السياسة السودانية

على أي حال هناك ثلاثة جوانب يجب أن يعلمها السيد خالد سلك

[ad_1]

قرأت تصريحا للسيد خالد سلك يقف فيه ضد الاستنفار والتعبئة الشعبية التي أعلنتها القوات المسلحة وفتح باب التطوع. يعترض السيد خالد سلك بطريقة تدل على ابتعاد السياسي السوداني عن القراءة ووقوعه في جهل تاريخي، وتدل كذلك على شكل من أشكال أمراض (علم النفس السياسي) وأقصد حالة يمكن تسميتها: (الكيزانوفوبيا). وهذه علة مرضية سياسية جماعية لدى القحاتة وتحتاج لعلاج نفسي في السياسة؛ ومن أعراضها تجدهم يحللون ظواهر معقدة جدا ومتشابكة لحد بعيد بعبارة: الكيزان.

على أي حال هناك ثلاثة جوانب يجب أن يعلمها السيد خالد سلك:
١- لم تبدأ التعبئة الأهلية في حرب الجنوب في التسعينات. هذا تاريخ يحتاج لقراءة واجتهاد ومغادرة موقع السياسي الكسول وقد نصحته وقتها بترك طريقة أركان النقاش واقترحت عليه بعض الكتب، الآن أزيده كتاب جديد عن دارفور بعنوان: منقذون وناجون. إذا قرأه بتركيز سيخجل من سرده التاريخي حول التعبئة.

٢- التعبئة والاستنفار الشعبي اليوم من أجل حماية الأرض والعرض والوطن ولا يتم بتعبئة غير ذلك، ويتم بقرار وتوجيه وإمرة القوات المسلحة، إن قيم الجهاد والكفاح والرجولة والوطنية والغيرة على نساء السودان ورفض الأحرار للذل هي دوافع هؤلاء الشباب للاستجابة القوية من أجل التدريب والاستعداد للحرب، هذه قيم نبيلة لا توجد في قاموسكم، ومعلوم أن الاستعداد للحرب هو السبب الرئيس لمنع وقوعها وتقليل تكلفتها. مالذي ترغب فيه بالضبط يا سيد خالد سلك: هل تنتظر دخول المليشيا مدن جديدة وقرى جديدة للقتل والنهب والاغتصاب ويصمت الشباب ويقولوا معك وأنت في القاهرة: لا للحرب. هذا يسمى غطاء سياسي للمليشيا.
٣- أنتم في ورطة حقيقية، صدقني أقول لكم هذا الكلام وأنا أرى بأم عيني موقف الغالبية العظمى من الشباب، هؤلاء ليسوا كيزانا وليسوا محبي سلطة، هؤلاء وطنيون يتعجبون من موقفكم وقد كشفوا حقيقة عجزكم الفكري والأخلاقي والسياسي، والحرب درس قاسي حدث بسبب استهتاركم بالأمن القومي وتلاعبكم في قضايا حساسة حول الإصلاح الأمني والعسكري الأمر الذي منح المليشيا غطاء دستوري وسياسي للحرب، المليشيا التي تخجلون من مهاجمتها ويتطابق خطابها معكم تماما.

لذا أقترح عليكم: صمت طويل ومراجعات فكرية عميقة ومصارحة صادقة مع الشعب تبدأ بنشر ورقة: أسس الإصلاح الأمني والعسكري ومداولات الورشة الأمنية الخطيرة التي تفجرت بعدها الأمور. فمن حق الشعب السوداني أن يقرأ هذه الأوراق.

أخيرا:
دع الرجال يحمون أوطانهم وقراهم وممتلكاتهم، وأبحثوا لكم عن متخصص في علم النفس السياسي في القاهرة حيث يوجد علاج جيد أو في أوروبا وأمريكا، إذهبوا له وقوفا بالصف وتحدثوا عن أعراض مرض (الكيزانوفوبيا) وستجدون العلاج.

هشام عثمان الشواني

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى