السياسة السودانية

معتصم أقرع: الفاغجويد.. بين فاغنر والسودان

[ad_1]

♦️ هناك العديد من أوجه التشابه بين الأحداث الروسية والسودانية مع فرق واحد جوهري.
♦️ أولا أوجه التشابه. السيد يفغيني بريغوزين من أصول متواضعة. في شبابه المبكر، خرج من السجن وباع النقانق (هوت دوق) في شوارع سانت بطرسبرغ.
♦️ من خلال علاقة غير متوقعة مع بوتين، حصل يفغيني فجأة على عقود حكومية شحيمة لتزويد القواعد العسكرية والمدارس بالطعام، مما جعله مليونيراً بين ليلة وضحاها.
♦️ في وقت لاحق أسس السيد يفغيني الشركة العسكرية الخاصة المعروفة باسم فاغنر التي شاركت لاحقا في حروب في إفريقيا والشرق الأوسط واتهم مقاتليه بارتكاب أعمال القتل والفظائع العشوائية.
♦️ جند السيد يفغيني جنوده من السجون الروسية ومن الأجانب في الإقليم، جلهم من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
♦️ قبل بضعة أشهر، قررت الحكومة الروسية أن على جميع الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا أن يوقعوا عقودًا فردية مع الجيش الروسي. وهذا يعني عمليا وضع جنود ميليشيا فاغنر ها تحت القيادة الهرمية في الجيش الروسي. لم يعجب ذلك السيد يفغيني بريغوزين بالطبع. وحدس ما حدس.
♦️ أخيرًا، الاختلاف بين السودان وروسيا هو أن الدولة الروسية قوية جدًا ومتجذرة، ولم تكن ميليشيا فاغنر تشكل أي تهديد عليها أبدًا لأن الفجوة في الموارد بين الجيش الوطني والميليشيا فلكية. يمكنك أن ترى الفرق من حقيقة أن الأمر لم يكلف بوتين سوى خطاب تلفزيوني متجهم انهي به التمرد الذي لم يزد عن يوم ونصف.
♦️الجيوش الخاصة قبيحة وغير أخلاقية، لكن فاغنر لم تشكل أبدًا تهديدًا لسلامة الدولة الروسية، وظلت مجرد ذراع لمساعدة الحكومة الروسية على تنفيذ المهام التي تحتاج إلى ضرب تحت الحزام دون ان تتحمل الدولة الروسية كلفته السياسية والقانونية والأخلاقية.
♦️ تشبه فاغنر إلى حد ما شركات الأمن الأمريكية الخاصة وتشبه إلى حد ما الفيلق الأجنبي الفرنسي، حتى لو كانت فاغنر أكثر دموية.
♦️ يظل تمرد فاغنر لغزا مستعصيا لأنه كان عملية كرتونية انتحارية صعب استيعابها بالمنطق لان حظ التمرد في الاستيلاء علي السلطة كان صفرا كبيرا.
♦️ ولم تكن أطروحة رشوة السيد يفغيني من قبل مخابرات غربية مقنعة لأنه ملياردير لا يحتاج الي دولار أو إسترليني لدفعه للانتحار علي يد بوتين.
♦️ كما أنا نظرية توقعه لتحرك جنرالات كبار لدعم تحركه غير مقنعة لان خلاف السيد يفغيني كان أصلا مع قيادات الجيش وليس مع بوتين، فكيف يتوقع ان يدعم انقلابه نفس الجنرالات الذين اكثر من سبهم لدرجة وصفهم بانهم تنابلة لا يفعلون شيئا غير الجلوس علي مؤخراتهم المتضخمة بعد مسحها بكريمات غالية بينما هو وجنوده فازعين الحراية (اكسكيوز ماي فرينش لكن هذا ما قاله السيد يفغيني).
♦️ الرواية الأكثر تماسكا عن التمرد رواها بول سون وأناتولي كورماناييف في النيويورك تايمز اليوم ملخصها ان تمرد السيد يفغيني كان حماقة غير مدروسة وركوب راس في جمهورية الفودكا. ادناه تسلسل الأحداث في الرواية.
♦️ مع بداية هذا العام، بدأ عدو يفغيني اللدود، وزير الدفاع، السيد شويغو بإحكام وإعادة تأكيد سلطته.
♦️ في 10 يونيو أعلن وزير الدفاع السيد شويغو أن علي جميع جنود الميليشيات توقيع عقد مع وزارة الدفاع الروسية بحلول الأول شهر يوليو ما يعني وضع كل جنود الميليشيا تحت سيطرة الجيش الرسمي. فجن جنون يفغيني.
♦️ تم تهميش ميليشيا السيد بريغوزين. وتم تهديد عقوده المربحة لجلب الطعام للجيش وفقد أهم مصادر تجنيد المقاتلين: السجون الروسية.
قبل التمرد كان متعهد الطعام الذي تحول إلى مدير مرتزق يخسر حرب مصالحه الشخصية.
♦️ في محاولة لحماية امبراطوريته صعد يفغيني الهجوم علي السيد شويغو واتهمه علانية بالخيانة ، مدعيا انه حرمه من الذخيرة والإمدادات بهدف تدمير فاغنر. وقال ان شويغو وكبار الجنرالات وحوش نتنة وخنازير لا يخرجون من مكاتبهم ويفضلون الجلوس علي مؤخراتهم الكبيرة الملطخة بكريمات باهظة الثمن. وقال إن الشعب الروسي له كل الحق في طرح الأسئلة عليهم.
♦️ في 13 يونيو ، تبدد أمل يفغيني الأخير لتفادي هزيمة مريرة في صراعه الطويل على السلطة مع وزير الدفاع سيرجي شويغو عندما وقف السيد بوتين علنًا إلى جانب خصومه، مؤكدًا أن جميع الوحدات غير النظامية التي تقاتل في أوكرانيا يجب أن توقع عقودًا مع وزارة الدفاع. وشمل ذلك شركة فاغنر العسكرية الخاصة التي يملكها السيد يفغيني. عليه سيخضع زعيم المرتزقة لسلطة عدوه اللدود السيد شويغو وزير الدفاع.
♦️ كان بوتين يتجاهل اتصالات السيد يفغيني ويدعم شويغو علنًا .
♦️ لم يكن تمرد يفغيني محاولة للاستيلاء على السلطة اذ نشأ التمرد من شعور باليأس ؛ أُجبره على الخروج من أوكرانيا عندما انقلبت آلة الدولة ضده ولم يعد قادرا على إدارة فاغنر.
♦️ اصيب السيد يفغيني بالغضب لنضوب الأموال والعقود من وزارة الدفاع والعقود الحكومية الأخرى.
♦️ تمرد السيد يفغيني قصة الزنقة واليأس المتزايد لزعيم مرتزق زئبقي.
♦️ عندما استنكر السيد بوتين أفعال يفغيني ووصفها بالخيانة لم يملك الشجاعة ليكون ثوريًا حقيقيًا ويواصل الزحف نحو الكرملين لأنه أدرك أنه سينتهي بالهزيمة المؤكدة.
♦️ وهكذا عندما عرضت عليه فرصة لإنهاء الأزمة بسحب قواته ، استغلها.
♦️ تمرد بريغوزين كان في النهاية عملًا يائسًا لشخص محاصر.

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى