السياسة السودانية

الجيش بين الإفراط والتفريط – النيلين

[ad_1]

التحية لقواتنا الباسلة وهي تضحي بالمهج والدماء فداء لتراب هذا الوطن ، ولن تتغير نظرتنا للجيش ابدا فهو ممثلنا الشرعي ، وهو المفوض منا لادارة الدولة في هذه المرحلة المفصلية العصيبة من تاريخ السودان لأنه الجدير بصون كيان الدولة وشعبها وعروضها ومواردها.
جيشنا يخوض اشرف المعارك في مواجهة أكثر من سبع دول منها من يقاتلنا مباشرة ومنها من يقاتلنا بالوكالة عبر مرتزقة وخونة وعملاء.

سطر جنودنا اروع الملاحم في التاريخ فيما يشبه المعجزة ، فاستحق بذلك أن يكون صمام أمان البلاد ودرعها الحصين ، وعلينا أن ندعمه بالمال والرجال والكلمة القوية وسلاح الدعوات الصادقة.
طبيعي في أي حرب ان تكسب أراض ومعارك وان تخسر أخرى ، ولذلك لن تؤثر فينا أن نخسر إحداها أو كلها طالما أننا على حق وأن قضيتنا عادلة وان عدونا على باطل وقضيته ظالمة فاسدة .

من المهم أن تستوقفنا أسباب النصر وأسباب الهزيمة حتى نتعلم منها وحتى نعتبر ويتم معالجة مواطن الخلل والضعف وأسباب الإفراط والتفريط .
لا يهمنا أن تسقط نيالا أو لا تسقط بقدر ما يهمنا المحصلة النهائية للحرب ، وهي أن يسحق الدعم السريع وأعوانه وعملائه بالكامل حتى ينعم السودان بالأمن والاستقرار ويعيش المواطنين في سلام .

لو سقطت الفرقة ١٦ نيالا فإني واثق تماما أن قواتها استفرغت وسعها واستبسلت في مواجهة هجمات وموجات مكثفة من مرتزقة محليين وأجانب ، فإذا سقطت الفرقة فإن الاسباب هي تراكم للآتي :

∆ تأخر الجيش في قطع خطوط الاسناد والامداد الخارجي المستمر من مطارات دول مجاورة مثل ( ام جرس ) ومن مراكز إمداد داخلية مثل الزرق وأم دافوق وغيرها.
∆ اطلاق الجيش الآلاف من الأسرى والمستجدين في بداية المعارك في الخرطوم حيث تمكنوا من إعادة التسليح والعودة مرة أخرى ، منا أغرى آخرين بالمجيء من داخل وخارج السودان بهدف الغنائم والاستيلاء على بيوت وممتلكات المواطنين.
∆ عدم قيام الجيش بضرب مسارات حركة القوات الداخلة والمنسحبة من والى الخرطوم مرورا بكردفان ودارفور والحدود مع دول الجوار الأخرى .

∆ استمرار قيام الحواضن الاجتماعية وبعض الإدارات الأهلية في دارفور وكردفان بإمداد وحماية المتمردين وايواء المرتزقة واستقبال ( الغنائم ) .
∆ تزايد النقص في الإمدادات والتموين والإسناد العسكري للفرقة ١٦ نيالا وبقية الحاميات الأخرى.
∆ عدم الاحتياط والتحسب المبكر والمفاجئ من انساحابات المتمردين من الخرطوم وتوجهها غربا، رغم توفر المعلومات الاستخبارية حول رغبتهم في تحقيق مكاسب ميدانية في دارفور وكردفان لوجود مزايا نسبية لهم في أساليب القتال والامداد .

∆ عدم إعلان حالة الطوارئ وتطبيق قانونها.
∆ عدم تشكيل حكومة طوارئ أو حكومة حرب تضطلع بمسؤولية إدارة الدولة بما يمكن الحيض من القيام بمهامه العسكرية.
∆ قصور القراءة والرؤية الاستراتيجية الشاملة لإدارة الحرب ( عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا ودبلوماسيا) .
∆ عدم توازن الحرب النفسية والإعلامية بين الجيش والمتمردين، واشتراك عناصر عديدة فيها من الإعلاميين والناشطين ومنسوبي الدعم السريع من زعماء القبائل وغيرهم ، وعدم اتخاذ الدولة والجيش إجراءات قانونية ضدهم ، وعدم التعامل معهم كأهداف عسكرية يجب استهدافها والقضاء عليها .

∆ تأخر وعدم استفادة الدولة والجيش من علاقاتها الخارجية مع ( الصين ، تركيا ، إيران ، مصر )، وغيرها في استجلاب دعم عسكري عاجل لحسم المعركة.
∆ عدم الاستفادة من متغيرات البيئة الإقليمية والدولية وانشغال العالم بالحرب في غزة وفي اوكرانيا ، لسحق التمرد بالقوة المميتة أو بغيرها .

∆ فاعلية الجيش في دارفور وكردفان ستكون أقل من فاعلية الدعم السريع مالم يتخذ الجيش إجراءات سريعة وقوية، خاصة مع تدفق مضادات الطيران الحديثة للمتمردين.
اخيرا ..
اذا استمرت مثل هذه الأخطاء وهذا القصور الاستراتيجي والتكتيكي سنفقد الفرقة ١٦ ومعها بعض او كل الحاميات الغربية ، وسيعلن التمرد حكومته الموعودة في دارفور والتي فشل في إعلانها في الخرطوم ، وسينطلق المرتزقة من دارفور مرة أخرى – بعد ترتيب صفوفهم واستجماع قوتهم ورفع روحهم المعنوية – لإسقاط مدن في الوسط والجنوب والشمال بشكل مركز .

على قيادة الجيش وضع كل ما سبق موضع الاعتبار ، ويجب توصيل رسائل لتقوية الموقف التفاوضي للجيش وإحباط المخطط المدعوم خارجيا.

على الشعب أن يقف مع جيشه مهما كان موقفه الميداني فلا خيار لهذا الشعب إلا أن ينتصر هذا الجيش على عدو لا يشبه قيم وأخلاق هذا الشعب ، عدو مدعوم من قوى الشر الإقليمية والدولية.

د. عبد المحمود النور

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى