السياسة السودانية

وزير العدل الأسبق: السودان كله للأسف، مرشحٌ لأحداثٍ جِسَامٍ، نسأل الله العافية

[ad_1]

في لحظةِ صَفاءٍ وتصالحٍ مع النَّفس قال ذلك الشيخُ الوقورُ لأخيه الزَّعيم الكبير: “حِنَـا نابْـتابْ إنْـفَـتَّي infattay وهِتُومْ إي فَتُّـونا،،، وبيت أسْجَدَي Asgaday فَـتُّـونَا وحِنَا إي إنْـفَـتِّـيُـومْ!!!” وهذا حالنا مع بني عامر (عِشْقٌ سَرْمَدِيٌّ من إتِّجاهٍ واحد!!). هذه زَفرةٌ حَرَّى تَقَنَّعْتُ منها أنْ ألامَ رِدَائيا فلم أرْمِ بسهم طوال عامين أو يزيد مُزِّقَ فيها نسيجنا الاجتماعي بسبب مملكةٍ تحمل اسمهم ومسارٍ محسوبٍ عليهم أو على الأقل لم نكن نحن طرفاً فيه، حتى أنَّ البعض بخل بدعوتنا للاحتفال به (أحسن!!). ليس هذا فحسب بل سجل أحدهم فقال خرج الحباب من نظارتنا (!!!) وسبَّ أقواماً كراماً هم شركاؤنا وعزوتنا وملح هذه الأرض منذ أنْ عُرفت. ورغم كل ما نال أهلنا من أذى مِنْ الذي يعرف ومِنْ الذي يهرف، طوينا الحديث في أكنانه، ودعانا أهل وُدِّنا وصحبتنا للرَّد فلم نستجبْ. أمَّا وقد كثر النُّباح وتوالى علينا مساء صباح فلا بُدَّ أنْ نقولَ الكلام المباح ولابُدّ أنْ نقول جَرْ!!. أنا ما زلتُ عند قولي: بنو عامر ليسوا لنا أعداء لكنهم ليسوا بالضرورة حُلَفاء!!! نحن وهم في الحقيقة والواقع رُصَفاء، بل قطبان متنافسان تجمعهما الشَّدايد وتفرِّقهما المصالح،،، والتَّنافس بيننا قديمٌ خاصةً في محور نابتاب/بيت أسجدي،،، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ ومتوقعٌ، بل هو أمرٌ صحيٌّ إذا أدُيرَ بشَرَفٍ لأنَّه من باب التَّدافع المحمود بين النَّاس. وقد يتَّخِذُ التَّنافسُ بيننا أشكالاُ مختلفةً وسياساتٍ وتحالفاتٍ متباينة،،، فنحن أهل الجبل في السَّاحل وهم أهل السَّهل في بَـرْكا والقاش، وهذا العامل الجغرافي لوحده يكفي لخلق مزاجٍ مختلف!!! نحن قاتلنا في حلف الإمام المهدي والأمير عثمان دقنة، وهم قاتلوا في حلف الإنجليز والرأس ألُولَا Alula ،،، نحن نفتخر بالأنصار وهم يسخرون من “القوم” – هكذا كانوا يُسمُّونهم “قُومْ Goam،،، قُومْيَايْ Goamyaye “. نحن زعيمنا كَنْتَيبَايْ وهم زعيمهم دِجْلَلْ Diglal. نحن أهل دِجَّي Diggay ، وهم أهْلُ دَجَا Daga . نحن نحب الحبش “ونموت فيهم!!” لأنَّنا منهم (أختصر ليكم التَّعليق!!!) وهم يكرهونهم لأنَّهم من قريش!!! (أنا قلت حاجة غلط؟). ورغم ذلك تجمعنا لغةٌ مشتركةٌ وثقافةٌ متوارثةٌ ورحمٌ وَلُودٌ وتداخلٌ مشْهُود. والأهم من ذلك كله نحن جميعاً صنفٌ واحدٌ في عيون الغير. أقول لمن أغضبه كلام وكيل بني عامر: الأرض كلها “حَقَّتْ بني عامر” ماذا كنتم تتوقعون أنْ يقول غير ذلك؟ هل يعقل أنَّكم كنتم تنتظرون منه أنْ يُـقِـرَّ بتبعية “أفْ حَارَينْ ومَقَدَّامْ” لبيت بَـحَيلْيَايْ والحباب عموماً؟ هل رأيتم أحداً منهم ذكر يوماً ولو بالخطأ اسم “جِدَيفرَا Gidaifira” على لسانه؟ ذات مرةٍ سألتُ أحدَ النَّابْتابْ: يا أخي نحن أقْرَبُ إليكم رَحِماً فلماذا لم تشاركوننا فرحة عودة النَّظارة وكنتم الغائب الوحيد رغم حضور النَّاس حتى من غرب أفريقيا!!. فقال وهو يضحك: وهل تتوقع منَّا أنْ نُسَاعِدَكُم في سِباقٍ بيننا لتفوزوا علينا؟. والله “إنُّـو صادِقْ!!”. ربَّما كان البعض يتوقع من السيد الوكيل مراعاة مواقف الحباب قديماً تجاه عشيرته هو بالَّذات فيقول مثلاً الأرض لنا والحباب، مع إنَّ الأرض لنا جميعا بكل قبائلنا العظيمة ذات الجَنَابِ: بني عامر وحباب، وأرتيقا وجميلاب، وكميلاب وحسناب، ورشايدة ومَلْهِيتْكِنَابْ،،، وقبل هذا وذاك الأرض لله يُورِثُها مَنْ يشاء مِنْ عباده. يا أخوان أقولها لكم من باب العارف بالقانون المحلي والدولي: في السُّودان ومنذ عام ١٩٢٥م الأرض الفضاء كلها ملكٌ للدولة قولاً واحِداً، ومن يدَّعِى ملكية قطعة أرضٍ فليبرز صك الملكية. لهذا لا “تَـلِتُّوا” وتعجنوا كثيراً في موضوع ملكية الأرض. قال هو مالكها، وقال الآخرون لا يستطيعون إثباتَ ملكيتهم لها، ونحن نقول: “هاتوا برهانكم إنْ كنتم صادقين”. السيد الوكيل، بصفتك مالك الأرض، وبما أنَّك الوحيد القادر على الإثبات والآخرون لا يستطيعون كما قُلْتَ، ما عليك إلَّا إبراز صكَّ ملكيتك للأرض حتى يرى ضيوفك ذلك (بس ضيوفك كتار يا بني!!! وتحية لأهلنا الشياآبْ وهم بمثابة أهلِ بَدْرٍ فينا!!). أقول لكم يا إخوان لو أنَّ “وَدْ أبْسَعَدْ” تذكر قصة تولي جده للعمودية لما أنكر حقوق الحباب، فقد دفن جنباً إلى جنب في “سِجَادْ حَسْتَا Sigad Hasta” مع أجدادنا الذين ماتوا دفاعاً عنه. وحتى لو افترضنا جدلا أنَّه أبرز صك ملكية وشهادة بحث بملكية مَقَدَّامْ، فهذا لنْ ينقص من حقوق الحباب الذين دخلوها ضَحَى، ومستر لويد بجلالة قدره يتفرج!!! تلك أيام انقضت ولله دَرَّكَ يا تاج السِّر راجل سواكن. السيد الوكيل، إذا لم تبرز شهادة البحث المطلوبة فنحن لا نقول لك كما قلت أنت (ولن يستطيعوا)، وإنما سنماري في قولك مراءً ظاهراً ولن نستفتي من طرفك أحدا، وإنما سنبرز لك خرط المنطقة منذ حضور أهلنا إليها من الحبشة في نهاية القرن الخامس عشر، وحضور أهلك اليها من النَّيل في القرن السادس عشر، والرَّائد لا يكذب أهله. سترى بأم عينك مملكة أهلنا وأهلك البلو (وكلنا مولودين فيهم)، وسترى مملكة “دافلا ود أسجدي” ومملكة “بحر نجاس” ومملكة “دجين”، ثم ظهور أسماء القبائل الحالية ومن بينهم الحباب بالطبع، وسترى آخر خريطة معتمدة من حكومة السودان وضعت في عام 1903م بعد بدء التقسيم الفعلي للحدود اعتبارا من عام 1899، وحدثت الخريطة في عام 1966م، شاملة الإحداثيات عن طريق المسح المستوي والتثليث المساحي الذي قام به الميجور كابون Major Capon في عام 1902م، وتوفير الرسم التخطيطي من قبل الكابتن هيكمان Hickman وفون بيكر Von Becker وماثيو Mathew ونيوبولد Newbold وليا Lea وواليس Wallis ، كما تم توفير نظام S.D.F. للمنطقة الساحلية للبحر الأحمر من خرائط الأميرالية البحرية. وفي هذه الخريطة المعتمدة يظر اسم الحباب في جانب من المنطقة التي تود نفي الآخرين منها وبجانب آخر يظهر اسم أهلنا وعزوتنا بني عامر. السيد الوكيل هذه الأرض لنا ولكم ولغيرنا من القبائل الكريمة التي تربطنا بهم أواصر القربى ووشائج المحبة والاحترام. بيد أنني يجب أنْ أوضح لك أنَّ هذه الأرض عمَّرها أسلافنا أكثر ممَّا عمروها، فبنوا الدُّور في دُرُويْ وشيدوا القبور في عَيتْ وحفروا شِرِمْ عَدُوبَنا ورصفوا مدافن وَرْهَتْ، ونقشوا التاريخ في حجر أبي رماد الذي أهمله الوطنيون، ومؤخراً اعتنى به المصريون فسوَّرُوه. السيد الوكيل: ما تزال أثار أقدام أهلنا بارزة في رمال سهل بريطي، وما زال كل جبل – من نَقْفَا حَمَلْمَالْ حتى تَـقْدَرَا – يردد صدى صيحات أسجدي وبحيلياي وشوم حَضِير Hacheer أنْـفُو وتوكول وأشَدْ وجَاوِجْ وأبْ جَرْدَمَا Ab Gardama ، وغيرهم كثير. هذه الأرض شهدت استشهاد “محمد ود كنتيباي حامد” في “تاماي” محل كسر المربع الانجليزي، وشهدت مقتل غلام القاضي “عبد القادر حسين” في “أوكاك” في أول معركة للانصار في الشرق ضد الغزاة وقد كنا هنالك، واحتضنت قبر الفارس “هداد ود حسن” في حارة أبي الفتح في سواكن، وتعطرت بقبر كنتيباي محمود ود حامد في “جِنَتْ Guinat” وقبر كنتيباي “حسن ود محمود” في سنكات وقبر الأسد كنتيباي حسين أب بشير في توكر، ومن بعده مؤخراً ابنه كنتيباي محمود، والقائمة طويلة. أرض مرَّ عليها جيمس بروس فلم يذكر من سكانها إلاَّ الحباب ووصفهم بأنَّهم أنبل السَّبئيين؛ هذا كلام الخواجة “الكافر” وليس كلامي!!. يقول “جيمس بروس” في الصفحة رقم 386 من المجلد الأول (للطبعة الأولى من كتابه الذي نشر في عام 1790م): إنَّ أنبل هولاء البدو جميعاً “the noblest” وأكثرهم ميلاً للحرب “most warlike” هم الرُّعاة (السَبَئِيُّونُ) القاطنون في سلسلة جبال الحباب والذين، حسب قوله، “ما زالوا حتى الآن” في تلك المنطقة الممتدة من أطراف مصوع إلى سواكن:
“But the noblest, and most warlike of all the Shepherds, were those that inhabited the mountains of the Habab, a considerable ridge reaching from the neighbourhood of Masuah to Suakem, and who, sill dwell there”.
أقول لكم يا حباب: لا تلتفتوا للتُّـرَّهاتِ ومزالقِ القول فيجرمنكم شنآن قائلٍ على ألَّا تضبطوا الخطاب تجاه بني عامر، فهم أهلنا بما فيهم رهط صاحبنا الذي يحاول سلب حقوقنا التاريخية، وهيهات. بالعكس، أبسطوا علاقاتكم مع بني عامر، قديمةً ومتحدة، لكن على بصيرٍة من الأمر، والعاقل يفهم!! وأكرر طلبي لناظرنا ووكيله، الكرام أبناء الكرام، فأقول: وسِّعُوا المواعين وابنوا تحالفات جديدة كما كان يفعل جدُّكم “حامد بك ود حسن”، وأحيوا تحالفاتٍ سابقة ومهمة كانت بين أهلكم والأرتيقة والأشراف والحسناب وبني هلبة وغيرهم،،، ولا تنسوا الأقربين إليكم من أفلندا وعجيلاب وأولاد راشد ورهط جدي “وَدْ حِسَالْ” وكل المِعْلُوتْ الكرام وأرحامنا لدى التِّيتَيْ العظام، وتلك قصة أخرى. لا تكتفوا بمدحهم وشكرهم،، بل اعلنوا عن مواقف مشتركة ومنسقة معهم فالمنطقة، بل السودان كله للأسف، مرشحٌ لأحداثٍ جِسَامٍ، نسأل الله العافية، ولكن سنة التغيير سنة ماضية ولن تجد لسنة الله تبديلا. اذهبوا لأولاد وَهْدَأ أشْبُودِين وتحالفوا معهم، نعم؛ هكذا نقولها بكل وضوح، فهم شوكة الهدندوا وأصحاب مواقف قديمة وحاضرة،،، ولا تنسوا أنَّ الولد يُـرْحم بصلاح أبيه!! فانْ أغضبكم تلويح تِـرِكْ بيده في سنكات فلا تنسوا أنَّ جدَّ تِـرِكْ هذا هو الذي وقف مع جدكم كنتيباي محمود يوم “عـزَّ بدَارِنَا حُلْوَ الـمَبِيتْ” وتكالب علينا زبانية المستعمرين فنفوه وقومه إلى جبال دُرُورْ سنة ١٩٠٨م، وخلد ذلك الشاعر “هُمَّدْ وَدْ عِوَالْ” في قصيدة فخيمة. لا تكتفوا بمجاملات يفعلها الآخرون مع غيرهم ممن يعرفون، وإنَّما نسقوا مع سليل المروة والشهامة النَّاظر “علي محمود” فقد أوقف جده الفاضلابي سفك الدِّماء بيننا وبين أهلنا الرَّشايدة، أخوتنا في الدِّين والعروبة. والله يحفظ السودان في هذا الزَّمن الأغبر. تحياتي،،،

وزير العدل السابق د . ادريس جميل

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى