير معلن لتلك الإنبعاثات الإحتجاجية المبكرة في 1966م في الأطراف كان إعاقة نجاح أول تجربة حكم مدني ديموقراطي بعد أول ثورة شعبية في العالمين العربي والأفريقي.

سنحاول في مقالة قادمة إن شاء الله تعالى تقديم إجابة عن طبيعة تلك الحركات الإحتجاجية الدارفورية المبكرة والتي تعتبر الأب الروحي والملهم لكل ما تلاها.
#كمال_حامد 👓

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى