السياسة السودانية

سماعات الأذن .. ضوضاء تهدِّد حاسة السمع

[ad_1]

لكل منا ما يلهي به نفسه حين غضب يعتريه أو “دبرسة” تحيق به، كما له ما يسعفه على تمديد لحظات سعادته حين فرح، وفي هذه الحالة يلجأ الواحد منا إلى انتقاء الأغنيات التي تعبر عن حالته، بعضنا يصرخون بصوت عال مرددين مقاطع بعينها خلف الفنان، وآخرون يهمسون بها همساً يكاد لا يسمعه حتى من يجلسون بجوارهم، بعضهم يدندنون وهم راجلون يبددون رهق المشاوير الطويلة وقسوتها، وآخرون يغرزون السماعات في آذانهم حتى لا يسمعون ثرثرات الركاب، نداءات الباعة وهرج أبواق السيارات العظيم.

ولأن السمع من أكثر الحواس تبديداً لهدوء الإنسان وضغطاً على أعصابه باعتبارها تشكل مشاعره عبر حزم من الأصوات التي يتلقاها، فإذا كانت صاخبة وعالية فإنها تعكر صفوه وتحيق خراباً بمزاجه، والعكس صحيح، فكلما كانت الأصوات هادئة ورقيقة فإن ذلك يجعله هادئ الأعصاب وبعيداً عن التوتر.

ويبقى السؤال ما الذي يحل بالذين يضعون السماعات في آذانهم طوال اليوم يصيخون لمحتويات ذاكرة الموبايل وتقنيات الصوت والتسجيل، وللذين يتحدثون طوال اليوم عبر السماعات المختلفة.

يقول منير أبو طالب لـ(الحراك): اشتريت سماعة للتمتع بسماع الأغاني في أوقات التحرك في المواصلات العامة من المنزل إلى العمل وبالعكس.

ويضيف: لا أرى في ذلك ضرراً بحجم ما نسمع وما قد تسببه من تلف للأذن وتأثير على الأعصاب، بل أعتقد أن الموسيقى المنبعثة منها تبعث على الهدوء وتريح الأعصاب، لكن ربما تؤثر سماعة الرأس سلباً على الأذن إذا كانت غير جيدة الصنع.

وأردف: لو كانت السماعات تؤثر بالشكل الذي يقال عنه فإن معظم الناس سيعانون من ضعف السمع ولا يوجد أحد يسمع من أول مرة يتحدث معه إلا بعد التكرار كذا مرة، شخصياً أستخدم السماعة في الحديث ليلاً لكن أثناء النهار أستمع عبرها إلى الأغاني، والحمد لله لا أعاني من أي مشكلة.

قناعة تامة
من جهته قال فاروق حسين – طالب – لـ(الحراك): أرفع صوت السماعة إلى أعلى درجة، عندما أكون غاضباً أو متمشياً على الرصيف، أفعل ذلك كي أنسى غضبي وأهدئ من روعي وأعصابي.

وأضاف: أنا مقتنع بأن السماعات تؤثر سلباً بالسمع وتتسبب في الصداع المزمن، وكشف عن أنه تعرض لكذا حادث بسبب الصوت العالي الذي يضج في أذنيه.

وواصل: الآن أعمل جاهداً على التخلي عن تلك العادة حفاظاً على أذني وسلامتهما، حتى إنني قابلت الطبيب كذا مرة بسبب آلام الأذن المتكررة، وفي كل مرة يحذرني من استخدام السماعة بصورة متواصلة، لكنني لا ألتزم بذلك، ربما لأن الممنوع مرغوب.

ضرورة الترشيد

إلى ذلك، أشار مختار محمد – اختصاصي أنف وأذن وحجرة، إلى أن الأذن التي لا تتعرض لضوضاء هي التي تحافظ على قدرتها على السمع بشكل أفضل لأطول فترة ممكنة.

وأضاف: سماعات الأذن والهواتف النقالة هي أكثر الأشياء التي تؤثر بالسمع واستخدامهما طوال اليوم حتماً يساعد على إضعاف حاسة السمع، ما يؤدي إلى فقدانه لاحقاً.

واستطرد: ليس الخطأ في استخدام السماعة بل الخطأ في استخدامها بصوت عال هذا من ناحيه أخرى ورغم ضرورة وأهمية الهاتف لكن يجب على مستخدميه أن لا يسيئوا ذلك، وأن يرشدوا الأمر إلى حده الأدنى، فما الذي يجبر أحدهم على الثرثرة عبر الموبايل أثناء قيادته للسيارة مثلاً، مثل هؤلاء يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى غيرهم.

وناشد دكتور محمد حافظ كل الشباب بأن لا يضعوا السماعات لفترة طويلة حتى لا يفقدوا سمعهم تدريجياً.

الخرطوم – سوزان خير السيد
صحيفة الحراك السياسي

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى