السياسة السودانية

آبي أحمد ينصح السياسيين في السودان بحل المشكلات بعيدا عن التدخلات الخارجية

الخرطوم 26 يناير2023 ـ انهى رئيس وزراء اثيويبا زيارته للخرطوم بعد ساعات طويلة انخرط خلالها في سلسلة مناقشات مطولة شملت القادة السياسيين نصحهم خلالها بحل المشاكل دون تدخلات خارجية وتسريع الانتقال للانتخابات.

وشملت لقاءات رئيس الوزراء الإثيوبي قوى سياسية أبرزها تحالف التراضي الوطني الذي يقوده مبارك الفاضل المهدي، بجانب قوى الحراك الوطني التي يتزعمها التجاني سيسي.

وقال المهدي في تغريدة على تويتر إن أبى أحمد “حث على ضرورة تسريع الخطى صوب الانتخابات وأكد أن الحكم لن يستقيم دون تفويض كما نصح بأن تحل الخلافات دون تدخل خارجي”.

وكانت مصر اقترحت مؤخرا استضافة ورشة لبحث التطورات في السودان بالقاهرة لكن قادة الأحزاب اختلفوا حيال تلبية هذه الدعوة، حيث رفضها ائتلاف الحرية والتغيير بينما اظهرت الكتلة الديموقراطية وتحالف أهل السودان ترحيبا بها.

وابتدر المسؤول الإثيوبي لقاءاته بتحالف الحُرية والتغيير حيث قدم قادة التحالف شرحاً حول تطورات الوضع الراهن في السودان بعد توقيع الاتفاق الإطاري وبداية المرحلة النهائية من العملية السلمية.

وقال بيان صادر عن الائتلاف إن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية  بين البلدين، وضرورة تجاوز كل أسباب النزاع وتطوير التعاون في جميع المجالات بما يعود بالخير على شعبي البلدين.

وأوضح أن رئيس الوزراء الإثيوبي عبر عن دعمه لكل ما يتوافق عليه أهل السودان واستعداده لتقديم كل السند لما ستسفر عنه العملية السياسية، مشدداً على أهمية أن تكون العملية سودانية بالكامل دون السماح لأي طرف خارجي بالتدخل أو فرض أي حلول.

وأعلن ترحيبه بزيارة قيادات الحرية والتغيير للعاصمة الاثيوبية أديس أبابا في أقرب وقت ممكن، للقائه وتعميق الحوار في هذا الوقت المفصلي الذي يمر به البلدين.

وفي الخامس من ديسمبر المُنصرم وقع قادة الجيش والقوى المؤيدة للديمقراطية إطار اتفاق نص على إبعاد العسكر من العمل السياسي وتشكيل مؤسسات حكم مدني في فترة انتقالية مدتها عامين، ولكن الاتفاق يواجه برفض من قبل حركات مُسلحة وقوى سياسية بزعم عدم شموليته واختزاله بين العسكر والحرية والتغيير.

كما التقى آبي أحمد، قيادات الجبهة الثورية برئاسة عضوا مجلس السيادة مالك عقار إير والطاهر حجر بحضور خالد شاويش مسوؤل مسار شرق السودان في اتفاقية جوبا علاوة على المتحدث باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد.

وقال سعيد، في تصريح صحفي أورده إعلام مجلس السيادة إن اللقاء تناول عدد من القضايا في مقدمتها موقف الجبهة الثورية من العملية السياسية الجارية الآن، وجدد دعمهم وتأييدهم للاتفاق الإطاري.

وأضاف أن الوفد اطلع رئيس الوزراء الإثيوبي على مخرجات الورش التي انعقدت مؤخراً لدعم العملية السياسية في السودان.

وأبان أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد التزام حكومته بدعم العملية السياسية ودعم الحوار السوداني السوداني، مشيراً إلى دعوة الزعماء الأفارقة لدعم العملية السياسية في السودان بما يحقق مصالح وتطلعات الشعب السوداني.

كما التقى رئيس الوزراء الإثيوبي في اجتماع مشترك بوفدي الحُرية والتغيير الكُتلة الديمقراطية والقوى الوطنية وهما تحالفان يرفضان العملية السياسية.

وقال جبريل إبراهيم، نائب رئيس الكٌتلة الديمقراطية في تصريح صحفي إن الاجتماع تناول الوضع السياسي الراهن بالسودان.

وأكد أن الوفد نقل له رغبة الكتلة الديمقراطية في تحقيق وفاق وطني شامل لا يقصي أحد.

وأبان جبريل بأن الكتلة ترى أن الاتفاق الإطاري لا يمكن أن يحقق الوفاق الوطني المنشود لذلك فإن أي حكومة يتم تشكيلها بموجبه لن تصمد طويلا ولا مستقبل لها.

ولفت إلى ضرورة أن يكون هنالك وفاق وطني شامل يجمع شمل أهل السودان، ولفت جبريل إلى أن رئيس الوزراء الأثيوبي أكد أن الحلول ليست في يد الخارج وإنما عند أهل السودان ودعاهم لتوحيد أنفسهم من أجل تحقيق الوفاق الوطني الشامل.

وقال إن رئيس الوزراء الإثيوبي أبدى استعداد بلاده للمساعدة في تقديم كل ما من شأنه تحقيق وفاق وطني سوداني- سوداني خالص

وشملت لقاءات المسؤول الإثيوبي وفد الآلية الثلاثية التي تضم الإتحاد الأفريقي والإيقاد والأمم المتحدة، وأوضح رئيس بعثة “يوينتامس” فولكر بيرتيس، في تصريح صحفي، أن الوفد اطلع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي احمد، على موقف الآلية الثلاثية المسّهل للحوار والمحادثات الجارية لدعم العملية السياسية في السودان.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد دعم بلاده الكامل للعملية السياسية وللاتفاق الإطاري، حتى ينعم السودان بالاستقرار، مؤكداً مواصلة متابعته لسير تنفيذ الاتفاق وصولاً لسلام دائم وشامل.

الملء الرابع

وقالت مصادر دبلوماسية لـ”سودان تربيون” إن المباحثات الثنائية التي جمعت رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في الخرطوم  ناقشت الملء الرابع لسد النهضة وتطورات الأوضاع على الحدود وعملية السلام في إقليم التيغراي والعملية السياسية السودانية الجارية.

وعقب هذه المحادثات عقد الرئيسان، برفقة قادة الأمن والاستخبارات والخارجية جلسة مباحثات مغلقة ناقشت قضايا الحدود والأمن بجانب  تفاصيل عديدة حول سد النهضة.

حضر اللقاء من من الجانب السوداني وزراء الخارجية، والدفاع ومدير المخابرات العامة والقائم بأعمال السفارة في أديس ابابا، ومن الجانب الأثيوبي، وزراء الدفاع والسلام والداخلية ومستشار الأمن القومي، ومدير المخابرات الإثيوبي، ووزير مكتب الاتصال الحكومي، ونائب وزير الخارجية الإثيوبي، وسفير أديس لدى الخرطوم.

وجاءت زيارة آبي للعاصمة السودانية، امتدادا لسلسلة لقاءات مع القيادة السودانية بعد اجتماعات نيروبي، ومنتدى تانا للسلم والأمن في إفريقيا أكتوبر الماضي والذي ركز على قضيتي الحدود وسد النهضة.

وذكرت المصادر أن آبي أحمد، نقل للبرهان بعض التحضيرات الخاصة بعملية الملء الرابع لسد النهضة وتخزين ضعفي الوارد في بحيرة تانا.

وكان المسؤول الإثيوبي  وصل الخرطوم في وقت مُبكر من صباح الخميس، وباشر لقاءات بالقوى السياسية المختلفة بعد الاجتماعات الرسمية مع البرهان والمسؤولين السودانيين.

 

 

 


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى