السياسة السودانية

عملية النسر الجارح – النيلين

بينما أنظار السودانيين مشدودة نحو الحرب في الخرطوم وإقليم دارفور، نجحت الخلية الأمنية المشتركة بولاية البحر الأحمر في الإيقاع بعصابة تضم أجانب بحوزتها نوع خطير من المخدرات، والأخطر طريقة تهريبها عبر (3) دول إلى السودان، ومنها إلى المملكة العربية السعودية عبر الأحمر.

(10) ضباط يمثلون مختلف الأجهزة النظامية، يقودهم ضابط قوات مسلحة برتبة رائد، يضيقون الخناق على كل
كل ما يحاول تهديد الأمن القومي السوداني.

قبل أسبوع، لاحظ طاقم استخباري ينتشر بمحيط كورنيش بورتسودان الرئيسي، رجل أربعيني، يتجول بطريقة مريبة، ويعتصر معدته وكأنها تؤلمه، راقبوه، حتى انتحى جانبا، واتخذ ظل شجرة ليقضي حاجته، لم تفارقه عيون أفراد الخلية الأمنية فقد استبد بهم الشك، لاحظوا أنه يخرج مواد صلبة غريبة الشكل، انتظروه ليكمل ما بدأه ثم ألقوا القبض عليه، وجمعوا ما أخرجه من بطنه واقتادوه إلى الحراسة.

بعد الفحص تبين لهم أن المواد الصلبة التي أخرجها الرجل من بطنه ما هي إلا عبوات مخدر الكوكايين عالي الخطورة، بعد الاستجواب اعترف المتهم بأنهم عصابة تهرب مخدرات باهظة الثمن قادمة من دولة “نيجيريا” إلى “تشاد” عبر جمهورية “مصر” لتتخذ السودان معبراً بحرياً وصولاً إلى المملكة العربية السعودية ليتم تسليمها إلى تاجر يقيم هناك.

(197) عبوة كوكاكيين بزنة (3) كيلو ، وصلت عبر معدة شخصين قادمين من “تشاد”، حيث يتم تغليف المادة المخدرة بأغلفة بلاستيكية صعبة الهضم، في شكل “أمبولات” بحجم أكبر من حبة البلح، ليبتلعها المهرب في بطنه، ويخرجها بعد (12) ساعة.

بعد القبض على المتهم الأول وتسجيله اعترافات، تم وضع خطة محكمة واستدراج بقية المتهمين وبحوزتهم بقية البضاعة المهربة داخل أحد الأحياء الطرفية بمدينة بورتسودان.
كنت أشاهد مقطع فيديو داخل مقر الخلية الأمنية يوثق لعملية “النسر الجارح” بعيون الدهشة، كيف تمكن هؤلاء الضباط الصغار من الإيقاع بعصابة خطيرة عابرة للقارات، فشلت (3) دول في اكتشافها، بينما اكتشفها طاقم استخباري مشترك يضم أفرادا ينتمون لأجهزة (الشرطة، القوات المسلحة، المخابرات).

هذا النجاح الباهر والذي يؤكد على احترافية الأجهزة الاستخبارية في السودان، دليل على أن بلادنا في مأمن، كل من يظن أن الأجهزة الأمنية منشغلة بالحرب،وان السودان يعيش حالة سيولة أمنية، ليصبح معبراً أو مقصداً لترويج المخدرات، تهريب السلاح أو ارتكاب أي جريمة منظمة، فهو واهم، أعين الخلايا الأمنية يقظة لا تنام أبدا.

أحبطت الخلية الأمنية المشتركة بولاية البحر الأحمر، أخطر عملية تهريب مخدرات إلى المملكة العربية السعودية عبر البحر الأحمر، رغم مواقف المملكة المؤذية للسودان مؤخراً، وخاصة موقفها المنحاز للتمرد بمنبر جدة، إلا أن الجنود السودانيين ساهموا بفعالية في حماية الأمن المجتمعي السعودي، والشعب السعودي من خطر انتشار كمية كبيرة من المخدرات، كانت ستودي بحياة العديد من الشباب بالمملكة.

خرجت من مقر الخلية الأمنية، وقد غمرني شعور رائع، مزيج بين الشعور بالاطمئنان والفخر، بإنجازات المؤسسة الأمنية والعسكرية في حماية الأمن القومي والمجتمعي، والدفاع عن تماسك المجتمع السوداني، وصحة وسلامة الشباب السوداني.

الفخر والإعزاز لسعادة الرائد (ا. ن) ورفاقه الضباط، ضباط الصف وجنود الخلية الأمنية المشتركة بولاية البحر الأحمر، على هذا الانجاز الضخم وسط ظروف معقدة تعيشها بلادنا ..
محبتي واحترامي…

رشان أوشي


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى