السياسة السودانية

هل تدعم الحركات المسلحة أطراف الحرب، فعلاً؟

[ad_1]

شمائل النور

اثار دخول قوة من الجيش الشعبي لمدينة الدلنج بجنوب كردفان أسئلة واستفهامات عديدة، ولكونه جاء بعد محاولة سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة هبيلا بذات المنطقة، فسر غالبية الناس أن دخول الجيش الشعبي جاء إسناداً للقوات المسلحة.

والجيش الشعبي الذي أُستقبل باحتفاء شعبي لافت في المدينة هو نفسه الذي بدأ يتمدد في مساحات جديدة مع بداية الحرب، وقتذاك فسر الناس بالغالبية أن هذه التحركات تأتي إسناداً للدعم السريع ومحاولة إضعاف للقوات المسلحة بفتح جبهة قتال جديدة، الجيش في غنى عنها.

وذات الأمر يسقطه كثير من الناس على الحركات المسلحة في دارفور التي تطوق الفاشر الآن وسط تقارير تنبئ بتخطيط لمحاولة السيطرة بذات سيناريو الدلنج.

التفسير الظاهر لمواقف الحركات المسلحة جميعها إن كانت في دارفور أو جنوب كردفان يحاول وضعها في خانة ”مع/ضد الجيش“ أو ”مع/ضد الدعم السريع“ هذا بالنسبة لغالبية الناس على الأقل.

غير أن منطق الحرب والسياسة والوضع في الميدان يجعل هذا التفسير أبسط من بسيط، هذا إذا أبعدنا تماماً المواقف والقضايا التاريخية لهذه الحركات.

المنطق أن يسعى كل طرف لتحقيق مكاسبه، ولطالما أن الوضع وضع حرب واستعراض قوة فمن الطبيعي أن تتحرك الحركات للسيطرة على مناطق جديدة لطالما أن الوضع يمضي للانحلال العسكري الكامل.

ليس منطقياً البتة أن تفسر مواقف الحركات باعتبار أنها مقطورة لأحد الطرفين، والطرفان بالنسبة للحركات هو طرف واحد تاريخياً، والطرفان ينظران لمواقف الحركات بعين الريبة حتى وإن بدت داعمة أو مساندة.

مساعي الحركة الشعبية بالتمدد ربما حتى كادوقلي ومساعي الحركات في إقليم دارفور للسيطرة وإن كانت تحت شعارات حماية المدنيين قد تكون ظاهرها داعمة للقوات المسلحة بينما باطنها يهدد حتى القوات المسلحة في المستقبل القريب، وقد تابع الجميع الوحدة غير المسبوقة لحركات دارفور حينما اقتربت المعارك من الفاشر.

الحقيقة أن تمدد الدعم السريع وانتشاره في مناطق واسعة في البلاد بكل سهولة ويسر، يقابله تراجع مريع للقوات المسلحة منذ سقوط نيالا ومدن دارفور ثم سقوط ولاية الجزيرة المدوّي، هذا الوضع مغري للحد البعيد للحركات المسلحة كي تصبح طرف ثالث رئيسي في المعادلة، وهو استحقاق تاريخي كما تراه هي.

  1. الحركات المسلحة تأكدت من أن طرفي الحرب ”الجيش والدعم السريع“ في وضع خسارة، الأول خاسر عسكرياً والثاني خاسر أخلاقياً، وهو وضع يصبح عسيراً معه تحقيق مكاسب سياسية كبيرة مستقبلاً، وبالمقابل هو فرصة ثمينة للحركات المسلحة.

الراجح أن الجيش لن يتمكن من الحفاظ على سيطرته التقليدية والتي ظل متمسك بها منذ عقود طويلة، فهذه الحرب قلبت الموازين العسكرية وبالتالي السياسية.

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى