السياسة السودانية

الخرطوم ماقبل الحرب؛ كانت مدينة قد تعفنت تماماً وفي طريقها للموت

[ad_1]

خرطوم ماقبل الحرب؛ كانت مدينة قد تعفنت تماماً، من كل النواحي، كانت عبارة عن أسم عاصمة لدولة، لكنّها كانت مشوهة في حياتها الإجتماعية، والأقتصادية، والبيئية. كان في كل ناصية هنالك ارتالاً من الشحاذين، نساءً ورجالاً واطفالاً صغارا ورضعاً؛ ينامون على الصّواني، والتقاط عات. منظرٌ لاتستطيع أن تتغافله لا بالنظر لا بالقلب . “خرطومنا” هذه: كانت مزرعة كبيرة، تنتج كل اصناف الفقر، والمسغبة، تحرث ارضها معاول عمياء، وقاسية، من ادوات التفاوت الأجتماعي الفادح، والكبير، بين من يملكون، ولا يملكون.

كانت الخرطوم متسخة، تعيش اسوأ اوضاعها البيئية، ومع ذلك كنا نمر بين هذه المشاهد؛ كأنّ هذه المخلفات والاوساخ هي لآخرين هبطوا من كوكب آخر، ولاتخصنا كخرطوم تركناها خلفنا، خرطوم البعوض، والذباب، والملاريات، وفقر الدم، وكوكتيل امراض غياب العناية، والغذاء الصحي، خرطوم مصابة بالمصران العصبي، خرطوم الذهان ومرضى الشوارع، من المنفسنين، والمجانين، خرطوم تجار البشر، وباعة احلام عبور المتوسط الوهم، الذي ابتلع قبل بلوغ الشط الأوروبي، نصف حمولته من الأحلام والشباب، خرطوم اللوتري ، والهجرة الى امريكا (استديو السعادة يوجد لدينا تقديم للوتري) .خرطوم اللصوص ،وتسعة طويلة، والشرطة الفاسدة ، والجيوش التي تتاجر بكل شئ من الدين، الديمقراطية، وفرش الاسنان، وسبائك الذهب، والأحذية، وكريمات الشعر، وشحنات المخدرات، حتى توريد من بالات خيش الصحافة، وكراتين جاهزة للإستعمال من قناعات السياسيين، والنُظار الجهلة.

خرطوم القونات، ورجال الدين الكذبة ،خرطوم كل التناقضات والفائزة في كل المواسم (بجائزة التبلد واللامبالاة العالمية) خرطوم الكيزان والسلفيين، والصوفية، وحملت العته الديني القاتل، والساذج ، من كل صنف ، خرطوم النخب والسياسين (البيض) بمعارف مبتسره، وخيلاء جاهل، وافكار لاتملأ صحن (سلطه بالدكوة ) .

هذه الخرطوم لا افتقدها أبداً ، لم تكن جميلة، ولا طيبة ولا هي جنة العواصم ، بل كانت مدينة بائسة و(سقيلة) تردت أجتماعياً، وثقافياً، واقتصادياً، وبيئياً، وكانت بالفعل في طريقها للموت تحللاً وفناءً بالحرب، او بدونها .

حاتم الياس

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى