السياسة السودانية

بين يدي لقاء قائدي الجيش والدعم السريع المرتقب

[ad_1]

بابكر فيصل

لقد كان موقفنا الجلي منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب هو ضرورة السعي لوقفها بكافة السبل، وفي الوقت الذي كان فيه خطاب دعاة المواجهة العسكرية يُبشِّر المواطن البسيط بحسمها في ساعات معدودة وأنه “جارِ اعتقال الشقيقين الشقيين”، كنا نقول أنه لن يكون هناك منتصر في هذه الحرب وأن الوطن سيدفع ثمناً باهظاً جراء استمرارها. وكذلك فإننا حذرنا من خطورة ما تنطوي عليه هذه الحرب من استقطاب جهوي وعرقي، وأن مآل ذلك لن يكون سوى تمزيق النسيج الوطني تمهيداً للفوضى الشاملة التي يغذيها خطاب الكراهية والتحشيد الأعمى للمكونات الاجتماعية.

قد كشفت الإنتهاكات الواسعة التي قامت بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، ومن قبلها الخرطوم ودارفور، عدم قدرة القيادة على السيطرة الكاملة على المقاتلين، ومع استمرار الحرب وما تنطوي عليه من إمكانية بروز قيادات ميدانية منشقة “أمراء حرب” تُغري أتباعها بالغنائم والأسلاب، وهو ما حدث في تجارب شبيهة مثل الصومال، فإنًّ ذلك يعني الخروج على قرارت المنظومة في الميدان.

ومن ناحية أخرى، فإنَّ حملات التعبئة التي يقودها دعاة استمرار الحرب من الفلول وغيرهم والتي ترتكز على توزيع السلاح على المواطنين بصورة كبيرة، ستؤدي لذات النتيجة المتمثلة في كسر منظومة “القيادة والسيطرة” لدى القوات المسلحة عبر عصيان الحشود المسلحة، التي تُحرِّك القائمين على أمرها أهدافاً سياسية تتجاوز قضية الدفاع عن النفس، لقرارات قيادة الجيش وهو ما يعني في التحليل الأخير دخول البلد في نفق الفوضى المسلحة.

إنَّ الحرب الأهلية الشاملة باتت أقرب من أية وقت مضى، وكما حذرنا من الحرب قبل اندلاعها واعتبر البعض تحذيرنا حيلة للعودة للسلطة، فإننا نكرر التحذير وندعو لتوحيد وتقوية الصف المدني الداعي لوقف الحرب بإتخاذ خطوات جادة وسريعة من أجل الضغط على الطرفين المتحاربين.

كذلك فإننا نخاطب قائدي الجيش والدعم السريع على أعتاب لقائهما المزمع عقده هذا الأسبوع، ونقول لهما إنَّ قلوب وأفئدة وأنظار ملايين السودانيين والسودانيات ترنو إلى هذا اللقاء ولن تقبل بشيء سوى صدور قرار ملزم بوقف إطلاق النار الفوري وتنفيذه عبر آليات محددة.

إنَّ تأخيرالوصول لإتفاق وقف إطلاق نار فوري وقابل للتنفيذ، مع الأخذ في الحسبان معطيات التطورات الميدانية خصوصاً ما يتعلق منها بقضية “التحكم والسيطرة”، سيفتح الباب على مصراعيه لوقوع سيناريو الحرب الشاملة والتقسيم والتدخل الخارجي السافر.

 

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى