السياسة السودانية

يولد الشخص خيّراً ثم بعد ذلك يكون له الخيار إما أن يصبح إنساناً أو جنجويداً

[ad_1]

” وقال : أن الجنجويد ليسوا قبيلةً، و ليسوا عنصراً ، فيولد الشخص خيّراً ثم بعد ذلك يكون له الخيار إما أن يصبح إنساناً أو جنجويداً ”
بركة ساكن

هناك بما لا يخفى على كثيرين خطابٌ متنامي يأخذ الآن منحى تصاعدياً في أن يخرج من إطار المسكوت عنه ليصبح تموضعه العلني مؤسساً لنفسه على أساس الانتماءات البسيطة مقابل الآخر المختلف ثقافياً وإثنياً وقبائلياً.

إن مثل هذه الخطابات يجب محاصرتها، فالطبيعة البشرية تقول أن في كل مجتمع من هو صالح ومن هو طالح، ومن البداهة أن لا نأخذ مجتمعاتٍ كاملة بجريرة أفرادٍ منها.

دولتنا هذه تحتاج أحوج ما تحتاج الآن إلى عقدٍ اجتماعي يتقبل فيه السودانيون بعضهم بعضاً على اختلافهم وتنوعهم وأن يجعلوا من ثرائهم الثقافي مصدراً للقوة وأن يحيلوا سؤال الهوية إلى الظرفية التاريخية المستقبلية في ظل دولة يكون لها القدرة على التعبير عن الكل والمجموع الثقافي ومعالجة الاختلالات التنموية، وبالتأكيد فإن هذا لن يتأتى تحت قعقعة السلاح وإنما تحت تأسيساتٍ اجتماعية يتوافق حولها السودانيون.

واجب المرحلة الآن للخروج من المأزق الوجودي الذي تواجهه دولتنا السودان هو تفعيلٌ حقيقي للدور المدني الذي يقود لانهاء الحرب لا اعطاء هذا الجسد المريض محض مهدئاتٍ مسكنة، وفي هذا تترتب علينا مهامٌ يمكن تسمية أهمها على النحو التالي:

– تعرية الخطاب الكذوب لمليشيا هي في حقيقتها جيش عسكري يمتلكه أفراد وسحب الغطاء السياسي لهذه المليشيا باعطاء التعريف الحقيقي لمشروعها الذي تستند عليه في هذه الحرب والذي هو محض مشروع او مغامرة نحو السلطة لا غير.

– تأكيد ما هو معلوم بداهةً باسناد مؤسسات الدولة، ومؤسسات الدولة هذه بشقيها المدني والعسكري بواقعها الحالي فيها ما فيها من مواطن الاختلال والعطب لكن ذلك لا يعني استحالة اخضاعها لعمليات الاصلاح والتطوير، وان نتذكر دوماً أننا ندعم المؤسسات الباقية وليس الأفراد الذين هم محطاتٌ عابرة.

– احداث التوافق الوطني العريض على ثوابت الانتقال المدني، والذي يحتاج إلى تقديم الاستراتيجي على المرحلي / التكتيكي، وأن نعي أن عقاب الخطأ الجنائي مكانه سوح المحاكم والقضاء وأن عقاب الخطأ السياسي مكانه صندوق الانتخابات.

– اجتراح المشروع الوطني الذي يقودنا إلى تأسيساتٍ حقيقية للدولة السودانية، تأسيسات تقوم على المصالحة الوطنية بين المجتمعات السودانية، واحقاق العدالة بشقيها الجنائي والانتقالي، وتنظيم عمليات تداول السلطة وبما يضمن التمثيل الحقيقي للجميع، وخلق نهضة تنموية تقود السودان من دولة ما قبل رأسمالية تتزيا بثوب الدولة الحديثة إلى دولة تنهي خطاب المظلومية الاقتصادية.

قد يكون المشوار صعباً، لكن الذي يظل ” أن الآلام العظيمة تصنع الأمم العظيمة إذا وعت وتعلمت “.
ما ينقصنا هو العزيمة على الرشد .

#الدولة_المدنية
#ماف_مليشيا_بتحكم_دولة
#العسكر_للثكنات_والجنجويد_يتحل

نورالدين صلاح الدين

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى