السياسة السودانية

هشام الشواني: عن ما كتبه خالد سلك

[ad_1]

قرأت تعليقا للسيد خالد سلك القيادي بقوى الحرية والتغيير يقول فيه ما معناه: من الأفضل ألا ينتصر طرف في هذه الحرب، لأن انتصار طرف سيعني أنه الطرف القوي وهذا الأمر سيضعف القوى المدنية. تذكرت حديث بعض الناس عن كرة القدم حين يكون تعادل فريقين في مصلحة فريق ثالث، وقد بدا لي حديث خالد عن الحرب كمحلل رياضي يقول إن تعادل برشلونة وريال مدريد في صالح فريق ثالث هو أتلتكو مدريد !! وتعجبت حقا من هذا المنطق.

هنا فإن خالد يضع القيمة العليا التي يجب الحفاظ عليها هي مصلحتهم كقوى مدنية، وتصوراتهم الزائفة عن المدنية التي لا تتعدى في الحقيقة مصالح ذاتية وشخصية لقوى محدودة، إن مدنية هؤلاء تعني استمرار دورهم في المشهد حتى على أطلال دولة محطمة، وهذه النظرة تحمل بداخلها أنانية شديدة وعجز فكري يمنع هؤلاء من النظر للصراع بالطريقة الصحيحة.

القيمة العليا في هذه المعركة هي قيمة بقاء الدولة واستمرارها ضد التمرد، هي قيمة الحق وقيمة الأمن القومي السوداني ضد قوى التفكيك والحصار، وتعني منع السيناريو اليمني أو الليبي من الحدوث، هي قيمة الحفاظ على الوطن وقواته المسلحة وتماسكه القومي، والتمسك بفرصة تعزيز البناء الوطني، هي قيمة منع نشوء دولة المليشيات العنصرية، ومنع نشاط التمرد وانتهاكاته من حكم السودان بهذا الغدر وبهذه الخيانة، ومن يفهم المدنية بشكل وطني سليم سيعرف أنها تمر عبر النصر للجيش الوطني للدولة.

حين يفكر السياسي السوداني بطريقة مشاهدي كرة القدم هذه، وحين يعجز عن رؤية المخاطر الكبيرة المحدقة في البلاد، فإن موقفه هذا ينطوي على خيانة حقيقية للدولة وللشعب السوداني وللمستقبل، ونحن نتعجب حقا من كيف يمكن لقوى سياسية أن تتحدث عن بناء المدنية وهي تخشى السياسة العقلانية الموضوعية، تخشى الحوار والأفكار، وتخشى توسيع المشاركة وتحتكر العمل السياسي بتحالفها مع أطراف خارجية.

هل صدق هؤلاء فعلا أن الديمقراطية ستأتي عبر هذا التمرد؟ هل صدقوا فعلا أن قيادة عائلية أسرية عسكرية يمكن أن تأتي بالدميقراطية؟ نحن أمام قوى سياسية عاجزة فكريا وأخلاقيا عن فهم طبيعة هذه المعركة، ولكن تأخر هؤلاء السياسيين يجب أن يقابله تقدم شعبي من الجميع، يجب أن تكون هذه أيام لليقظة العامة التي تدعم الموقف الوطني في معركة الكرامة الوطنية.

وبإذن الله ستنتصر قواتكم الباسلة وسيكون هذا النصر بداية بناء وطني سوداني، وحينها فإن قضية الديمقراطية السودانية ستكون قد بدأت بذورها بطريقة صحيحة، ستأتي لتخدم هذا الشعب، حاملة آماله وتطلعاته وتطبع بطبعه وتاريخه ومزاجه وهويته الخاصة، فالديمقراطية ليست وصفة جاهزة أو كتلوج يقرأه عليكم فولكر بيرتس، هي بناء وطني ذاتي لأمة تحافظ على أمنها القومي وتبذل دونه المهج والأرواح.

هشام الشواني

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى