السياسة السودانية

74 فنانا في السودان بانتظار المحاكمة والتهمة “غناء هابط”

[ad_1]

بدعاوى ضبط الساحة الفنية ومواجهة الابتذال والحفاظ على الذوق العام، قرر مجلس المهن الموسيقية والدرامية في السودان إيقاف فنانين لا يحملون رخصة ممارسة المهنة، حيث بدأت حملة منذ أيام اشتركت فيها عناصر من الشرطة لمداهمة صالات الأفراح، وضُبط عدد من المطربين والمطربات والموسيقيين.

قرار المجلس أسفر عن إيقاف 74 مطرباً ومطربة، بعضهم يحظى بشهرة واسعة في السودان، مثل الفنانة عائشة الجبل وعلي كايرو وزنقولا، وصدرت ضدهم بلاغات، توطئة لتقديمهم للمحاكمة.

رصد وإيقاف

مجلس المهن الموسيقية أكد في بيان له أنه “رصد نحو 74 مطرباً ومطربة مارسوا النشاط الفني العلني من خلال الحفلات العامة والخاصة وعبر بعض القنوات الفضائية من دون أن يحصلوا على رخصة ممارسة المهنة التي تُمنح بعد إجازة اللجنة المتخصصة لصوت المطرب واعتماد أغنياته الخاصة”.

وأضاف البيان أن “المطربين المضبوطين لا يحق لهم ممارسة النشاط الفني، وفي حال مخالفتهم للأمر سيتعرضون لعقوبات رادعة تصل للسجن والغرامة”.

وقال البيان إن “القانون يمنع إدارات صالات الأفراح والمسارح والحدائق فتح أبوابها للمطربين الذين لا يحملون رخصة ممارسة المهنة، وعند مخالفة ذلك فإن المسارح نفسها ستتعرض للمحاسبة وفق القانون”. وأشار المجلس إلى أن “الأمر يشمل القنوات الفضائية والإذاعية”، وطالبهم بالتأكد من حمل المطربين لرخصة ممارسة المهنة.

ضبط الساحة الفنية

مجلس المهن الموسيقية قال في بيانه إن “الحملة تهدف لضبط الساحة الفنية وتنظيمها بعد أن عاشت حالة من الفوضى التي أثرت في الذوق العام، وغيرت مضامين الفن إلى حالة من الابتذال الذي يتنافى مع قيم الفن السوداني المعروفة”.

الأسماء الموقوفة جميعها لها صلة بما يعرف بـ”الغناء الهابط”، بحسب ما يشير نوح السراج رئيس قسم الفنون والمنوعات والثقافة بصحيفة التيار، قائلاً إن “القرار جاء أولاً لتنظيم عملية ممارسة مهنة الغناء بعد أن أصبح مهنة معترفاً بها، وهو إجراء طبيعي مثله مثل الإجراءات الأخرى في كل المهن التي تشترط الحصول على رخصة لممارستها حتى لا يختلط الحابل بالنابل وأن يكون ممارس المهنة مستوفياً للشروط والمعايير التي تؤهله لممارسة المهنة بصورة سليمة”.

وعن ظاهرة الغناء الهابط في السودان قال السراج “جاء القرار للقضاء على ظاهرة الفنانات المعروفات بالقونات، في ظل انتشار بصورة كبيرة ومخيفة، وأدائهم لأغنيات تحمل كلمات ركيكة وساقطة وخادشة للحياء ومؤذية للأذن ما يشكل خطراً كبيراً لقيم إنسانية ظل رواد الغناء يحافظون عليها”.

وأضاف “طوال تاريخ الأغنية السودانية كانت مضرب المثل في تناول الموضوعات التي تهدف لنشر القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة فارتقت بالذوق العام وظلت محل تقدير واحترام الجميع، ولذلك بقيت وستظل خالدة في وجدان الشعب السوداني”، وتابع “في تقديري الشخصي أن القرار سيحد كثيراً من هذه الظواهر السالبة وجاء في وقته تماماً حتى تنعم الساحة بالاستقرار والأمن المجتمعي”.

وعن كيفية تصنيف الأغنيات وكونها هابطة من عدمه، قال السراج “نجد أن أهل الموسيقى والغناء والمتخصصين لم يتفقوا حتى الآن على تعريف واضح لمسألة الغناء الهابط، فهناك فريق يرى أنه يتمثل في سوء الأداء الصوتي للفنان أو الأداء غير المتناسق مع الكلمات أو اللحن. وهناك رأي آخر يرى أن الكلمات هي التي تحدد إذا كانت الأغنية هابطة أم لا، فإذا ما تخطت كل الخطوط الحمراء المتعارف عليها بضرورة التقيد بعاداتنا وتقاليدنا السمحة والحفاظ عليها، وكانت ركيكة ومبتذلة ونابية وغير مهذبة وخادشة للحياء، فهي أغنية هابطة”.

استنكار كبير

في المقابل، عبر عدد من الفنانين الموقوفين عبر صفحاتهم على “فيسبوك” عن استيائهم من القرار واعتبروه مجحفاً في حقهم. وقالت واحدة من الفنانات، حجبت اسمها، إن “القرار يؤكد أن القائمين على شؤون مجلس المهن الموسيقية يحاربون نجاح الآخرين، خصوصاً أنني الأكثر انتشاراً في السودان وحجوزات الأعراس عندي مليئة والجميع يحبني ويريد أن يحضر حفلاتي، لذلك شعر هؤلاء أننا نسحب البساط من تحت أقدامهم وقاموا بإيقافنا”.

وعن أدائها لأغنيات هابطة قالت الفنانة “لا أقوم بأداء أي أغنية هابطة، بالعكس إذا كنت أفعل ذلك لن تدعوني أسر محترمة ومعروفة للغناء في أفراحهم. نحن نغني أغاني مختلفة ومليئة بالحماسة والبهجة ولا يمكن أن تكون أغنيات هابطة أبداً”.

أما في ما يتعلق باحترام قرار مجلس المهن الموسيقية وتطبيق اللوائح، قالت الفنانة “كان يمكن للمجلس أن يعلن خطة واضحة تتمثل في دعوتنا للحصول على تراخيص لممارسة المهنة، وليس إيقافنا وتدوين بلاغات ضدنا وهذا دليل على محاربتهم لنجاحنا”.

رأي الشارع

انقسم الشارع السوداني، بين مؤيد ومعارض للقرار الذي رآه كثيرون مناسباً وجاء في وقته خصوصاً أن بعض الأغنيات تحمل ألفاظاً سيئة على حد قولهم. وقالت الموظفة فتحة طه إن “الغناء الهابط أصبح منتشراً ويحمل مضامين لا تشبه الفن السوداني المعروف بمعانيه الجميلة”.

أما الطالب خالد محمد فقال إنه “لا يوجد شيء اسمه فن هابط، كل الأمر أن الغناء الحالي لا يناسب أذواق المسؤولين في المهن الموسيقية لذلك أوقفوه، لكن الموقوفين لهم جمهور كبير جداً ولا يستهان به وهذا أمر غير مقبول لنا. فنحن نجد في الحفلات الجماهيرية المقامة متنفساً وحيداً في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد”.

إسراء الشاهر
اندبندنت عربية

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى