السياسة السودانية

🔴 لا يجب أن ننسى أن عبدالرحيم دقلو الذي يتباهى بإسقاط معسكر للجيش في دارفور كان يوماً ما في الخرطوم ولكنه هرب

[ad_1]

أظن، وهذا مجرد تخمين، أن الهدف من توسع عمليات المليشيا في دارفور وتركيزها الواضح على إظهار وجودها وانتشارها هو هدف إعلامي في الأساس وليس عسكري، والغرض منه التعويض عن الفشل المتكرر في الخرطوم.

لقد فشلت المليشيا في تحقيق أي انتصار ولو إعلامي في الخرطوم وذلك منذ فشلها في المدرعات ثم القيادة العامة ثم انحسار عملياتها في الخرطوم.

هجوم نيالا لا يدل بالضرورة على قدرة المليشيا على تعويض خسائرها في معركة الخرطوم. فالمعركة في نيالا وبقية المعارك المتفرقة في دارفور وكردفان عند مقارنتها مع معركة الخرطوم هي معارك صغيرة تتركز في نقطة واحدة هي معسكر الفرقة أو الحامية. قارن ذلك بالهجمات المتزامنة التي كانت تشنها المليشيات على القيادة العامة وعلى المهندسين وسلاح الإشارة ثم لاحقاً المدرعات مع انتشارها الواسع في الخرطوم والذي أتاح لها ميزة الفزع وحشد القوات للهجوم في نقطة معينة. إن مجهود يوم واحد من حرب الخرطوم قادر على إحداث زعزعة كبيرة في ولايات دارفور وكردفان. مثلاً، القوات التي هاجمت بها المليشيا القيادة العامة للجيش ربما كانت لوحدها تكفي لإسقاط كل الفرق العسكرية في دارفور.

المليشيا لجأت للمعارك الطرفية من أجل خلق فرقعة إعلامية لإثبات حضورها في المشهد. لأنها انهزمت في المعركة الأساسية، وكاد أن ينساها الناس في الأسابيع الأخيرة. وبكل تأكيد فإن القوات التي كانت حاولت السيطرة على العاصمة، على القيادة العامة وبقية أسلحة الجيش وتم دحرها وتدميرها هي قوات كبيرة بحيث أن ما تبقى منها يستطيع خلق فوضى في ولايات دارفور وكردفان. لا يجب أن ننسى أن عبدالرحيم دقلو الذي يتباهى بإسقاط معسكر للجيش في دارفور كان يوماً ما في الخرطوم ولكنه هرب منها بعد أن فشل وهُزم. حتى وقت قريب هددت المليشيا بتشكيل حكومة في الخرطوم وكانت تتبجح بأنها تسيطر على الخرطوم التي هرب منها قائد الجيش إلى بورتسودان. أين ذلك التهديد الآن؟ إن فكرة حكومة للمليشيا في الخرطوم لم تعد واردة ولا حتى كتهديد.

أما دارفور فوجود الجنجويد فيها لن يختلف عن وجودهم الطببعي كجنجويد ينشرون الخراب حيثما حلوا يفر منهم الناس. الجديد هو دخول الجنجويد إلى المدن؛ نيالا وقبلها الجنينة، ولكنهم في دارفور هم مجرد جنجويد ولن يصبحوا حكومة أبداً. فرصة الجنجويد لحكم الدولة كانت ممكنة من الخرطوم حيث المؤسسات، حيث الدولة وجهازها، ولكنهم في دارفور وكردفان هم مجرد مجموعات قبلية ومرتزقة يعرفهم المجتمع هناك جيداً، وبلا أدوات سلطة حقيقية؛ لا يمكن أن تحكم بقوة السلاح وحدها مجتمع قبلي مسلح بطبيعته وأنت مجرد جنجويد لا تقدم لهم سوى الخراب والدمار.

حليم عباس

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى