السياسة السودانية

الاضراب والعصيان المدني الشامل .. أوراق ضغط يلوح بها الشارع لاسقاط الانقلاب

[ad_1]

الحراك في الشارع المناهض لانقلاب 25 أكتوبر، رغم قوته وسطوته من قبل الثوار وقوى الثورة الحية، لكنه لم يفلح في اقتلاع الانقلابيين من السلطة، بيد أن مراقبين يشددون على ضرورة تغيير ادوات المقاومة بحسب مقتضيات الفترة، إلى أن تصل الثورة إلى مرحلة الكتلة الحرجة، والتي بدورها ستعمل على اسقاط الانقلاب.

والاضراب العام والعصيان المدني الشامل، هما أحد أهم الادوات في الفعل الثوري لتحقيق الغايات الكبرى للثورة، وقد بدأت مؤخراً تنطلق بين الفينة والأخرى دعوات للاضراب والعصيان، والتي يؤكد القيادي بالحرية والتغيير، أحمد حضرة، أن الثورة السودانية اصبحت أنموذجاً للعالم، في وسائلها واساليبها لمناهضة انقلاب العسكر كما ناهضت نظام البشير الكيزاني وستناهض اي شكل من اشكال الدكتاتوريات مستقبلا.

ويقول حضرة إن تجارب شباب وكنداكات الثورة والقوى السياسية في مقاومة النظام السابق والانقلاب البرهاني كثيرة ومتعددة ولا يمكنك أن تتنبأ بأيها سيتحقق النصر، الأهم هو والإيمان بالهدف والعزيمة والإصرار على تحقيقه بأي من الوسائل السلمية المستخدمة (تظاهرات ، تتريس ، وقفات احتجاجية ، مسيرات ، اعتصامات ، اضراب عام ، عصيان مدني)، وربما أساليب ووسائل مبتكرة جديدة وحديثة ولكن حتما ستنجح الثورة عبر إحدى هذه الوسائل وهو المهم. ويضيف: ربما يحدث ذلك في اضراب اليوم 24 أغسطس أو أي من الوسائل الاخرى.

أما القيادي، معز حضرة، فإنه يرى أن الدعوة من أجل الاعلان عن اضراب سياسي هي وسيلة من وسائل الضغط على الحكومة الانقلابية ومن حق اي انسان المقاومة من أجل الحرية في الانظمة الدكتاتورية ،نتمنى ان ينجح الاضراب المدني ،الشارع السوداني مهيأ الى البدء في عمليات الاضراب والعصيان المدني الشامل ،فهي محاولة من محاولات قهر الانقلاب مثلها مثل التظاهرات السلمية والاعتصام السلمي ،وقطعا سوف يكون لديها تأثير حتى اذا كان تأثيرها محدوداً او بسيطاً لكن تكرار مثل هذه الافعال سيؤثر في هذه الحكومة المتهالكة وسيسقطها لامحالة.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور محمد علي تورشين، أنه بالرغم من أن الجهات الآن التي من المفترض ان تتبنى مثل هذه الاضرابات السياسية وماشابه ذلك كمنظمات بناء المجتمع المدني والنقابات معظمها هو واجهات للقوى السياسية مثل تجمع المهنيين المنقسم على ذاته وبعض النقابات لديها ميول لبعض القوى السياسية، لذلك يجعل تأثيره وفاعليته ليست بالقوة المتوقعة باعتبار ان الكثير من القطاعات ترفض التطبيق ليس من أجل الاضراب ولكن من أجل الجهات المنفذة للاضراب ستعزف عن المشاركة ،والقطاعات التي ستشارك ستكون ضئيلة جدا ،لذا نتوقع ان يكون هنالك شد وجذب بين المجموعات المؤيدة التي تدعو للعصيان والمجموعات الرافضة التي تدعو الى عدم المشاركة ،مثل هذه الاسلحة الفعالة في الحياة النقابية بشكل عام ظلت توظف من أجل خدمة الاجندة السياسية ،الدعوة الى اضراب يوم ٢٤ سيكون علامة مفصلية فيما يتعلق بملف مهم جدا وهو ملف التسوية السياسية بحيث ان هنالك كثيراً من الجهات او القوى ظلت تدعم فكرة التسوية بل وكل الاحتمالات تؤكد ان التسوية اصبحت قاب قوسين او ادنى ،اذا كان الاضراب فاعلاً وحقق شللاً في الحياة المهنية والعملية سيجعل القوى السياسية تتراجع من فكرة التسوية السياسية ،ولكن اذا كان محدوداً وبدون تأثير ملحوظ سيجعل القوى السياسية تتجه الى القبول بالتسوية المرتقبة..

بيد أن مصادر بتنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم، نبهت إلى وجود مشاورات لتأجيل الاضراب، لمزيد من التنسيق، على أن يحدد موعد لاحق خلال الايام المقبلة.

فيما كشف عضو تجمع المهنيين، وليد، عن دعوة كل المهنيين للمساهمة في العمل لانجاح الاضراب. وقال إن الاجسام المهنية لازالت تعمل من أجل اكمال لجان الاضراب في اماكن العمل المختلفة، وتوقع نجاح الاضراب. المعركة القادمة ليست المعركة النهائية وكله يصب في رصيد الثورة و تنظيم قواها .

وبدوره أوضح الناطق الرسمي باسم حزب البعث عادل خلف الله أن الحركة النقابية والجماهيرية والسياسية السودانية تمتلك تجربة غنية في تقاليد النضال السلمي الديمقراطي لا سيما استخدام الاضراب عن العمل والخدمات سواء لاهداف مهنية فئوية أو سياسية من خلال ربط ما هو مهني او فئوي مطلبي بما هو عام، وطنياً كان او سياسياً في اطار الانتفاضة الشاملة من خلال الدعوة لاضراب (سياسي) مقرون بعصيان مدني لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية سواء من لدن العاملين بأجر في القطاعين العام والخاص ومن هم خارج دولاب العمل من بقية قطاعات الشعب التي يعبر الاضراب السياسي عن رغباتها وطموحاتها إذ تحول المشاركة الواسعة دون تضرر المشاركين في الاضراب من إجراءات يتخذها ارباب العمل، كما تودي الى شلل دولاب العمل، وتجريد السلطة من استخدام ادوات العنف والقهر، المادي والمعنوي. ويجبرها بالاستمرار (الاضراب المفتوح) الى الاستسلام لاسيما وان المشاركة الواسعة في الاضراب والعصيان المدني تدفع بفئات داخل القطاع الأمني والعسكري وحتى الفئات الرأسمالية العليا الى الانحياز لتيار الانتفاضة الشاملة التي يحققها الاضراب السياسي والعصيان المدني .وفي إطار ذلك تتبدل موازين القوى ويتم نزع السلطة من مركزها المتسلط .

تقرير ـ ايمان الحسين
صحيفة الحراك السياسي

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى