السياسة السودانية

القرار الصحيح في التوقيت الخطأ .. خطأ

⭕️ القرار الصحيح في التوقيت الخطأ .. خطأ ⭕️
⭕️ رغم الالتفاف الكبير غير المسبوق حول القوات المسلحة الباسلة والسند والدعم المعنوي والمادي الذي جسّده السودانيون وقوفاً خلفها ومؤازرةً ونصرةً وهي تتصدى لمؤامرات الأعداء بدءاً من التمرد الصريح من الدعم الصريع ومروراً بالمتعاونين معه والمناصرين له من سياسيين وناشطين وانتهاء بالطابور الخامس في مفاصل الأجهزة الأمنية وغيرها .. إلا أن القيادة العسكرية تصر إصراراً غريباً على تشتيت هذا الدعم وتبخيسه وكسره وبث روح الاحباط فيه عبر الكثير من الأمور والمواضيع والمواقف والقرارات التي يتناولها الناس في مجالسهم وعبر الوسائط وربما لا يستطيعون نشرها .. لا أود الخوض في كل هذه الأمور التي أشرت لها وما أكثرها ولكن أعلّق فقط على إحالة كل من ضابط استخبارات منطقة البحر الاحمر العسكرية وضابط الأمن بالولاية

⭕️ فقد تمت إحالة العقيد الركن سر الختم الشهير بمنطقته العقيدة وهو ضابط حرس رئاسي سابق للتقاعد بالمعاش بسبب تقاعسه عن اعتقال أحمد هارون والذي يدور حديث عن عقده لقاءات ببورتسودان .. بغض النظر عن السبب المشار إليه والذي لم يكتب بالطبع في قرار إحالة البرهان لحرسه السابق فتوقيت القرار غير سليم مطلقاً وإن كانت المسوغات التي أقنعت القائد العام باتخاذ القرار مقنعة ومقبولة .. فالقوات المسلحة تقود حرباً ضروساً ضد أعداء كثر ظاهرين ومستترين يتربصون بها ليل نهار وبالسودان لذا يعتبر أي قرار كهذا نصراً لهم سيما وهي تفقد ضابط بقامة العقيد سر الختم الذي يشهد له الجميع بالمهنية العالية والاحترافية الكبيرة.. وغلق ثغرة البحر الأحمر تماماً وما تمثله من خطر وأعمال تهريب ونشاط تخريب ونشاط هدام .. فقد كان يمكن وببساطة أن يؤجّل قرار الإحالة لما بعد نهاية المعركة (والجزاء ما بعفن) ولن يضر القوات المسلحة ترك العقيد في الوقت الراهن لكن إحالته سيضرها أكثر ..
فما الذي عجّل باتخاذ القرار وقد اتخذ ذات القائد العام قرار الإحالة الحزين للضباط الخونة المتمردين من القوات المسلحة والذين باعوها لصالح التمرد بعد شهر من اندلاع الحرب وقد ظلوا في كشوفاتها ؟

ما الذي عجّل بصدور القرار وقد أصدر القائد العام رئيس مجلس السيادة قرار إعفاء نائبه المتمرد الهالك بعد أن بُحت أصوات المنادين بإحالته ليصدر القرار يوم 19 مايو ؟ ما الذي عجّل بالقرار وقد أعلن القائد العام قرار التعبئة والاستنفار بعد اغتصاب الحرائر ونهب الأموال وقتل الأنفس واستباحة الخرطوم استباحة المنتصر من قبل مليشيا الدعم الصريع وهروب الآلاف خارج الخرطوم ؟

لماذا تحاسب العقيد وقد أعلن سواد السودانيين الأعظم أن المحاسبة لا مكان لها في ظل أصوات المدافع والبنادق .. فمن الأولى بالمحاسبة والمساءلة؟ العقيد سر الختم أم من أدخل البلاد في أتون هذه الحرب وسمح لهذه المليشيا بالتمدد والتمرد على حساب القوات المسلحة ومن سلحها وأغدق عليها المال وترك لها الحبل على القارب؟ العقيد سر الختم أم من أزاح وأقال خيرة ضباط القوات المسلحة لصالحها؟ فلما استغرت الحرب طفق يبحث عنهم فما توانوا ولا تأخروا ..

أي جرم أشد على البلاد والعباد جرم هذا العقيد أم جرم من فعل بالسودان كل ذلك؟ ليشهد السودانيون هذا التردي الامني الخطير بعد أن شهدوا التردي السياسي والاقتصادي وذاقوا مرارته
السيد القائد العام لقد أصبح الصمت جهيراً ..

هل تريد خوض معركتك ومعركة الشعب السوداني ضد الدعم السريع حتى آخر طلقة وآخر عسكري أم أنك ترجع البصر وتعيده كرة وكرتين ما بين قحط والكيزان والأمريكان والأماراتيين؟
قطعاً سينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير إن حسبت حساباتك لاسترضاء أي من هذه الأطراف على حساب الرؤية العسكرية والاستراتيجية الصحيحة لهذه الحرب وإن تطابقت مع أي جهة سياسية .. فقد قيل اعرف الحق تعرف أهله وليس العكس .. أنت تسير في حقل ألغام حالياً ولا مجال ولا خيار أمامك خلاف الحذر والتروي والنظر بتدبر وتفكّر فالألغام أشد فتكاً بالطبع وإن كانت (طبنجتك معمرة وأجزاءها للخلف).

لواء ركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى