السياسة السودانية

✒️ عادل الباز: جنجويد الإمبراطورية!!.(3)

[ad_1]

كنت أود أن أختم فى هذه الحلقات اليوم باستعراض كتاب د. عشاري ولكن لأن هنالك تطورات متلاحقة مرتبطة بموضوع الكتاب نفسه آثرت أن أخصص هذه الحلقة عن تلك التطورات وأثرها في المشهد السياسي.
أهم التطورات هي تلك التي حدثت في الموقفين الأمريكي والأوروبي تجاه الحرب فى السودان وتجاه قوات الدعم السريع. هذه التطورات لها انعكاسات حاسمة ولها تأثيرها في الحرب على كافة المستويات، ولها تأثير في تشكيل صورة الدعم السريع لطالما أراد المنافقون أن يزينوها أولئك الذين اصطفوا للدفاع عن الجنجويد مختبئين خلف عبارة مخادعة(لا للحرب) وعجزوا أن يدينوا جرائم الجنجويد.
2
بالأمس 15 يونيو 2023 أصدرت الولايات المتحدة أقوى بياناتها منذ بدء الحرب وقالت (تُدين الولايات المتحدة بأشد العبارات الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والعنف المروِّع في السودان، وبخاصة التقارير التي تتحدث عن انتشار العنف الجنسي والقتل على أساسٍ عِرقي في غرب دارفور على يد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها وقالت السفيرة سوزان بيج نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق للشؤون الأفريقية امس (إن تعامل الإدارة الأميركية بنفس الطريقة مع طرفي النزاع في السودان “لم يأت بالفائدة ، مؤكدة أن بيان وزارة الخارجية الأخير يحمّل بشكل أساسي قوات الدعم السريع مسؤولية ارتكاب ما أسمتها فظاعات في إقليم دارفور .)
ظهر هذا الموقف الأمريكي الجديد ليس لأن أمريكا كانت جاهلة بتلك الانتهاكات المستمرة لشهرين وليس لأن والي غرب دارفور قد قتل، إنما جاء نتيجة لتفاعلات صراعات داخلية ظلت تتصاعد بين تيم الجنجويد الأمريكي (فيكتوريا نولاند، مولي في، والسفير جودفري)في وزارة الخارجية، وبين لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس،والآن سيتعمق.كانت لجنة العلاقات الخارجية برئاسة السيناتور مينديز اعتمدت مقالة الفورين بوليسي (كيف أحبطت الولايات المتحدة آمال السودان في الديمقراطية.) بقلم روبي جرامر كواحد من أهم وثائقها الرسمية عن الصراع فى السودان. فى تلك المقالة وجهت انتقادات لجنجويد الامبراطورية الثلاثة ووصفت قيام الحرب بأنه انهيار (لقصر الأحلام) والذي هو بحسب الكاتب روبي جرامر تلك السياسات التي اتبعها جنجويد الإمبراطورية. السيناتور منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يتهم جنجويد الخارجية الثلاثة إنهم أخفوا معلومات ولم يستمعوا للتحذيرات بأن سياساتهم الفاشلة ستؤدي لحرب فى السودان وقال (بنوا عملية سياسية على “ما” (الإطاري) قصر الاحلام الذي تحطم وانهار فوق رؤوس الشعب السودانى.) ص 86 من كتاب عشاري.
وكذالك هناك تقارير قدمتها السى اى ايه تحذر فيها من السياسية المتبعة تجاه السودان .إضافة للصراع الداخلي داخل المؤسسات الأمريكية وهناك عوامل ضغط إضافية أولهما دخول مجموعات الضغط المنتمية لمختلف الأعراق في دارفور تلك قادت حملات( انقذوا دارفور) فى أثناء حرب دارفور (2003) والبت الراى العالمى كله ضد الجنجويد والعنصر الثانى هو الصحافة الأمريكية التي دخلت على الخط التغطيات والكتابات التي تجرم انتهاكات الجنجويد وخاصة بعد اندلاع الصراع العرقي في الجنينة وارتفاع الاهتمام العالمي بموجات اللاجئين في تشاد. بعد تكاثف هذه الضغوط انتبهت أمريكا أن تماهي خط جنجويدها في وزارة الخارجية الأمريكية مع الجنجويدي حميدتي و عملائها بالداخل سيجعلها في مهب الريح و يعرضها لانتقادات محلية ودولية وسيكلف إدارة الرئيس بايدن الكثير في الانتخابات القادمة، فسارعت الآن لإدانة جرائم التمرد الجنجويدي.!!.
3
هذا التطور في الموقف الأمريكي من الحرب حشر اخواننا العرب والأفارقة في زاوية ضيقة ومخجلة، إذ أنهم الآن يسارعون لاتباع خطى الموقف الأمريكي في إدانة التمرد وجرائم الإبادة التي يرتكبها الآن في حق المساليت (الأفارقة المسلمين) بدافور.على الحكومة الآن التقاط الفكرة وتخطر من يمد يده ولسانه بوساطة عليه أولاً أن يدين القوات المتمردة وجرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الدعم السريع، فغير ذلك لن تستمع اليه ناهيك أن تقبله وسيطا. حسناً فعل الرئيس البرهان وهو يرفض رئاسة كينيا المتآمرة للإيقاد.
4
انعكس هذا التطور سريعاً على منظمات حقوق الإنسان، فسارع المفوض السامي لحقوق الإنسان (جيريمي لورانس) رغم صمته طيلة الفترة الماضية، بل أصدر بياناً مخزياً قبل أسبوع حول الصراع في السودان، الآن ما إن غيرت أمريكا موقفها سارع هو الآخر بإصدار بيان بالأمس 15 يونيو، قال فيه (يشعر المفوض السامي بالذهول لمقتل والي غرب دارفور، خميس عبد الله أبكر، في 14 يونيو، بعد ساعات فقط من اعتقاله من قبل قوات الدعم السريع في الجنينة، عاصمة غرب دارفور – حيث الصراع اتخذت بعدًا عرقيًا، حيث استهدفت ميليشيات الرزيقات “العربية” والميليشيات المتحالفة الأخرى، المدعومة من قوات الدعم السريع، مجتمع المساليت.
يجب محاسبة جميع المسؤولين عن هذا القتل، بمن فيهم أولئك الذين يتحملون مسؤولية القيادة. إلى جانب مسؤولية الجاني المباشر، كان المحافظ أبكر في عهدة قوات الدعم السريع، وكانت مسؤولية قوات الدعم السريع هي الحفاظ على سلامته.).
5
سينعكس التطور الأمريكي على القوى السياسية السودانية الداخلية التي تدور في فلك السياسة الأمريكية والأوروبية التي لازالت قبل التصريحات الامريكية تتلجلج بالأمس الأول حين قتلت قوات الدعم السريع خميس ابكر والى غرب دارفور اصدرت قوى الحرية والتغيير بيانا قالت فيه (التحالف يدين بأشد العبارات جريمة القتل والعنف الذي تعرض له والي ولاية غرب دارفور ورئيس التحالف السوداني خميس أبكر التي حدثت مساء الأربعاء).
قتل كده ساكت … من الذى قتل خميس وأين هى إدانة القاتل. ؟ جبن حتى عندما يقتل الحلفاء الموقعين على كارثة الاطارى.؟. ولكن الآن غالبا ماستصبح إدانتهم للمتمردين أقوى وقد تظهر تصريحات شديد العبارة وتتعالى أصوات لطالما اختبأت تحت لافتات كذوبة (لا للحرب). سترون تحولاً فى مواقف العبيد تبعاً لموقف الأسياد رغم أن الأسياد الآن كثر وأجندتهم متقاطعة
تغريد مع الأحداث
الى الاخ فيصل”المتغابي” وصلني ردك على مقالى وهو في الحفظ والصون.. بس ننتهي من جنجويدكم ديل وبرجع ليك..وان شاء الله نرجع كلنا لوطنا بالسلامة وترجع ايامنا الجميلة في الإنقاذ.
بالمناسبة كفارة قرأت ان عربتك اتنهبت وسميت من نهبها وتلك شجاعة منك، وبعدين قلت انك خائف من استخدام الدعم الدعم السريع لها.. يافيصل الدعم السريع الان يستخدم احزاب عريقة واخرى تافهة عميلة ويستخدم مثقفين وصحفيين كبار ودكاترة ومنظمات ونقابات.. الخ هى بقت على عربتك (الكركوبة) دى.!!

عادل الباز

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى