السياسة السودانية

الحرب في السودان قدمتنا أم أخرتنا؟!

[ad_1]

قدر ما تشوف الحرب دي أخرتنا أنت والله برا الرصة. لو الحرب دي انتهت بنهاية الجنجويد فنحن حنكون قفزنا بالزانة للإمام ناهيك عن حاجات كتيرة بتعملها الحروب العندها وزن سياسي كبير في الشعوب وأهماها صناعة تيارات اجتماعية وسياسية جديدة.

شوف لو أنت مرقت ثورة ضد الانقاذ لازم تفهم إنو الدعم السريع دا هو الوريث الشرعي للإنقاذ. حالة مركزة لفسادها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

الدعم السريع دا ورث الانقاذ تماما مقراتها السياسية وشبكاتها الاقتصادية الطفيلية الفاسدة وجهاز أمنها وشبكة نفوذها القبلي،

أسوأ الكيزان هم المشوا مع الدعم السريع وناهيك من انبهال المال السياسي والتوجيه الاستخباراتي عبره الأفسد الحياة السياسية دي في الأربعة سنين الفاتت كما لم يفسدها شئ. والأهم من كدا استخدامه من البرهان لتدجين الجيش تماما زي ما عمل البشير.

إنك تهدم دولة زي السرطان تنمو داخل دولة دا قيمته كبيرة جدا لي معيار تطور الدولة الاقتصادي والسياسي. الدعم السريع دا هو العامل الحقيقي المنع انحياز الجيش خلال السنين الفاتت للثورة كمستخدم للبرهان. أي عسكري في قرارة نفسه كان داير ينحاز للثورة دي أكبر عائق ليو كان هو إنه الانحياز دا بينطلب حرب مدينة مع الدعم السريع. اقتصاديا ماف زول عاقل بيستثمر أي مال صحيح في وجود قوة اقتصادية فاسدة زي دي بي شبكة علاقات خارجية.

تأكد تماما حتى لو مشينا لي دكتاتورية عسكرية مصيرها ما حتطول وحنكون في مكان أفضل مليون مرة. السودان دا لا يحكم باستقرار سياسي يقود لنمود اقتصادي مضطرد إلا ديمقراطيا وفيدراليا. التحدي أمام الحاجة دي ما الجيش وعسكرة الحياة السياسية لأنهم بالتعريف أعداء للحاجة دي بالأصالة لكن التحدي هو المجتمع المدني السوداني لأنو ضعيف ومسيطرة عليو خطابا وممارسة أحزاب سلطوية ما عندها علاقة بالديمقراطية. لكن الحرب دي لو انتهت بنهاية الدعم السريع حتختنا في الطريق الصاح لبداية ضبط عقارب ساعات المجتمع المدني بما يؤسس لبنية سياسية ديمقراطية.

نحن كشعب بننجح في إسقاط الدكتاتوريات ونفشل في بناء الديمقراطيات لأننا دايرين طريق قريب ونحول المهام لأحزاب هي جزو من المشكلة ولا نرجى دكتاتور عادل. السودان دا ما حينصلح لو ما بقى من لجنة المسجد ومجلس إدارة الرابطة واتحاد الجامعة والنقابة ولجنة الحي واتحاد أصحاب الأعمال وغيرها بُنى ديمقراطية حديثة من غير أي إقصاء لأي شخص من أي نوع إلا بما تقرر التوافقات المنصوصة في الأنظمة الأساسية وصندوق الانتخاب حتى لو زول في الحرب دي كان داعم للجنجويد من غير جريمة. دا الشرط الضروري لإنتاج بنية سياسية حديثة تجيب ليك أحزاب لحظة إسقاط الأنظمة الديمقراطية تعمل ليك انتقال ودورات انتخابية ناجحة ومستقرة تقطع عشم الجيش في السياسة مرة وإلى الأبد: أحزابنا دي بي كيزانها وقحاتتها ياها شبهنا وشبه تنظيمنا الاجتماعي. فحتى لو مشينا على دكتاتورية وما حنمشي بإذن الله ما حتطول لأنو الدكتاتور الجاي دا لو جا ما حيقدر يضيق مساحة حرية التنظيم ولا البرهان وحميدتي في الأربعة سنين الفاتت دي ضيقوا المساحة دي لكن نحن الما استفدنا منها ومشينا في عقل سلطوي إقصائي وفق خيال الشرعية الثورية الصنعته أحزاب الكتلة الثورية دي.

فقدامنا الصباح لكن شروق الشمس يحتاج للتخلص من أكبر معيقات بروزها: الوريث الشرعي للظلام. ما ممكن نبدى عهد جديد ونحن بنتصالح مع الإجرام والإرهاب والفساد عشان كدا لازم ننتهي من الدعم السريع. لو ساومت في دا ما حتقدر تنجز أي مبدأ عادل لا ولاية مالية على مال عام ولا حكومة كفاءات ولا غيرو. لأنك من البداية حتكون رضيت تبدا عهد عنوانه القبول بالفساد بناء على قوة السلاح. من البداية قررت تتبع منطق القوة ما قوة المنطق وعدالة المبدأ. دا الحصل من إبريل ٢٠١٩ وعشان كدا كان عهد عنوانه الفساد ونهايته الحرب دي.

عمرو صالح يس

عمرو صالح
عمرو صالح ياسين

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى