السياسة السودانية

بخاري بشير يكتب: المرحلة الثانية من الاتفاق الإطاري!!

[ad_1]

اجمع عدد كبير من رافضي (الاتفاق الاطاري)، الذي جرى توقيعه بين المكون العسكري، ومجموعة المجلس المركزي للحرية والتغيير في الخامس من ديسمبر الجاري- أن الاتفاق بشكله الراهن، إذا ما انتقل للمرحلة الثانية، وهي مرحلة بداية التنفيذ، وتكملة (نقاش) القضايا الخمس، يمثل أكبر مهدد لوحدة السودان، ومسهلاً لعملية (ابتلاع) الوجود السوداني من قبل التحالفات والنظام العالمي الجديد.. ولا زال الاتفاق يواجه تعقيدات رفضه من مجموعات كبيرة و(رئيسية) في السودان، جعلته شبه (معزول) في الساحة السودانية.. للدرجة التي جعلت القائد عبد الفتاح البرهان يقول حديث ( قاعدة المعاقيل)، في محاولة أخيرة منه لتهدئة الأطراف الرافضة وبث رسائل تطمينية اليها، وهو الأمر الذي جعل مراكز قوة داخل الحرية والتغيير تعتبر حديث (المعاقيل) تراجعاً، ونكوصاً عن تنفيذ الاتفاق.. لكن من الواضح أن الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق تمثل تحدياً كبيراً للأطراف التي وقعت عليه، في ظل وجود وتنامي حالة الرفض (بالجملة) لاتفاق كل رافضيه مجمعين على (أجنبيته)، وأنه بمثابة معول لعدم ما تبقى من السودان.

الغريب أنه برغم هذه (السحب الداكنة) فوق سماء الاتفاق، إلا أن الحرية والتغيير، لا زالت متمسكة بإصرار واضح على (إقصاء) الاطراف، وبرغم دعواتها المستمرة للرافضين، بالدخول فيه، وتشكيلها للجنة مهمتها التواصل مع (الرافضين) لتليين المواقف، فمثلاً، السيد الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير يقول: “الاتفاق حدد أطرافه مسبقاً وفق النصوص”.. فكيف تفتح الباب للانضمام، وانت تؤكد أن الأطراف (محددة مسبقاً)، وحسن يقول إن الاتفاق مفتوح (لمن يؤيده من جميع السودانيين).. وهذا معناه أن أي قادم جديد للاتفاق يجب أن (يبصم) بالموافقة الكاملة على بنوده.. والا فانه ليس من الداعمين له، ويجب اقصاؤه مهما كان حجم تأثيره على الساحة السياسية.

فإذا كان الاتفاق، وهو في مرحلته الاولى، يواجه هذا الرفض (العارم) لا أظن أنه سيفلح في مرحلته الثانية بقضاياها المعقدة، وهي كما ذكرها الناطق الرسمي للحرية والتغيير قضايا (العدالة والعدالة والانتقالية وإصلاح الأجهزة الأمنية وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو واتفاق جوبا للسلام وقضايا الشرق).. وأي واحدة من هذه القضايا بها من التعقيدات ما يقعد بالاتفاق.. خاصة وأنها قضايا (أطرافها) الرئيسيين غير موقعين على (الاطاري)، مثل حركات جوبا، وقضية الشرق.

المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق الاطاري نتوقع أن (تقبر) قبل أن (تولد) بسبب المعارضة الكبيرة ضد الاتفاق، التي انتقلت من ساحة إقامة الندوات والمؤتمرات الصحفية والمنابر المختلفة، لمرحلة جديد هي مرحلة الخروج الى الشارع ومواجهة الاتفاق بالاحتجاجات، والتظاهرات.. ومنذ حلول الذكرى الرابعة للثورة (استعرت) حرارة المليونيات والمواكب، وكأنما (توقيع الاطاري) قد منحها قوة دفع جديدة.. من جانب لجان المقاومة وشباب الثوار، ومن جانب الحزب الشيوعي وواجهاته المتعددة، ومن جانب حزب البعث الذي رمى بورقة طلاقه أمام مجموعة (مركزي الحرية والتغيير).. ومن جانب آخر مجموعة نداء أهل السودان، التي أعلنت التصعيد، وتمتلك رصيداً شعبياً كبيراً.. وفوق هذا وذاك نجد بعض (دهاقنة الاطاري) وكبار مؤيديه أيضاً داعمين للتصعيد مثلما قال أحدهم – وهو ياسر عرمان- إننا سنقاطع الاتفاق إذا استمر العنف ضد المتظاهرين، ولم تهيأ البيئة السياسية، وتوج هذا الحديث بالدعوة المباشرة للتظاهر في أعياد الثورة وذكراها.. لكل ما سبق .. لا نرى ضوءاً في آخر النفق يمهد للمرحلة الثانية من الاتفاق الاطاري.. والذكي خير من المتذاكي، لان الذكي يتعظ بغيره، والمتذاكي يكرر أخطاءه.

صحيفة الانتباهة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى