السياسة السودانية

صفاء الفحل تكتب: رئيس مجلس المراوغة!!

والمكان و المناسبة كانت بمثابة لإعلان واضح بأن الأمر لا يتعدى (المراوغة) من قائد الانقلاب الذي كان يرتدي بزته العسكرية الكاملة في مناسبة (زواج) بمنطقة الزاكياب، حيث طلب البرهان دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة كشرط للتوقيع النهائي على الاتفاق الاطاري، وهو الاعلم بأن الأمر مدرج داخل بنوده وهو ايضا مطلب ثوري يهتف به الشارع وأن قائد تلك المليشيات أعلن أكثر من مرة عدم ممانعته في ذلك وانه قد وقع على ذلك شخصياً قبل وقت قريب من التوقيع على الاتفاق الاطاري ، ورسالة البرهان (غريبة) من كل النواحي ليس لها إلا معني واحد .. اسف لن أوقع على اتفاقكم النهائي.

وقد لا تكون الرسالة موجهة الي الحرية والتغيير وحدها بل لكافة الداعمين لهذا الاتفاق وقد تكون ايضاً رسالة تطمين لمجموعة (لمة) القاهرة ولكنها في النهاية أثبتت صدق ما ظللنا نردده باستمرار بان البرهان ولجنة الامنية لن يتنازلون عن قبضة الحكم بكل هذه البساطة رغم أملنا الذي كان في تعاملهم مع الاحداث بعقلانية والانصياع لرغبة الشارع .
المزاج المتقلب لقائد الانقلاب الذي يحاول فيه اللعب بـ(البيضة والحجر) والاستماع لنصائح بعض الدول التي تسعى الى استنساخ نظامها بالبلاد سيقود الى ما لا تحمد عقباه خاصة اذا ما وصل المجتمع الدولي لقناعة بان لا جدوى من الاستمرار فيقرر الانسحاب ويسحب الدعومات التي كانت ستتدفق حال إكمال الاطاري هذا اذا لم يدفع المحكمة الجنائية الدولية لإدخال مجموعة من قادة ذلك الانقلاب في قائمة الملاحقة الدولية الأمر الذي سيعود بالبلاد لمربع البشير ولكن تحت ظروف مختلفة هذه المرة.
المجتمع الدولي الذي مد حبال الصبر طويلا لكافة الاطراف المتصارعة بالبلاد بدأ يردد بأن للصبر حدود وبدأ التلميح بالتفكير بالانسحاب من تلك الوساطات بعد ان رمى بكل أوراقه على طاولة مباحثات الاتفاق الاطاري مؤكدا على دعمه بتحركات المبعوثين الماكوكية .

قائد الانقلاب الذي ضاع عليه الطريق في الفترة الاخيرة نتيجة للضغوط الداخلية والخارجية حتى فقد أمان المقربين منه أمامه خياران لا ثالث لهما بعد ان صارت كافة الأوراق مكشوفة فإما الرضوخ لهذه الضغوط والاستمرار في الاتفاق الإطاري مع محاولة وضع ضمانات لخروج آمن له ومجموعته او استخدام القوة واعلان عن انقلاب جديد وانتظار النتائج والوعود بالمساعدة والدعم التي قدمتها له بعض الدول فقد وصل الأمر الي مفترق الطرق وقد مل الناس الانتظار ولابد من وضوح الرؤية فحبل المراوغة قصير مهما طال .. ومواقف الثورة ثابتة فالتاريخ الأسود لا يعاد.
والثورة ستكون مستمرة.
والقصاص أمر حتمي.

صحيفة الجريدة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى