السياسة السودانية

حكاية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل) الحلقة الحادية عشر

رواية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل)
للكاتب ياسين الشيخ
قصة حقيقية جرت أحداثها في ثمانينيات القرن الماضي بإحدى القرى الوادعة بشمالي السودان.. لم يتم تداولها ولم يسمع عنها احد بسبب ضعف الإعلام في ذلك الوقت..
القصة صاحبتها أحداث ساخنة ومثيرة للغاية ولم يتم اكتشاف القاتل الذي لم يترك اي اثر لجريمته الا في الحلقات الأخيرة..
الحلقة الحادية عشر: ((أخيراً القاضي ينطق بالحكم النهائي في أشهر قضية حدثت في ثمانينيات القرن الماضي).
دخلت محاكمة السر مراحلها الأخيرة والخطيرة وسط ترقب كبير من أهالي فطين الذين احتشدوا من كل فج وصوب لمتابعة لحظات نطق القاضي بإعدام السر شنقاً حتى الموت وهو ما أكده لهم المحامي الذي كلفوه..
في الجانب الآخر كان هناك قلة من المتعاطفين مع السر وهم أفراد أسرته ومستضيفه الذي لم يظهر لأسرة فطين حتى الآن إضافة لمحاميه الواعد وزملائه المساجين..
كان هناك جانب غريب جداً في قصة السر إذ أن كل من سمع بالقصة من لسان السر أو حتى محاميه الشاب كان يؤمن ببراءته لأسباب ربانية، حيث أكد أكثر من شخص ومن ضمنهم المساجين وحتى العساكر الذين كانوا في حراسته الأولى قبل توجهه للسجن أن ملامح السر وشخصيته الوديعة والمألوفة تجعله بعيد عن الاتهام حتى ولو اجتمعت كل الدلائل على ارتكابه للجريمة..
وعلى الرغم من ايمان الكل ببراءة السر الا ان شر وحقد أبناء عمومة فطين أعمى أعينهم عن الحقيقة وقد يكون السبب في ذلك وقبل واقعة مقتل فطين يعود الحلقات الأولى من الرواية عندما شكوا في بوادر علاقة عاطفية تجمعه بالقتيلة وهو السبب الذي جعلهم يخرجون الغل الذي بداخلهم باتهامه بقتلها حتى ولو لم يفعل..
المحامي الخاص بأسرة فطين أخبرهم بأن الجلسة القادمة هي الأخيرة وسينطق فيها القاضي بالحكم الذي توقعه كل اهل القرية الذين تعرضوا لعملية (غسيل مخ) ناجحة من أبناء عمومة فطين وساعدهم على ذلك حزن والديها اللذان صدقا هما أيضا المخطط الذي أعده سماعين ومن معه..
نعود للقرية قبل يوم من نطق الحكم النهائي وفيها أعد الاهالي الذبائح لنحرها والأسلحة لاطلاق النار منها فرحة بإعدام قاتل فطين وكان حديث المجالس في القرية جملة واحدة (باكر فطين بترتاح في قبرها) والان في ترقب لجواب أو بريد يصل من الخرطوم ليخبرهم الخبر..
في صبيحة يوم النطق بالحكم طمأن المحامي الشاب مؤكله ببراءته بمشيئة الله وعليه أن يكون متفائل، السر لم يبدي اي شعور بالسعادة حتى بعد أن طمأنه المحامي لأنه يعلم بأنه واقع بين نارين، فهو حتى لو خرج من محبسه بالبراءة فلن يستطيع الخروج والتحرك بأمان لأن أهل فطين سيلاحقوه وهو ما سيشكل عليه عامل نفسي رهيب إذ أنه سيحس بأنه مطارد في كل مكان يذهب إليه ولذلك السجن هو أكثر مكان آمن بالنسبة له حتى ولو على حساب حريته، هكذا كان يفكر المسكين 😭😭😭..
المحامي فهم كل ما يدور في رأسه واحس بمخاوفه لكنه طمأنه بأن القاضي سيحذر أعدائه وسيحملهم مسؤولية أي مكروه يمكن أن يحدث له إذا نطق بحكم براءته بالفعل، إطمأن السر قليلاً واصبح في حالة ترقب لحكم القاضي..
امتلأت جنبات المحكمة ودخل القاضي ليعلن عن الحكم النهائي في القضية الأشهر في ذلك الوقت، الكل مترقب أهل فطين كانوا الأكثر هدوء وأسرة الشر الصغيرة لم تكف عن ذرف الدموع والأعصاب مشدودة لدرجة “الرجفة” التي كانت واضحة، أهل القرية لم يبارحوا مواقف اللواري القادمة من الخرطوم وحتى المساجين في محبسهم كانوا يعيشون على اعصابهم..
كان صوت كلمة مـــــحــــــــكـــــــــمــــــــة قوي وأصاب الجميع بالذعر والرعب..
حكم القاضي ببراءة السر من التهمة التي وجهت له لعدم وجود أي دليل أو شاهد اثبت وجوده في مسرح الجريمة اثناء وقوعها أو قبلها أو حتى بعدها… مع إنذار صارم لكل أهل القرية من محاولة التعدي عليه وتحميلهم مسؤولية أي ضرر لفظي أو جسدي يمكن أن يتعرض له لاحقاً..
رفعت الجلسة
زغاريد أهل السر وبكاء ونويح المحامي سمعه حتى من هم في الشارع… أما أهل فطين الذين توافدوا فكانت حالتهم أشبه بمن تلقى خبر شؤوم حيث وضعوا جميعهم أياديهم على رؤوسهم ولم يستطيعوا مباركة القاعة..
في الحلقة القادمة .. (أهل فطين يشرعون في تجهيز استئناف سريع ومحامي السر يهرب في وقت صعب ويتخلى عنه بعد الاستئناف والسبب صادم!!!)
كونوا بخير 🖐️🖐️
ياسين الشيخ


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى