السياسة السودانية

لتتوقف هذه الفوضى.! – سودان تربيون

[ad_1]

شمائل النور
مع دخول الحرب شهرها التاسع، وتوسع رقعتها لتصل مدينة مدني؛ وسط البلاد -وهي لم تكن متوقعة لكثيرين- فإن الذي أصبح واضحاً بجلاء أن قوات الدعم السريع ماضية في اجتياح المزيد من المواقع، والتوغل نحو مدني يمثل مرحلة خطيرة في حالة الشلل التي عمت البلاد.

تمدد رقعة الحرب لتصل عمق المناطق الآمنة التي فر إليها الآلاف من الخرطوم مثل مدني لا ينبغي النظر لها كونها مجرد توسع في العمليات العسكرية للدعم السريع.
مدني ينبغي النظر إليها باعتبارها شريان الحياة المتبقي لهذه البلاد منذ تفجر حرب أبريل.

غير أنها استقبلت الآلاف، فهي أيضاً تحولت للمركز التجاري الرئيسي ومركز الخدمات العلاجية والطبية الذي يغطي أكبر رقعة جغرافية وكثافة سكانية، عزل مدني وحصارها يعني توقف نبض البلاد.

بالتزامن؛ بدأت مناوشات في الفاشر بشمال دارفور، والفاشر أيضاً تحولت لملاذ آمن لكل نازحي الإقليم الذي تراكم فيهم النزوح منذ سنوات بعيدة.

تقارير برنامج الغذاء العالمي التي حذرت من مستويات جوع غير مسبوقة في البلاد متوقعة في مايو، بدأت ملامحها تلوح في تراجع الدعم الشعبي والأهلي وهذا واضح بالنسبة للمجموعات المتطوعة التي تعمل في مجال إطعام الناس.

هذه الحرب لا تشبه حروب العالمين في أي شيء، فهي تجمع من البربرية والفتوّة والعشوائية والانهيار الأخلاقي ما يكفي لإبادة كل شيء، هي حرب مصممة بامتياز لسحق المواطنين العُزل.

موجة النزوح التي بدأت في مدني حتى قبل انتقال الاشتباكات إلى داخل المدينة هي وليدة تجارب عملية للناس في انعدام الحد الأدنى من الحماية، إذ؛ ما أن تبدأ مجرد مناوشات سرعان ما تتحول إلى معارك طاحنة تسحق المدنيين.
والأكثر إيلاماً أن هذه الجموع من النازحين ليس بإمكانهم تحديد الوجهة الآمنة، فالذين اتجهوا جنوباً يتساءلون، هل سنكون في مأمن من تمدد هذا البلاء، والذين اتجهوا غرباً وشمالاً يفكرون في ذات السؤال؟ والحقيقة هو سؤال موجع ومنطقي، ما المكان الآمن المتبقي لكي يكون ملجأ للناس، وما ضمان ذلك؟ وللأسف لا أحد يعلم الإجابة.

إن ما جرى خلال الثمانية أشهر الماضية من الممكن جداً أن يستمر لثمانية شهور أخرى وأخرى وأخرى، هذه الفوضى لن تتوقف من تلقاء نفسها، تحتاج لفعل شعبي جماعي موحد يجبر هذه الفوضى على التوقف، نحتاج الآن لوقف هذا المد الذي لن يترك متراً بلا دم.

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى