السياسة السودانية

مناصري الجيش كانوا واضحين وعلنيين إلا ان داعمي الجنجويد في الجانب الاخر مجمجوا

[ad_1]

المجمجة والحياد الزائف وأسطورة توازن الضعف:
المتابع للمشهد العام لا تفوت عليه ملاحظة انقسام صفوة المدنيين بين مؤيد للجنجويد واخر أعلن انحيازه للجيش.

المعسكر الداعم للجيش لا ينحصر في مجموعات الاخوان المسلمين كما تصور دعاية معسكر الجنجويد.

الكثير من الاخوان اعلنوا دعمهم للجيش ولكن ليس في هذا كل الحقيقة اذ ان أسماء معروفة بعدائها الذي لم يساوم في مقاومة الاخوان فكريا وسياسيا مثل الدكتور محمد سليمان والدكتور محمد جلال هاشم والدكتور عشاري محمود وغيرهم كثر مثل عمرو صالح ياسين.

لا يمكن اتهام أسماء مثل المحمدين وعشاري سينيور بالأخونة ولا بأنهم من شاكلة المغفل النافع فكلهم من مدارس اليسار الماركسي والثقافي والحر وكلهم أساتذة جامعة حاضروا في الفيزياء واللغويات والتاريخ والانسانيات واثروا المكتبة السودانية بالكتب والمقالات والندوات. لا يتهمهم بالأخونة أو الغفلة إلا بوق دعاية فقد الأمانة وشرف الكلمة.

يجمع هؤلاء على ان الجيش مؤسسة مليئة بالعيوب وارتكبت اجرام كانوا هم افصح من وثقه ولكنهمم يرون ان الجنجويد ليس الحل وان هزيمة الجيش تعني انكسار اخر ركائز الدولة السودانية التي سوف يذهب ريحها بسقوطه ويقولون اصلاح الجيش اكثر مهمة الحاحا بعد نهاية الغزو المليشياتي.

رغم ان مناصري الجيش كانوا واضحين وعلنيين إلا ان داعمي الجنجويد في الجانب الاخر مجمجوا واضمروا وتفادوا التصريح ووفروا المساعدة للجنجويد بترديد تجاوزات الجيش وتصويره كذراع اخواني وسكتوا عن الانتهاكات التي يرتكبها الجنجويد أو افردوا لها كسرا صغيرا في مناحاتهم يصلح كحاشية (فوتنوت) وتقية للمستقبل.

حتى لو صحت كل التهم الموجهة للجيش يظل السكوت الكامل أو النسبي عن انتهاكات الجنجويد انحيازا فادحا وفاضحا.

بالسكوت النسبي اعني توجيه 90 في المئة من الجبخانة الفكرية ضد الجيش وعشرها ضد الجنجويد. الحياد الحقيقي هو ادانة الانتهاكات بنفس القوة وبنفس الترديد بغض النظر عمن اقترف جرمها.

من حقك التطفيف في الإدانة وتركيز النيران علي جانب واحد ولكن يجب احترام ذكاء الشعب بالكف عن التظاهر بالحياد.

وهناك أيضا تيار معتبر يتمني الا ينتصر أي من “طرفي النزاع” وهو تيار الدرون – أي التعادل. ينسي هذا التيار ان يبين لنا مزايا مستقبل يعود فيه الجيش والدعم السريع بعد ما اقترفوا من درون وماذا تستفيد الحركة الديمقراطية من عودتهما معا غير مهزومين وقد اكتسبا خبرة ثمينة في حرب المدن وتطويع الأحزاب والتلاعب بالمجتمع الدولي.

ولا يذكر تيار الدرون ان الجيش والجنجويد حين اتفقا انقلبا علي ثورة ديسمبر-ابريل وافرغاها من ثوريتها ثم سيطرا علي حكومة انتقالية طيعة اكتفت بجاه الكرسي بالتناغم المثالي معهما ثم لما ضاقا بها انقلبا عليها في اكتوبر 2021.

ولما تشاجر طرفا النزاع احرقا الأخضر واليابس فهم قرود أورويل في الغابة إذا اتفقوا اكلوا المحصول وإذا اختلفوا افسدوا الزرع فما هي ميزة عودتهما معا بعد الدرون؟

أطروحة عودتهما في توازن ضعف يمكن استغلاله لمصلحة الجماهير تبدو مضحكة على ضوء التاريخ وتوازن القوة الحالي والمستقبلي.

تذهل أطروحة توازن الضعف هذه ان مما أشعل هذه الحرب محاولة البعض اللعب على هكذا توازن ضعف مزعوم.

المشهد كان ويظل وسيظل توازن رعب أكثر منه توازن ضعف ومن يعرف شيئا عن منطق القوة (السلطة) يدرك ان الأمير يصبح اكثر دموية حين تنحسر قوته (سلطته) ويشعر بالتهديد وان السلطة حين تستقر في كفه تقل حاجته للعنف السافر.

تقول الفطرة السليمة ان الدواس مع شيطان واحد أسهل من الدواس ضد شيطانين ببساطة لأنهما سوف يتحدان ضدك متى ما تعاظم خطرك على وجودهما.

ويقول أهل السودان جنا تعرفو ولا جنا تسمع بيه حتى لو لم يكن عابرا للحدود وتابعا لعواصم بعيدة.

وعلي من اختار شيطانه المفضل ان يصرح به بلا مجمجة تعفي انتهاكاته وتصب كل نيرانها علي انتهاكات شيطان اخر.

معتصم أقرع

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى