السياسة السودانية

محمد أبوزيد كروم: لماذا الكذب والتدليس يا صندل ؟!

في مارس الماضي تفاجأ الناس بصور لقاء وبيان صحفي صادر عن مجموعة تنتمي للكتلة الديمقراطية منها قيادات بحركة العدل والمساواة التقت بقائد التمرد حميدتي وشقيقه عبد الرحيم قبل تمردهم بمنزل الأول. جمع اللقاء الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة سليمان صندل حقار والقيادي بحركة مناوي نور الدائم طه واحمد تقد لسان وأعتقد وزير المعادن ابو نمو، خرج البيان بمفاجأة مدوية حيث أكد الإتفاق على نسبة 90% من قضايا الإتفاق الإطاري مع حميدتي . ارتسمت يومها الدهشة على وجوه الجميع، إذ كيف للكتلة الديمقراطية والتي من بين قياداتها جبريل ومناوي والناظر ترك الموافقة على الإتفاق الإطاري الذي قاتلت في رفضه، ولكن كيف للناس أن تكذب بيان صادر عن قيادات عليا بالتحالف والصور أمام أعينها !! . بعدها صدر نفي من الكتلة الديمقراطية لحقيقة الخطوة وانتهى الأمر دون أي محاسبة أو توضيح إضافي من الكتلة عن دواعي الإجتماع وأسبابه، ولم ينشغل الرأي العام بهذا الأمر كثيراً وتجاوزته الأحداث، هذه في تقديري كانت أولى خطوات حميدتي في طريق الحرب أو الإطاري قبل 15 أبريل.

– بعد إندلاع الحرب اتخذت الحركات المسلحة موقف الحياد السلبي، وفي تقديري أن الجيش موافق على هذه الخطوة لاعتبارات تتصل برغبته في إبعاد دارفور من الصراع في الوقت الحالي. اتخذت حركات إتفاق جوبا الحياد وهي تستمع بالسلطة ومكاسبها!!

– ربما قدرت قيادة الجيش موقف جبريل ومناوي ولم تطالبهم بموقف رجولي ومشرف كموقف القائد الشجاع مصطفى تمبور، إلا أن مواقف الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة سليمان صندل حقار مثيرة للاستغراب والحيرة والدهشة!! رجل تتمتع حركته بالسلطة كما لم تتمتع بها حركة ، رجل كان يعيش كل تطورات الحرب التي كان رئيسه جبريل وسيطا في محاولات منعها حتى صبيحة 15 أبريل، وتابع دخول قوات الدعم السريع للخرطوم ومحاصرتها لمروي وتعنت حميدتي . رجل يعرف كل شيء ومع ذلك يكذب ويدلس!!

– لم يتوقف المليشي سليمان صندل من الدفاع عن مليشيا الدعم السريع ومساندتها منذ لحظة الانقلاب وحتى الآن، ظل دائما الرجل الراجف المرعوب الذي يترك الحقيقة ويذهب إلى السراب، يهاجم الجيش والطرف الثالث ويترك الدعم السريع!! لا يهاجم الدعم السريع أبداً، كأنه لم يرى الحرب بأعينه كيف بدأت! وكأنه لم ير رفيقه الشهيد خميس جمعة أبكر والي غرب دارفور الذي تمت تصفيته أمام العالم بالصوت والصورة بأبشع الطرق، بل كأنه لم ير ما حدث في الخرطوم من فظائع المليشيا!!

– خرجت قبل حوالي شهر أحاديث عن لقاء جمع عدد من حركة العدل والمساواة بقأئد ثاني التمرد الهارب عبد الرحيم دقلو في إنجمينا، أصدرت حركة العدل والمساواة بيانا قالت فيه أنها لم ترسل مندوبا لمقابلة عبد الرحيم وأنها غير مسؤولة عن هكذا لقاء، ثم خرج صندل بعد البيان الصادر من العدل والمساواة ونفى أنه قابل عبد الرحيم في تشاد ولكنه لم ينف لقائه في مكان آخر!! والعدل والمساواة عاجزة عن إتخاذ قرار في مواجهة المتمرد عليها سليمان صندل!!

– اليوم واستمراراً في مسلسل السقوط كتب صندل منشور يشبه مواقفه الجبانة ينتقد فيه ما أسماه بالطرف الثالث المختبي وراء جدار والذي أشعل الحرب !!

نسي صندل كل أفعال الدعم السريع ووجه سهامه للطرف الثالث، لم يشاهد صندل قتل وحرق وسحل واغتصاب الدعم السريع طيلة الأشهر الماضية ولكنه شاهد معارك أمدرمان التي جرت قبل يومين والتي وصفها بالمحرقة لأن الجيش حرق فيها “حشا” مليشيته التي يحبها ويدين لها بالوفاء! بل طالب الشباب المستنفر والأحرار الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم بعدم قتال محبوبه الدعم السريع الذي نهب الأموال والسيارات واحتل البيوت وأخرج الناس من العاصمة!! لم ير سليمان صندل كل هذا!! ولكنه يرى الدفاع عن النفس ومقاومة المعتدي خلفه جهة ثالثة تغذيه للعودة للسلطة التي يغرق فيها إلى أذنيه الآن!!

– السيد سليمان صندل إذا كنت انت لا ترى فالشعب السوداني يرى ويعيش فظائع حليفك الدعم السريع، وإذا كنت متألم للدعم السريع فالشعب السوداني متألم أكثر منك لما حدث له، لن يخبره أحد بما حدث.. صدقني لن يخبره أحد مطلقا.. صدقني الشعب السوداني سيدافع عن نفسه حتى الموت.. فرية الكيزان والفلول والطرف الثالث لن تنطلي على أحد .. هذه بضاعة كاسدة.. وما لا تعرفه أنت وربما لم تستوعبه بعد، أن حركات دارفور وحرب دارفور واتفاق جوبا البائس لم يعد مقبولا للإبتزاز الذي ظللتم تمارسونه على الناس وتسترهبونه به .. يا عزيزي حرب 15 أبريل أنهت هذا الابتزاز الرخيص، لم يعد هذا ممكن بعد هذا القتل وتشريد أهل الخرطوم وبعد كل ما حدث!! أذهب أنت إلى دارفور ودافع عن اهلك بدلا من الاختباء في بورتسودان وانجمينا وبقية عواصم العالم .. دافع هناك في دارفور عن أهلك وعن رفاقك.. يا عزيزي الخرطوم التي كنتم تخوفون الناس بحرقها، فقد حدث ذلك فهي احترقت وتشرد أهلها فعلا .. انتهت الفزاعة..

محمد أبوزيد كروم


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى