السياسة السودانية

نازحة: أرغب في العودة لأهلي في نيالا … لا أمل في العودة للخرطوم

[ad_1]

بينما يضع اطراف الحرب العراقيل امام وصول المساعدات الانسانية للمدنيين في السودان، ترتفع اعداد من يواجهون خطر الموت جوعا وسط الامهات والاطفال 

برنامج الاغذية العالمى يحذر من نقص التمويل ويطالب بتوفير 242 مليون دولار لدعم عملياته خلال ستة اشهر قادمة في السودان 

حملة ساندو السودان : مديحه عبدالله

كمبالا 12 ابريل 2024 – منذ اندلاع الحرب 15 أبريل 2023 أولى المجتمع الاقليمي والدولي اهتماما خاصا للقضية الانسانية، نسبة لكثرة النازحين واللاجئين الذين اضطروا لترك منازلهم ومدنهم لمناطق اخرى داخل وخارج السودان، اغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن والمرضى.

وفي اول محادثات بين طرفي الحرب بالمملكة العربية السعودية تضمن اعلان جده الموقع بين الطرفين في 12 مايو 2023 نصوص واضحة حول ضرورة حماية المدنيين ونص الاعلان على اهمية الالتزام بحماية الاحتياجات والضروريات التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياة والتى يمكن أن تشمل المواد الغذائية والمناطق الزراعية والمحاصيل والثروة الحيوانية، كما يٌحظر النهب والسلب والاتلاف.

وجاء في الاعلان أن الأنشطة الإنسانية تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية وحماية حياة وكرامة الأشخاص غير المقاتلين أو الذين كفوا عن القتال. والاتفاق على ضرورة السماح باستئناف العمليات الإنسانية الأساسية وحماية العاملين والأصول في المجال الإنساني، ويشمل ذلك:

أ- احترام المبادئ الإنسانية الأساسية، المتمثلة في الإنسانية وعدم التحيز والحياد وعدم استقلال العمليات الإنسانية.

ب- السماح بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية دون أي عوائق وتسهيله، بما في ذلك المعدات الطبية والجراحية، وضمان حرية الحركة للعاملين في مجال الإغاثة والتي تعد لازمة لأداء مهامهم. ويتضمن ذلك:

1/ تسهيل المرور الآمن والسريع دون عوائق للعاملين في المجال الإنساني عبر جميع الطرق المتاحة، وأي ممرات إنسانية قائمة، على النحو الذي تقتضيه الاحتياجات، إلى البلد وداخله، بما في ذلك حركة قوافل المساعدات الإنسانية.

2/ اعتماد إجراءات بسيطة وسريعة لجميع الترتيبات اللوجستية والإدارية لعمليات الإغاثة الإنسانية.

3/ الالتزام بفترات التوقف الإنسانية المنتظمة وأيام الهدوء حسب الحاجة.

4/ الامتناع عن التدخل في العمليات الإنسانية الرئيسية وعدم مرافقة العاملين في المجال الإنساني عند قيامهم بالأنشطة الإنسانية، مع مراعاة الموجهات المعدلة واجراءات العمل الإنساني في السودان.

ج- حماية واحترام العاملين والأصول والإمدادات والمكاتب والمستودعات والمرافق الأخرى في المجال الإنساني. ويجب على الجهات المسلحة ألا تتدخل في أنشطة العمليات الإنسانية. ومع احترام مبدأ حيادية الجهات الإنسانية، يجب على الجهات المسلحة ضمان أمن ممرات النقل ومناطق التخزين والتوزيع. كما يحظر مهاجمة الأفراد أو مضايقتهم أو ترهيبهم أو احتجازهم بشكل تعسفي، أو الهجوم على إمدادات أو منشآت أو مواد أو وحدات أو مركبات الإغاثة أو تدميرها أو سرقتها.

بذل كل الجهود لضمان نشر هذه الالتزامات، وجميع التزامات القانون الدولي الإنساني، بالكامل داخل صفوفها، وتعيين نقاط اتصال للتعامل مع الجهات الفاعلة الإنسانية لتسهيل أنشطتها.

اثر نقص الغذاء على النساء

بالطبع لم يلتزم اطراف الحرب ما ورد في اعلان جدة، ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من برنامج الغذاء العالمي، اصبح الحصول على الطعام يمثل ازمة حقيقة تواجه الحوامل والمرضعات في مراكز الإيواء، فالغذاء المتوفر يفتقر لكل المكونات الغذائية المطلوبة لهن وللأطفال حديثي الولادة، ويكافح المتطوعون/ت من اجل تنظيم مواعيد تقديم الوجبات في مواعيد مناسبة، الا أن شح المياه والوقود وغيرها يتسبب في تأخيرها، قالت نازحة تحدثت معها في احد مراكز ايواء مدينة مدنى “قبل ان تجتاح قوات الدعم السريع الولاية كنت عاملة ولدى القدرة لشراء أي طعام ارغب فيه، هنا الاكل محدود من ناحية النوعية، ومطبوخ بالحطب مضطرين ناكله، احيانا لا اطيقه، وانا اعانى من امراض مزمنة واحتاج لغذاء جيد، اهلنا اذا ارسلوا لنا مصاريف نشترى اكل وبالعدم نعتمد على اكل المركز، فكرنا نذهب لأقرباء لنا لكن الناس كلها ظروفها صعبة ،اشعر انني حبيسة في هذا المركز”

وقالت ام ومرضعة “فقدت عملي بسبب الحرب، ووضعي المالي صعب شديد، والد الاطفال لا يرسل أى مصاريف، ارغب بشدة ان تقف الحرب وارجع لأهلي في نيالا، حيث لا أمل في الرجوع للخرطوم، الآن اريد أن افطم طفلي التوأم، لأن الطعام فقير لا يساعد على تغذيتي لإرضاعهم، وهم يرغبوا في الرضاعة طوال الوقت، بينما لم يعد لى طاقة تحمل ولا توفير حاجتهم من اللبن، ولا أملك مال لشراء طعام لهم واخشى على نفسى وعليهم من سوء التغذية.”

160 ألف امرأة حامل يواجهن الجوع

وعقب توسع الحرب لولاية الجزيرة، ذكرت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في يناير 2024 إن أكثر من 160 ألف امرأة حامل يواجهن الجوع والعطش ومحدودية الرعاية الصحية عقب نزوحهن من ولاية الجزيرة إلى ولايتى سنار والقضارف، مؤكدة أنهن يواجهن مخاطر جسيمة أثناء النزوح مما يؤثر على صحة الأم والجنين.

وفي تقرير اوردته فرانس 24 في 13 مارس الماضي ذكرت منظمة انقاذ الطفولة (سيف زى تشيل درن) “إن زهاء 230 ألف طفل وامرأة حامل أو انجبن للتو مهددون بالموت جوعاً.”

تجاذبات وعقبات في طريق الغذاء.

تسبب استمرار القتال وتوسع نطاق الحرب في عقبات حقيقية في سبيل توفير الغذاء لملايين السودانيين والسودانيات المحاصرين في مناطقهم، أو الذين تسنى لهم الفرار منها طلبا للحماية حتى اصبح نسبة 5% فقط من المواطنين يمكنهم الحصول على وجبة كاملة يوميا، حسب برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فبراير 2024.

وفي معسكرات النزوح بدارفور يتضح خطر الجوع بشكل سافر، حيث ذكر الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أدم رجال للشرق الأوسط في 26 مارس2024 إن هناك نقصا كبيرا في الغذاء بالنسبة للأمهات والحوامل والمرضعات وكبار السن، يرافقه انهيار كامل للأوضاع الصحية، وشح الادوية المنقذة للحياة، وعدم وجود الكوادر الصحية وشح مياه الشرب.

وفي دولة تشاد حيث يبلغ عدد اللاجئين السودانيين نحو مليون لاجئ ولاجئة، يبرز خطر توقف المساعدات الغذائية التى يقدمها لهم برنامج الاغذية العالمي بسبب النقص في التمويل، حيث يطالب البرنامج بمبلغ 242 مليون دولار بشكل عاجل لدعم عملياته في الاشهر الستة المقبلة حسب مقابلة في العربية في 3/ابريل 2024، مما يهدد حياة نصف اللاجئين من الاطفال دون سن الخامسة الذين يعانون حاليا من فقر الدم الحاد.

يحدث كل ذلك بينما اطراف الحرب لا تبدى اى اهتمام بحياة واوضاع المدنيين، بل يضعون العراقيل امام المساعدات الانسانية، بالإصرار على السيطرة على مساراتها في مناطق نفوذهم، حيث قرر الجيش السوداني حظر المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تشاد (فبراير 2024)، وعرقلة وصولها للمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، كما استمرت قوات الدعم السريع بنهب المنازل والأسواق ومستودعات المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها. ثم عادت الخارجية السودانية ووافقت في على تحديد مسارات لدخول المساعدات عبر تشاد دولة جنوب السودان من الطينة الى الفاشر، ومن دولة جنوب السودان عبر النقل النهري، وفي حالة تعثر ذلك عبر مطارات الفاشر والابيض وكادوقلي. مما يستدعى مزيدا من الضغوط على اطراف الحرب لوقفها وفتح المجال لوصول المساعدات الانسانية للمدنيين النازحين واللاجئين، من قبل الفاعلين السودانيين والدوليين، خاصة وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والدولية لمساندة ودعم شعب السودان لتجاوز محنة الحرب القاسية

* تنشر هذه المادة بالتزامن في منصات 27 مؤسسة ومنظمة صحفية وإعلامية مشاركة في حملة (منتدي الإعلام السوداني).

 

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى