السياسة السودانية

لو كان النهب والاغتصاب والطرد من البيوت في الخرطوم يأتيكم برعاية كوز أو جيش.. لك ان تتخيل (..)

[ad_1]

حقوق الإنسان كأداة في براغماتية الصراع:
لك ان تتخيل بلاغة الادانات والعرائض والمذكرات والاستغاثات بالمجتمع الدولي والدعوة للعقوبات لو كان النهب والاغتصاب والطرد من البيوت في الخرطوم يأتيكم برعاية كوز أو جيش.
يبدو ان حقوق الانسان تستحق الحماية فقط لو انتهكها العدو الرسمي المنافس على السلطة وفي غير ذلك وإذا اتت من حبيب هي قضية ثانوية يمكن ذكرها في جملتين لزوم دعم الانكار القادم.

أي انسان متوسط الثقافة السياسية يدرك ان صعود خطاب حقوق الانسان في العقود الماضية شكل نقلة جبارة دفعت بالإنسانية الي الأمام ووسعت فضاء الحقوق السياسية.

ولكن الجانب المظلم من الحقيقة هو ان هذا خطاب حقوق الانسان كثيرا ما يتم استعماله لخدمة أغراض اخري, غالبا رذيلة, تدين الانتهاك وتعاقب عليه إذا اتي به خصم أو مغضوب عليه، ولكن يتم التغاضي عن نفس الانتهاكات إذا ارتكبها صديق أو حليف أو عميل.

وحتى نقطع الطريق على سوء الفهم المتعمد, علينا نردد ما هو واضح، حتى لو كان في ذلك تضييع زمن لا يحترم عقل القارئ, لكن هذا ما يجبرنا عليه عدم أمانة الخصوم.

ان انتهاكات الاخوان تستحق كامل الإدانة بالسنة حداد وقد فعلنا ذلك طوال ثلاثة عقود, من أول يوم اعتلوا السلطة الي يوم سقوطهم ولم ننتظر سقوطهم لندينهم ولم نصالحهم ولم يخطر على بالنا هبوط ناعم في عبهم ولم نطبل أو نتحالف اطلاقا مع أي جهة صالحتهم وشاركتهم الملح والملاح.

المقصود هنا في هذا البوست ان أي جهة تنتهك الحقوق بهذه الغلظة تستحق الإدانة بنفس الحماس والحملات التي تم استعمالها لفضح انتهاكات الاخوان وإلا هو النفاق والكيل بمكيالين وتعهير حقوق الانسان في سلامة لحمه وماله وداره وروحه لخدمة الغرض السياسي الذي لا يستطيع ان يبرر نفسه خارج مناحة تهجو خبث الاخوان كدخان كثيف يحجب أي جريمة اخري تحدث في الساحة ويغطي عليها فلا صوت يعلو فوق صوت هجاء الاخوان حتى لو تحول هذا الهجاء نفسه لأداة وايديولجيا تبريرية تستخدم لبيع بضاعة لن يشتريها أحد إلا باستدعاء شيطان الاخوان.

استغلال حقوق الإنسان كأداة ليس جديدا ولا مفاجئا ولكن ما يحدث في السودان الان – من سكوت الأحزاب ومن لف لفها من كتاب وصناع رأي ومن منظمات خارجية حشرت انفها في الشأن السوداني طوال عصر البشير- قمة جديدة غير مسبوقة من قمم النفاق جديرة بالدخول في سجل غينيس.
تبا للذرائعية إذا كان الثمن انتهاك جسد أو حياة أو دار أو طمأنينة.

معتصم أقرع

معتصم اقرع
معتصم اقرع

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى