الرياضة العالمية

فرنسا أمام تحدي الوفاء بوعودها الأولمبية قبل 3 أشهر من بدء ألعاب باريس

[ad_1]

برج إيفل الشهير بحلة ذهبية لامعة جديدة لاستقبال رياضيي العالم، مياه نهر السين صالحة للسباحة لأول مرة منذ 100 عام، وحفل افتتاح خارج الملاعب لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية… طموحات كبيرة تأمل فرنسا في تحقيقها بشأن ألعاب باريس 2024، لكن وقبل ثلاثة أشهر فقط من انطلاق الحدث، هل ستتمكن من الإيفاء بكافة وعودها الأولمبية؟

لحظات فقط بعد الإعلان عن اختيار المدينة التي تترأسها بشرف استضافة الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية 2024، قالت عمدة باريس آن هيدالغو إن هذا “سوف يكون ساحرا”.

حدث ذلك في أواخر صيف 2017، وبرفقة توني إستانجيت، بطل فرنسا الأولمبي في التجديف ثلاث مرات والذي تم تعيينه لاحقا كمنظم رئيسي للحدث، تعهدت عمدة العاصمة الفرنسية بأن تكون دورة الألعاب الأولمبية هذه غير مسبوقة.

ومنذ أن بدأت اللجنة الأولمبية الباريسية في عرض الصور الجميلة للتحول الكبير الذي ستخضع له المدينة في الموعد المحدد قبل الحدث، ضربت البلاد والعالم جائحة كوفيد 19، مع ما نجم عنها من قرارات حجر صحي عام في فرنسا تكررت لثلاث مرات، ما تسبب في تأخير كبير لبعض خطط إعادة تأهيل المدينة ومرافقها. لاحقا، وقبل عام واحد فقط من انطلاق الألعاب، اندلعت الحرب في غزة، وما رافقها من توترات إقليمية ودولية. يضاف إلى كل ذلك، الهجوم الدامي الذي هز روسيا مؤخرا وأجبر فرنسا قبل أربعة أشهر فقط من موعد الألعاب، على رفع حالة التأهب الأمني ​​إلى أعلى مستوياتها، خطوة من المحتمل أن تؤثر على الحدث الأهم في هذه الدورة، ألا وهو حفل الافتتاح المقرر في الهواء الطلق على نهر السين.

يضاف إلى كل تلك العوامل وما نجم عنها من تعطيلات، تراكم الفواتير من جهة أخرى، ما دفع السلطات إلى مراجعة تسعيرات وسائل النقل، فيما تبين أن مشروع تنظيف نهر السين هو الآخر أكثر تعقيدا مما كان يتصوره المنظمون.

لكن ورغم كل هذه العقبات، تصر السلطات على أن الألعاب تسير وفق المسار الصحيح المرسوم لها.

مع بدء العد التنازلي لانطلاق ألعاب باريس الأولمبية، وقبل ثلاثة أشهر من حفل الافتتاح، تسلط فرانس24 الضوء على أبرز التحديات وتقف عند ما وصلت إليه الأشغال.

  • برج إيفل.. طلاء جديد باللون الذهبي قبل الألعاب؟

كانت مسألة طلاء برج إيفل باللون الذهبي بمناسبة الألعاب الأولمبية، طموحا أكثر منه تعهدا من السلطات. لكن لا، لن يتم دهن المرأة الحديدية بشكل كامل بطلاء جديد من الذهب في الوقت المحدد للألعاب.

انطلقت عملية طلاء هذا المعلم الباريسي الشهير البالغ ارتفاعه 330 مترا في عام 2019. وكان من المقرر أن يتم ذلك ليس فقط بمناسبة انطلاق الألعاب ولكن أيضا لمناسبة الذكرى المئوية لوفاة المهندس المعماري غوستاف إيفل.

ولعل من أبرز أسباب التأخير، أولا: جائحة كوفيد-19 التي تسببت في تأخير بحوالي تسعة أشهر من الجدول الزمني الأول. وثانيا: اكتشاف الرصاص في طبقات الطلاء القديمة ما أجّل موعد التسليم مزيدا من الزمن.

حاليا، من غير المنتظر أن يتألق برج إيفل في حلته الذهبية الجديدة قبل عام 2025 أو حتى 2026.

تشير ساعة العد التنازلي لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، إلى مرور 100 يوم قبل بدء حفل الافتتاح. برج إيفل في 16 أبريل/نيسان 2024.
تشير ساعة العد التنازلي لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، إلى مرور 100 يوم قبل بدء حفل الافتتاح. برج إيفل في 16 أبريل/نيسان 2024. © أ ف ب.

  • نهر السين.. هل سيكون صالحا للسباحة في ألعاب باريس؟

يعتبر تحدي تنظيف نهر السين وجعله مجددا صالحا للسباحة لأول مرة منذ 100 عام، الوعد الأولمبي “الأهم” للغاية الذي قطعته آن هيدالغو. حتى إن عمدة باريس تعهدت بشكل متكرر بالسباحة في النهر قبل افتتاح الألعاب. وهو وعد قطعه الرئيس إيمانويل ماكرون هو الآخر.

ومن المقرر أن يستضيف النهر الذي يقطع باريس لشطرين، عدة مسابقات لرياضة السباحة الأولمبية، بما فيها فعاليات السباحة في المياه المفتوحة (200 متر حرة و200 متر حواجز) إلى جانب فعاليات الترياتلون (سباق ثلاثي).

إلا أنه قد تبين أن عملية تنظيف المياه التي كان لونها أصفرا بنيا والتي تتدفق عبر العاصمة الفرنسية، أصعب بكثير من المتوقع. لهذا السبب، تم العام الماضي إلغاء حدثين رياضيين ضمن اختبارات ما قبل الألعاب الأولمبية، إثر اكتشاف وجود كمية زائدة من بكتيريا الإشريكية القولونية (تعيش في الكائنات الحية الدقيقة المعوية للإنسان والحيوان) في مياه السين.

اقرأ أيضارئيسة بلدية باريس تدعو الرئيس الفرنسي لمشاركتها السباحة في نهر السين

في بداية أبريل/نيسان، أعلن الفرع الفرنسي لمؤسسة سورفرايدر Surfrider التي تعنى بحماية المياه والبيئة بشكل عام، عن قيامها بتحليل الاختبارات التي جرت على مدار ستة أشهر في الفترة ما بين سبتمبر/أيلول ومارس/آذار، وقالت إن المياه التي من المقرر أن تقام فيها الأحداث الأولمبية لا تزال ملوثة للغاية. وبحسب هذه المؤسسة غير الربحية، والتي قامت بتحليل الاختبارات التي أجراها مختبر “أو دو باريس Eau de Paris” ومجموعة التحليل البيئي “آنالي-كو Analy-Co”، فإن وجود الإشريكية القولونية والمكورات المعوية، وهما يشيران لوجود مادة البراز في المياه، كان غالبا مضاعفا، وفي حالات أخرى موجودا حتى ثلاثة أضعاف الحدود التي وضعها الاتحاد الدولي للترايثلون والسباحة في المياه المفتوحة.

لكن لا يزال هناك بعض الأمل، حيث أن أغلب الاختبارات التي قامت مؤسسة سورفرايدر بتحليلها قد أجريت في فصل الشتاء، وهي الفترة التي تتسبب فيها الأمطار الغزيرة والفيضانات في تلويث المياه أكثر مما هو معتاد. كما أن العمل لا يزال مستمرا لإضافة المزيد من إجراءات منع التلوث للمياه. وسيتم بحلول نهاية أبريل/نيسان، تجهيز نهر السين بمنشأة جديدة لتصريف مياه الأمطار، وسيتم كل يوم إضافة قنوات جديدة للصرف الصحي إلى القوارب النهرية.

رغم عدم وجود خطة بديلة في الوقت الراهن، فإن محافظ منطقة إيل دو فرانس وباريس لا يزال على ثقة، وأصرّ في بيان له على أن “المياه في نهر السين ستكون صالحة للسباحة للسماح بإقامة الفعاليات”.

وفي مقابلة مع فرانس24، قال المدير الفني لفريق الترياتلون الفرنسي بنجامين مايز، إن جودة مياه نهر السين “لا تقلق رياضيي الترياتلون” وليس محتملا أن تؤدي إلى توقف المنافسة، على غرار ما حدث خلال الألعاب الأولمبية في طوكيو أو ريو أو لندن، حيث كانت هناك مخاوف مشابهة حول جودة المياه.

كما قال مايز إن أسوأ سيناريو هو تأجيل المنافسة لبضعة أيام.

في المقابل، لم ترد مدينة باريس على طلب للتعليق على هذه المسألة.

  • ماذا عن وسائل النقل في باريس وضواحيها؟

بعد أن تم بيع 8,8 مليون تذكرة، من المتوقع أن يصل عدد هائل من الزوار إلى باريس لحضور الألعاب الأولمبية التي ستقام في الفترة من 26 يوليو/تموز وحتى 11 أغسطس/آب، وكذا الألعاب البارالمبية في الفترة ما بين 28 أغسطس/آب إلى 8 سبتمبر/أيلول. تتجه كل الأنظار إلى ميترو المدينة القديم، والذي سيكون وسيلة النقل الرئيسية لكثيرين. فمن المتوقع أن يقفز عدد الركاب من 150 ألف يوميا إلى ما يقدر بحوالي 800 ألف.

بادرت المدينة تحسبا للألعاب إلى تسريع مشروع خط “غراند باريس إكسبرس” الذي من المقرر أن يضيف أربعة خطوط جديدة إلى شبكة السكك الحديدية وتوسيع خطين موجودين. وكانت السلطات تريد أن تكون ثلاثة من الخطوط الجديدة (15 و16 و17) جاهزة لأولمبياد باريس 2024، إلا أن المنظمين اضطروا للتخلي عن هذه الخطط قبل بضع سنوات لمشاكل فنية وتأخيرات تتعلق بجائحة فيروس كورونا. كما كان ينبغي تأجيل خط القطار السريع الذي يربط الشبكة بمطار شارل ديغول الدولي في باريس لنفس الأسباب.

وقبل ثلاثة أشهر من الألعاب، يسارع العمال لاستكمال تمديدات خطي الميترو الحاليين 11 و14، حيث يعد الخط 14 الأهم لأنه سيربط المدينة بمطار أورلي جنوبا وسيشمل مركز نقل قرب ملعب استاد دو فرانس. في هذا السياق، قالت الشركة المشغّلة وهي الهيئة المستقلة للنقل في باريس RATP، إن الخط سيكون جاهزا في يونيو/حزيران. وصرّح رئيسها جان كاستكس وهو رئيس الوزراء الفرنسي السابق، في أواخر مارس/آذار: “نحن نركض، إنه ماراثون. لكننا سنكون جاهزين في الموعد المحدد”.

اقرأ أيضاألعاب باريس 2024 أمام تحدي ضمان وسائل النقل لذوي الاحتياجات الخاصة

على أية حال، فما هو أكيد، أن ميترو باريس الشهير سيتعرض لضغوط كبيرة جراء الزيادة الهائلة في عدد الركاب. وقد أعلنت “أر آ تي بي” أنها ستضيف مزيدا من القطارات والموظفين للتعامل مع هذه الزيادة. إلا أن هذه الضغوط تربك السلطات كثيرا. ففي وقت سابق من هذا العام، أطلقت الحكومة حملة تحت شعار “ترقبوا الألعاب” لحث الأشخاص الذين يقيمون ويعملون بالمدينة على “تفضيل العمل المنزلي عن بعد عندما يكون ذلك ممكنا”، وكذلك البحث عن وسائل نقل أخرى، بما في ذلك الدراجات أو حتى المشي. لعل أبرز أسباب هذه الحملة، هي المخاوف من الازدحام في وسائل النقل خلال الأولمبياد، خصوصا في ساعات الذروة.

ركاب على متن قطار خط ميترو الأنفاق رقم 1 الذي يمر عبر باريس في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019.
ركاب على متن قطار خط ميترو الأنفاق رقم 1 الذي يمر عبر باريس في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019. © أ ف ب.

يقول ميشال علوش وهو مصور فيديو يبلغ 39 عاما، ويستخدم الميترو دوريا للذهاب إلى مقر عمله شمال باريس، إنه سيبذل قصارى جهده لتجنب ركوب الميترو خلال الألعاب. وصرّح: “يعاني الميترو أصلا في ظل الظروف العادية من الفوضى، لذلك أعتقد أنه سيكون كابوسا خلال الألعاب الأولمبية”. مضيفا: “أعتقد أن الحل الوحيد هو استعمال دراجتي للتنقل، وفي حال كانت هنالك أمطار، وهذا سيء للغاية، سأضطر فقط لارتداء معطف واق من المطر”.

  • هل سيتم إقامة حفل الافتتاح كما كان مقررا على نهر السين؟

من غير المستبعد أن تبقى هذه المسألة سببا لتوتر الجميع حتى آخر لحظة. ولعلها ترتبط بشكل رئيسي بقضية واحدة: الأمن.

فعلى إثر الهجوم الدامي الذي تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية على قاعة حفلات موسيقية بموسكو في 22 مارس/آذار، قامت فرنسا برفع حالة التأهب الأمني ​​إلى أعلى المستويات. بعد ثلاثة أسابيع فقط من ذلك الهجوم، أصدرت الجماعة الجهادية المتطرفة تهديدا آخر ضد كافة مباريات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بما فيها مباراة أقيمت بباريس. ومن ثمة، فليس مستغربا أن تثير هذه التطورات مخاوف باريس حيال الإجراءات وخطط حفل الافتتاح على نهر السين. خاصة وأن فرنسا سبق وأن كانت مستهدفة من هذا التنظيم، بما في ذلك الهجمات الدامية في 2015 على قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية ومواقع شهيرة أخرى بالمدينة.

وكانت باريس قررت أن تكسر التقاليد فيما يخص دورة الألعاب الأولمبية 2024 من خلال تنظيم حفل الافتتاح خارج الملعب لأول مرة في تاريخ المنافسات. تتمثل هذه الخطة في إقامة الحدث على نهر السين، حيث سيتم نقل الرياضيين على طول ست كيلومترات من النهر على متن قوارب أمام أعين آلاف المتفرجين الذين يتابعون الحدث على ضفتيه.

رسم توضيحي أصدرته اللجنة الأولمبية لألعاب باريس في 15 ديسمبر/كانون الأول 2021 يظهر حفل افتتاح أولمبياد باريس في 26 يوليو/تموز 2024.
رسم توضيحي أصدرته اللجنة الأولمبية لألعاب باريس في 15 ديسمبر/كانون الأول 2021 يظهر حفل افتتاح أولمبياد باريس في 26 يوليو/تموز 2024. © أ ف ب.

يبقى أن استضافة حدث مماثل في الهواء الطلق يتطلب جهدا أمنيا ضخما. في ظل هذه الأوضاع، خفّضت السلطات في وقت سابق من هذا العام، عدد المتفرجين المتوقعين على ضفاف نهر السين إلى النصف ليبلغ 300 ألف شخص.

كما نشرت حوالي 45 ألف شرطي و2500 من أعوان الأمن الخاصين لمناسبة حفل الافتتاح، وقررت إغلاق حركة المرور حول المنطقة وأيضا المجال الجوي قبيل الاحتفال. رغم كل تلك الإجراءات، أعلن ماكرون لأول مرة في منتصف أبريل/نيسان بأنه قد يتعين تأجيل الحدث المقرر تنظيمه في الهواء الطلق بتاريخ 26 يوليو/تموز، في حال كانت التهديدات الأمنية مرتفعة بشكل كبير.

وقال ماكرون لقناتي “بي إف إم-تي في” و”آر إم سي” الفرنسيتين: “إذا شعرنا بأن هناك مخاطر، اعتمادا على تحليلنا للسياق، فإننا نملك سيناريوهات بديلة”. وأضاف بأن أحد تلك الخيارات قد يكون تقصير مدة العرض وقصره على المنطقة المحيطة بساحة تروكاديرو، الواقعة مباشرة على الضفة المقابلة لبرج إيفل، أو ببساطة نقل حفل الافتتاح إلى الملعب الوطني، استاد فرنسا.

وجاء إعلان ماكرون فيما تحدثت تقارير إعلامية عن أن أداء نظام باراد Parade المضاد للطائرات المسيّرة، والذي حظي بالكثير من الثناء، كان أسوأ مما كان متوقعا منه خلال تدريبات الاختبار الأخيرة.

هذا وصرّح مصدر أمني لم يذكر اسمه لأسبوعية ماريان الفرنسية: “بعبارة أخرى، لقد أوقف باراد الطائرات بدون طيار ولكن ضمن محيط أصغر بكثير من المتوقع”.

اقرأ أيضاتكلفة أولمبياد باريس تقترب من 9 مليارات دولار والرقم مرشح للزيادة

وقال ماكرون أيضا: “إنها سابقة في العالم. يمكن لنا فعل ذلك وسنفعله”.

وفي رد من خلال البريد الإلكتروني، أكدت اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية (COJO) بأن تقصير زمن الاحتفال أو حصره في منطقة تروكاديرو “هو جزء من خطط الطوارئ”، وأنه إذا اقتضى الوضع الأمني ​​ذلك، “فإن استاد فرنسا يمكن أن يكون واحدا من المضيفين المحتملين”.

لكنها أضافت: “لا ينبغي أن تمنعنا التهديدات والمخاطر من أن نحلم، أو أن نخلق الأحلام، في احتفالية نهر السين”.

رغم كل شيء، وفي الوقت الراهن، فإن الخطة القائمة هي إبقاء الحفل على نهر السين.

  • هل ستكون احتفالا شعبيا؟

بكل تأكيد كان هذا هو الطموح، لكن بعد انخفاض أعداد المقاعد على ضفاف نهر السين، ثلثاها كانا بالمجان، ومع الارتفاعات الحادة في أسعار وسائل النقل العام، بات الاحتفال متاحا لعدد أقل فأقل من الأشخاص.

لا ننسى، أن باريس أعلنت في البدء أن وسائل النقل العام ستكون مجانية للجميع خلال الألعاب، إلا أنها تراجعت عن هذا الوعد في 2022 لتغطية تكاليف استعادة أنظمة المواصلات وتشغيلها.

وفي نهاية العام الماضي، قالت سلطات النقل في المنطقة إن هناك زيادة استثنائية في أسعار التذاكر خلال هذه الفترة، ما يعني أن سعر التذكرة الواحدة سيرتفع من 2.15 يورو إلى 4 يوروهات.

كما نُصح سكان المنطقة بشراء تذاكرهم مقدما أو تعبئة بطاقات اشتراكهم الشهرية لتفادي الارتفاع الحاد في الأسعار.

  • هل ستكون ألعاب باريس “خضراء”؟

أعلن المنظمون في البداية عن طموح “الحياد الكربوني” في دورة ألعاب باريس 2024، ما يعني أن نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة ستكون منعدمة خلال فعاليات الحدث، لكن وبعد انتقادات كبيرة لكون هذا الطموح متفائل بشكل “مضلل”، اختار المنظمون شعار استضافة “الأكثر خضرة في التاريخ”.

الهدف من كل هذا هو خفض البصمة الكربونية المنبعثة بالمقارنة مع ألعاب لندن 2012 وريو 2016، والتي انبعث خلالهما 3.4 مليون و3.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون تواليا، وأيضا المحافظة على حجم انبعاثات أدنى من 1.58 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

وكان تقرير نشرته منظمة مراقبة سوق الكربون البيئية غير الربحية في منتصف أبريل/نيسان، أثنى على باريس لكونها أول ألعاب أولمبية في التاريخ تضع مثل هذا السقف، لكنه أشار إلى صعوبة كبيرة في تقييمها بسبب الافتقار إلى الشفافية.

وأضاف نفس التقرير: “لا تزال المنهجية غير واضحة وكذا تفاصيل الحسابات، وقد يكون حجم الكربون غير قابل للمقارنة”، وتابعت المنظمة: “يبقى أن نرى” إن كان الهدف المسطّر يتوافق مع اتفاقية باريس 2015 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات مرحلة ما قبل الصناعة.

اقرأ أيضاالأكلات الفرنسية والمنتجات المحلية ستكون أولوية “الرؤية الغذائية” لألعاب باريس 2024

في الواقع، بذلت باريس جهودا مضنية للحد من بصمتها الكربونية خلال بناء الملاعب الرياضية وأماكن إقامة الرياضيين، حتى إن 95 بالمئة منها هي موجودة أصلا أو يمكن إعادة استخدامها أو إعادة تهيئتها. كما أنها خططت للألعاب بطريقة تسمح للزوار غالبا بالتجول سيرا على الأقدام أو باستخدام الدراجات أو وسائل النقل العام. كما سيكون هنالك عرض واسع للمطبخ النباتي خلال الألعاب.

وقال نفس التقرير إن الأنشطة المرتبطة مباشرة بالألعاب لا تمثل سوى حوالي ثلث انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. في المقابل، لفت إلى أن هناك عوامل أخرى مسببة لهذه الانبعاثات، مثل السفر من وإلى أماكن إقامة الألعاب الأولمبية، وهو ما يمثل نسبة مذهلة تبلغ 40 بالمئة من “الانبعاثات الأولمبية”.

وخلص إلى أنه قد “بات واضحا أنه لا يمكن لأي دورة ألعاب أولمبية أن تكون متوافقة تماما مع أهداف اتفاقية باريس”، وأن الألعاب الأولمبية في العموم تتطلب “إعادة تصور جذرية” لهذا الموضوع لكي يُنظر إليها على أنها مستدامة فعليا.

  • القرية الأولمبية والمرافق الأخرى.. هل هي جاهزة؟

نعم! وقد تم فعليا تسليم مفاتيح القرية الأولمبية والمركز الأولمبي للألعاب المائية ومرافق أخرى بعد انتهاء الإنجاز في الوقت المحدد.

افتتاح القرية الأولمبية في سان دوني شمال باريس في 29 فبراير/شباط 2024.
افتتاح القرية الأولمبية في سان دوني شمال باريس في 29 فبراير/شباط 2024. © أ ف ب.

ويلحظ، أنه ولحد الساعة، قامت اللجنة المنظمة للأولمبياد بتركيب 4200 سرير من أصل 14200 في القرية الأولمبية، فيما تم إزالة السقالات والمدرجات المؤقتة في أنحاء المدينة، بما فيها في التي كانت منصوبة في المعالم الباريسية الرمزية مثلما هو الحال في “لا كونكورد” و”شون دو مارس” قرب برج إيفل، وفرساي غرب باريس.

وقال إيمانويل غريغوار نائب عمدة باريس للصحافيين في منتصف أبريل/نيسان: “بعد شهور من علامات الاستفهام والمخاوف (…) يساورنا الشعور بأننا ندخل مرحلة الهوس الأولمبي”.

رغم ذلك، لا يبدو أن الجميع متحمس للألعاب على غرار المنظمين: حيث إن أربعة فرنسيين فقط من أصل 10 قالوا إنهم متحمسون وينتظرون “بفارغ الصبر” انطلاق دورة الألعاب الأولمبية.

وعلّقت اللجنة المنظمة للألعاب قائلة إنها على علم بالمناقشات “الساخنة” في بعض الأحيان بين الفرنسيين قبل الألعاب الأولمبية، إلا أنها اعتبرت أن ذلك هو “علامة طبيعية على حماس الجمهور لهذه الألعاب”.

ومن المنتظر أن تصل الشعلة الأولمبية في 8 مايو/أيار إلى مدينة مرسيليا جنوب فرنسا، على أن تمر عبر نحو 400 قرية وبلدة ومدينة قبل الوصول إلى العاصمة باريس.

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى