الرياضة العالمية

هل تحقق أنس جابر “حلم الطفولة” وتتوج ببطولة رولان غاروس؟

[ad_1]

رولان غاروس – بعد أن توجت بلقبها في صنف الناشئات سنة 2011، لا يزال “حلم الطفولة” للتونسية أنس جابر في إحراز بطولة رولان غاروس للتنس في صنف المحترفات قابلا للتحقيق، خصوصا بعد بلوغها ربع النهائي لمواجهة البرازيلية بياتريس مايا حداد. وتواجه طموحات “وزيرة السعادة” التونسية في التتويج بأول لقب لها في بطولة “غراندسلام” عقبتين رئيسيتين: نقص الجاهزية البدنية بعد إصابات متلاحقة هذا الموسم، والتغلب على المرشحتين الأبرز لنيل اللقب: “الماكينة” البولندية إيغا شفيونتيك والبيلاروسية أرينا سابالينكا.

نشرت في:

هل تفعلها أنس جابر هذا العام وتتوج بأول ألقابها الكبرى من بوابة دورة رولان غاروس لكرة المضرب؟ هذا الحلم الذي تلاحقه التونسية يمكن أن يتحقق هذا العام بعد بلوغها ربع النهائي في البطولة الفرنسية الأعرق على الملاعب الترابية “للمرة الثانية” في مسيرتها وللمرة الأولى بين المحترفات.

في بطولة رولان غاروس للناشئات سنة 2011، قدمت أنس نفسها للمرة الأولى للعالم، بفوزها باللقب، في تتويج جعلها محط أنظار المهتمين بعالم الكرة الصفراء أملا في نحت مسيرة كبيرة.

رولان غاروس، الذي تحمل دورة فرنسا المفتوحة لقبه كان أول طيار في التاريخ يعبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه ضفته الجنوبية دون محطة عبور، لكن طريق نجمة الكرة الصفراء القادمة من جنوب المتوسط نحو البطولة التي تحمل اسمه، سادته العثرات خلال الأعوام الماضية، فهل تعبر جابر في الاتجاه المعاكس لتحرز الدورة؟

للوهلة الأولى، يبدو وجود أنس جابر في الدور ربع النهائي من رولان غاروس أمرا بديهيا، بعد أن وصلت للمركز الثاني عالميا العام الماضي أمام محترفات اللعبة، قبل أن تتراجع للمركز السابع هذا العام. لكن حظها العاثر في كل مشاركاتها السابقة بالبطولة جعل من بلوغها ربع النهائي حافزا لمواصلة الطريق نحو تحقيق “حلم الطفولة”.

بعد تأهلها لربع النهائي، قالت أنس جابر “إنه الدور ربع النهائي الوحيد الذي فاتني في بطولات الغراندسلام. أنا سعيدة جدا بأدائي، وبالطريقة التي لعبت بها، لا سيما أنني عائدة من إصابة”.

 


 

خلال الأعوام الثلاثة الماضية، نجحت التونسية البالغة اليوم 29 عاما في دخول نادي “الخمسين في التصنيف العالمي” سنة 2020 عندما أنهت العام في المركز 35 عالميا. قبل أن تصعد تدريجيا في التصنيف العالمي وتصل للعشر الأوائل بتوالي النتائج الجيدة التي جعلتها تصل للمرتبة الثانية عالميا في 2022، بعد إحرازها بطولتي مدريد وبرلين وبلوغها نهائي بطولتين كبريين في ويمبلدون البريطانية “وفلاشينغ ميدوز” الأمريكية.

يرى نبيل مليكة، مدرب أنس طيلة تسع سنوات بين سن الرابعة و13 عاما خلال بدايتها مع الكرة الصفراء، أنّ “تأخر” أنس في البروز عالميا يعود إلى افتقارها في بداية مسيرتها لـ“النضج الشخصي والتكتيكي” وعدم توفر الإحاطة، فيقول “عانت أنس في بدايتها من ضعف التأطير والإحاطة، فرياضة التنس تتطلب إمكانات هائلة للوصول إلى أعلى مستوى. زواجها من مدربها للياقة البدنية كريم كمون وفر لها الدعم والإحاطة اللازمة لتخطي الصعاب لتصل إلى العالمية. زد على ذلك أننا في أفريقيا نعاني من مركب نقص يجعلنا لا نؤمن بقدراتنا في الوصول للقمة”.

 

>> اقرأ أيضا : أنس جابر… مسيرة ملهمة لتونسية بلغت المجد في “رياضة الأثرياء”

 

عقبة الإصابات والجاهزية البدنية

رغم المستوى العالي الذي بلغته أنس جابر خلال آخر ثلاثة أعوام، إلا كل مشاركاتها السابقة في أعرق بطولة على الملاعب الترابية كانت مخيبة، ولم تتجاوز فيها الدور الرابع. وبلوغها ربع النهائي في نسخة هذا العام جعل آمال متابعيها في تونس والدول العربية في رؤيتها تحصد اللقب ترتفع. لكن يبقى عليها تجاوز عقبة الجاهزية البدنية بعد إصابات متلاحقة منذ بداية العام. وخضعت أنس جابر لعملية جراحية “بسيطة” في شباط/ فبراير الماضي، واضطرت للانسحاب من بطولتي دبي والدوحة.

وخرجت التونسية مبكرا أيضا في عدة بطولات بداية الموسم، على رأسها بطولة أستراليا المفتوحة للتنس. قبل أن تستعيد مستواها تدريجيا بفوزها ببطولة تشارلستون. لكنها تعرضت لإصابة جديدة أثناء مواجهتها “الماكينة” البولندية في نصف نهائي بطولة شتوتغارت أجبرتها على الانسحاب، وعدم خوض بطولة مدريد التي فازت بها العام الماضي.

بعد عودتها من الإصابة، لم تكن أنس موفقة في بطولة روما التي انسحبت منها في دورها الأول.

نبيل مليكة يؤكد أن أنس جابر حلمت منذ صغرها باللعب في رولان غاروس والفوز بها، لكن هذا الموسم شهد مطبات كثيرة للتونسية “بداية الموسم كانت بالغة الصعوبة لأنس بإجرائها لعملية جراحية أطالت مرحلة التعافي اللازمة للعب في المستوى العالي، فما إن عادت أنس للعب حتى أصيبت مجددا في ربلة الساق وهي إصابة عضلية جد صعبة تتطلب وقتا أطول، لكن أنس عادت بسرعة من أجل أن تكون جاهزة في بطولة “رولان غاروس الفرنسية”.

شاركت أنس جابر العام الماضي في عدد كبير من البطولات وقطعت عشرات الآلاف من الكيلومترات، وهو ما أثر على آدائها هذا العام، “من الواضح أن أنس تعاني من الإرهاق وهذا انعكس سلبا على آدائها وجاهزيتها هذا العام”، يؤكد نبيل مليكة.

 


 

الماكينة شفيونتيك والبيلاروسية سابالينكا الأوفر حظا

إلى غاية بلوغ دور الثمانية، لم تواجه أنس جابر لاعبات في تصنيف متقدم، حيث تغلبت دون عناء على الإيطالية لوتشيا برونزيتي في الدور الأول والفرنسية أوسيان دودين في الدور الثاني والصربية أولغا دانيلوفيتش بصعوبة في الدور الثالث وعلى الأمريكية بيرناردا بيرا في ثمن النهائي.

في ربع النهائي، ستواجه جابر البرازيلية بياتريس مايا حداد، في مباراة تبدو في متناول التونسية. حيث يقول مليكة “حظوظ أنس جد وافرة للفوز بالمباراة، خصوصا أن حداد لا تملك ضربات قوية مما يسمح للتونسية بفرض نسقها. راكمت أنس في مباريات الأدوار الأولى رصيدا مهما من الثقة، يعطيها الدافع للتقدم أكثر في البطولة”.

لكن في حال بلوغها نصف النهائي، سيكون عليها تحدي المصنفة أولى عالميا إيغا شفيونتيك – في حال تأهلها أمام الأمريكية العنيدة كوكو غوف في ربع النهائي.

سحقت شفيونتيك كل خصومها إلى حد الآن في رولان غاروس دون خسارة أي مجموعة. وتفرض البولندية، التي تواجه نسقا عاليا وحضورها البدني على منافساتها وتتصدر التصنيف العالمي للعام الثاني على التوالي، حيث حققت العام الماضي رقما قياسيا في الألفية الثالثة بانتصارها في 37 مباراة تواليا في 2022.

حققت شفيونتيك هذا الموسم لقبين في بطولتي الدوحة وشتوتغارت، وخسرت مبارتين نهائيتين في دبي ومدريد.

المنافسة الأبرز الثانية لجابر هي البيلاروسية أرينا سابالينكا، التي تأهلت الثلاثاء لنصف النهائي على حساب الأوكرانية إلينا سفيتولينا. هذا الموسم، فازت البيلاروسية ببطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى وتقدم مستويات جيدة منذ أن افتكت المركز الثاني عالميا من التونسية.

تلتقي سابالينكا في نصف النهائي مع التشيكية كارولينا موتشوفا الفائزة على الروسية أناستازيا بافليوتشنكوفا بنتيجة 7-5، 6-2.

يرى مليكة في سابالينكا وشفيونتيك أكبر عقبتين أمام أنس في الطريق إلى التتويج، “يجب أن أذكّر أن أنس جابر فازت عليهما في السابق وبالتالي لها القدرة على هزمهما مجددا. في المقابل، تتميز اللاعبتان بقوة الضربات وفرض نسق سريع مع بنية جسدية قوية مقارنة بأنس جابر. لكن الأراضي الترابية تخدم مصلحة لاعبتنا التونسية، لأن نسق الكرة بطيء مقارنة بالأرضية الصلبة، وهو ما يمكن أن يسمح لأنس بفرض نسق لعبها الذي يعتمد على القدرات الفنية أكثر منه على اللعب البدني، والبطء النسبي لسرعة الكرة يساعد أنس على اللحاق بها وردها بالطريقة التي تريد”.

وصول أنس جابر إلى العالمية في رياضة لا تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة العربية دفع عائلات تونسية إلى إرسال أبنائها إلى نوادي التنس، حيث يؤكد مليكة “نوادي كرة المضرب أصبحت تعج بالأطفال الصغار الذي يرون في أنس مثلهم الأعلى، وذلك بتشجيع كبير من آباءهم وأمهاتهم أقبلوا بعد نجاح أنس”. فهل نرى “وزير أو وزيرة سعادة تونسية” آخر أو أخرى بعد أعوام؟.

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى