السياسة السودانية

أهل السودان ما زال البعض منهم حتى الآن يهربون من الجندية ويعيشون حياة البداوة وعدم الانضباط الوظيفي

#هيكلة_الجيش
عدم التوازن الإثني والعرقي والقبلي والجهوي في الجيش (مثلما في كل منظومة أخرى) مؤسس على ظروف تاريخية وإجتماعية، ولا سبيل لإعادة الزمن إلى الوراء لتعديل الحاضر.
حين انتظم أهل الولاية الشمالية ونهر النيل في سلك العسكرية قبل قرنين من الآن واستمروا في ذلك، كان بقية أهل السودان وما زال البعض منهم حتى الآن يهربون من الجندية ويعيشون حياة البداوة وعدم الانضباط الوظيفي.

أبناء الشمالية ونهر النيل هم الأكبر عدداً في قطاع الزراعة والتجارة والأعمال، فهل ننتزع منهم ثرواتهم ونوزعها على ممثلين من الولايات الأخرى من أجل هيكلة الإقتصاد؟

أبناء الشمالية ونهر النيل هم الأكبر عدداً في قطاعات الأدب والشعر والغناء والتمثيل والتشكيل، فهل نعتمد أدباء وتشكيليين من الولايات والقوميات الأخرى ونفرضهم على الشعب لأنه ينبغي إعادة هيكلة الآداب والفنون؟

أبناء الشمالية ونهر النيل عملوا كمدرسين وأطباء وممرضين وبياطرة ومهندسين وزراعيين ودعاة إسلاميين في كافة ولايات السودان، فهل ينبغي طردهم من وظائفهم واستبدالهم بممثلين للولايات الأخرى تحت مزاعم إعادة الهيكلة؟

أبناء أقاليم جبال النوبة ودارفور ظلوا الأكثر عدداً في الجنود منذ تمرد الجيش في كسلا في الحرب العالمية الثانية فهل ينبغي طردهم؟ ومن الذي يرغب في الحلول مكانهم؟

*ينبغي أن نقر بأنه توجد مظالم ومحسوبية في الإستيعاب في الكلية الحربية وفي كافة مؤسسات الدولة منذ عقود، ولكن الحل ليس في إعادة الزمن للوراء ومحاولة تصحيح التاريخ، وإنما في وضع الأسس والضمانات لبناء المستقبل بحيث تتم مراعاة شروط التوازن العرقي والجغرافي عند الإستقطاب والتعيينات*.

لماذا التركيز على إعادة هيكلة الجيش وعدم الإهتمام بهيكلة مؤسسات التعليم والصحة وهيئة الموانئ والغابات ووقاية النباتات مثلاً؟

د. محمد عثمان ابراهيم


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى