السياسة السودانية

إبراهيم عثمان: قحطٌ واحد دعمٌ واحد

[ad_1]

جاء في أحد مقالات الأستاذة رشا عوض ( نحن كمنحازين للديمقراطية بكل الصدق نسعى لبناء دولتنا المدنية ذات الجيش القومي الواحد ، وبكل الوطنية نريد الوصول إلى محطة الجيش الواحد دون سفك دماء وفي إطار عملية إصلاح أمني وعسكري شاملة، تنزع بالتدريج الألغام التي زرعها نظامكم ( تعني نظام الإنقاذ ) في الدولة السودانية، ولو وصل الإصلاح الأمني والعسكري إلى محطة الدمج والتسريح ، ورفض حميدتي وقال انه يريد الاحتفاظ بجيشه إلى الأبد وتحدى ارادة الشعب السوداني وأغلق الأبواب تماما في وجه بناء الجيش الواحد ، في ذلك الحين ستكون المواجهة مع الدعم السريع ذات مشروعية سياسية واخلاقية، وسوف يقودها الجيش الوطني بالعقل الاحترافي للجيوش بعيدا عن المستشفيات والمدارس وبيوت المواطنين، وبعد استنفاذ كل الوسائل السلمية لاكمال الإصلاح الأمني والعسكري والدمج والتسريح سلما، وحينها كنا سنهتف جيش واحد شعب واحد لان المعركة حينها ستكون وطنية بحق تحت مظلة مشروع وطني ديمقراطي )
▪️تقول : ( نحن كمنحازين للديمقراطية بكل صدق )
ونقول : إن صحة هذه العبارة تساوي تماماً صحة ما قالته من أن الدعم السريع لم يقاوم الدمج، ولم يحاول الانقلاب، ولم يتمرد، وأن الجيش هو الذي بادر الحرب من أجل تنفيذ الدمج بالقوة، وهو ما يلزم عنه الزعم بأن الدعم السريع يحارب الآن استخداماً لحقه في الدفاع عن النفس، وهذا هو المعنى الذي يحوم كل القحاطة حوله، ولا يستطيعون التعبير عنه في جملة واحدة صريحة مباشرة، ويتركونه لما بين السطور . وإن أرادت أن تعترض على هذه المساواة، فهذا حقها، ولكن هذا سيلزمها أن تعيد كتابة مقالها لتعطي مشروعية التمرد درجة أقل .
▪️ تقول : ( وبكل الوطنية نريد أن نصل إلى محطة الجيش الواحد دون سفك دماء )، ونقول : إن صحة الحديث عن وطنيتهم الكاملة تساوي تماماً صحة زعمها بأن الجيش هو المسؤول عن عسكرة المستشفيات والمدارس ومنازل المواطنين، وهذه كذبة لم يجرؤ على مثلها أكذب مستشاري التمرد يوسف عزت . وأيضاً لها أن تعترض على هذه المساواة، ولكن بشرط أن تعيد كتابة المقال وتعترف بأن المتمردين هم الذين حولوها إلى ثكنات، وتكتب عدة سطور عن جرائمهم فيها ..
▪️ تقول ( ولو وصل الإصلاح الأمني والعسكري إلى محطة الدمج والتسريح )، ونقول : إن ( المحطات ) التي يريدون المرور بها، وهم يحكمون ويفعلون ما يشاؤون قبل الوصول إلى محطة اختيار الشعب لحكامه، هي محطات كثيرة ويخططون لأن تستغرق زمناً طويلاً، وإنهم في ذلك يتساوون مع قيادة الدعم السريع التي لا تريد دمجاً حقيقياً كاملاً إلا بعد اكتمال بناء مجدها السياسي وضمان استدامته، وإن كان هناك فرق بين الإثنين فلتتبرع بشرحه .
▪️ تتحدث عن المشروعية السياسية والأخلاقية، ونقول : إن ما يتمتعون به من مشروعية سياسية وأخلاقية لحكم السودان يتطابق تماماً مع ما يزعمونه من مشروعية سياسية وأخلاقية للدعم السريع في هذه الحرب، وأنهم بسبب هذه الحقيقة لا زالوا يحرصون على بلوغ السلطة مردوفين مع الدعم السريع، وإن كانت تعترض على هذه المساواة فأمامها فرصة الكتابة عن أي المشروعيتين أقل، وعن الأسباب التي جعلتها أقل .
▪️ تقول ( وحينها كنا سنهتف جيش واحد شعب واحد لأن المعركة حينها ستكون وطنية بحق تحت مظلة مشروع وطني ديمقراطي ) ونقول : إن الشعب قد قالها منذ أول يوم للتمرد وظل يقولها إلى الآن، وسيستمر، وهو يعلم أنكم تقولون عبر مواقفكم وتصريحاتكم ومقالاتكم ( قحطٌ واحد دعمٌ واحد )، وأنكم تمتنعون عن قولها صراحةً تمشياً مع عادتكم في التقية، ولأنكم لا تستطيعون الجهر بمواقفكم الحقيقية في تمام وضوحها، لأنكم أصحاب نزوع غريزي للاقتراب من الباطل .
▪️المفارقة المبكية المضحكة أن الدعم السريع لم يصل إلى المستوى الذي يؤهله لثقة قحت المركزي وأنصارها إلا بعد أن قطع شوطاً طويلاً نحو التبعية للخارج، ومخالفة قانونه، وتحوله إلى ميليشيا أسرية خاصة، وظهور مطامعه السلطوية، ولم يقلل من متانة التحالف ما ظهر بأوضح صورة بعد الحرب من جهويته، وعنصريته، وتخريبه، وإجرامه ونهبه للبنوك والأسواق والمنازل .. إلخ .
▪️ ختاماً : الشعب كله يقف مع جيشه، ويثق في انتصاره، ولا تستطيعون دحض هذه الحقيقة، وكل ما تستطيعونه هو أن تصفوا الشعب بالجهل، كعادتكم عندما تفسرون رفضه لعلمانيتكم، ولعامة مواقفكم المناقضة لوجدانه. أما أنتم فانتظروا انتصار المتمردين بالحرب كما يتوعدون ولا تعترضون، أو بالتفاوض كما يتمنون وتدعمون ، وحينها يمكنكم أن تحكموا سوياً، تحت حراسته ورعايته، وأن تضعوا دمجه في آخر محطاتكم، إن كان لدمجه، حينها، لزوم، أو معنى حقيقي، ويحق لكم أن تفعلوا – أنتم وحليفكم – بالجيش ما يحلو لكم، وبالشعب الذي وقف مع جيشه، وبأحزابه التي لا تروق لكم .
وحينها لن يكون هناك معنى لحديثك عن احتمال محاربته إذا عصى بعيداً عن المستشفيات والمنازل والبيوت، فهو لن يغير عاداته القتالية التي اكتسبها بعد عشرتكم وبعد أن أصبحت حروبه من أجل الكرسي، لن يغيرها، احتراماً لجيشكم المهني .
إبراهيم عثمان

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى