السياسة السودانية

وليد العوض: جذور حرب الانتقال المميت

[ad_1]

في المقاربة التاريخية لتحليل الواقع قال هنري كسينجر مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق “إن مستجدات الواقع تدفع صانعي القرار لمراجعة خبرات التاريخ لمواجهة الغموض والالتباس ” وفي السودان تبدو حرب مليشيا الدعم السريع من مستجدات الواقع السياسي الأمر الذي يدفع الرأي العام وصانعي القرار معا لمراجعة خبرات التاريخ لمواجهة الغموض والالتباس في عملية الانتقال 11 أبريل 2019 _ 15 أبريل 2023 .

*تأسست عملية الانتقال على ثلاث رافعات اسهمت في الحرب وهي رافعة المبادرة الاقليمية والدولية ” التدخلات الخارجية ” ، ورافعة اعلام حرب الجيل الرابع التي يمثلها صحفيو المقاومة السياسية ونشطاء المتجمع المدني عبر التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الخارجي ، ورافعة كتلة القوى المدنية كبديل سياسي للاحزاب و الدعم السريع كبديل عسكري للقوات المسلحة، وتمثل هذه الرافعات في العلاقات والسياسية الدولية اشكال ما يعرف بإدارة العمليات التآمرية او سياسية الخيار الصامت التي تقوم بها أجهزة المخابرات في المناطق الرمادية، وتعد خياراً وسطاً بين دبلوماسية الحوافز والمساعدات العلنية، والتدخل العسكري المباشر ولذا تراهن قوى الانتقال على التدخل الخارجي في تاريخ المعادلة السياسية للانتقال والتحول الديمقراطي ، ومستجدات الحرب والتحول الدموي .

*العمليات التآمرية واعلام حرب الجيل الرابع وجهان لعملة واحدة في السياسة الدولية التي تعتمد على استراتيجية الهدم وإدارة العمليات النفسية لانهاك قوى و مؤسسات الدولة وتحقيق الاضطراب والفوضى كأدوات داخلية، بينما تعمل الأدوات الخارجية على حرمان النظام من المساعدات الخارجية وتشويه صورته، وتمويل أنشطة منظمات المجتمع المدني والحركات شبه العسكرية والاحزاب لاحداث الانهيار الداخلي تمهيدا للتدخل الدولي العسكري او السياسي .

* تمظهرات إدارة العمليات التآمرية وإعلام حرب الجيل الرابع تبدو في اهتمام الإعلام الخارجي من حيث التغطية وفتح مكاتب المراسلين ، ونقل أنشطة سفراء الدول المتنفذة في عملية الانتقال، وفي الداخل إنتشار منصات الإعلام الجديد ونقلت هذه التمظهرات العملية السياسية إلى مجرد “ظاهرة إعلامية” فرضت حالات التضليل الإعلامي وتشويه أجندة الانتقال.

* كشف الغموض والالتباس في تاريخ الانتقال يبدأ من الاعتراف أن مشروع الانتقال مؤسس على دفع المبادرة الأفريقية الإثيوبية كمنصة تأسيس انتجت الوثيقة الدستورية وشراكة المجلس العسكري وتحالف الحرية والتغيير ، والمبادرة الأمريكية السعودية كمنصة تسوية سياسية لإنهاء إجراءات 25 أكتوبر 2021 عبر الآلية الثلاثية والرباعية ، كما أن مبادرات التدخل الدولي عززت حالة الانقسام الوطني و داخل الحاضنة السياسية للانتقال بخروج الحركات المسلحة ، وفي المبادرة السعودية الأمريكية حدث الانقسام بين تياري التسوية والجذريين من جهة أخرى الصراع بين الجيش والدعم السريع .

*في مستجدات الواقع تنشط اللجنة الرباعية للإيقاد والمبادرة السعودية الامريكية لايقاف الحرب ودعوة الاطراف للتفاوض! فخبرات تاريخ هذه المبادرات في العملية السياسية تعد من أسباب الحرب كمستجدات لواقع الانتقال ودور هذه المبادرات في تعظيم الانقسام السياسي والمجتمعي وانهاك مؤسسات الدولة

*على الرأى العام وصانعي القرار في السودان إعادة تعريف العملية السياسية الانتقالية 2019 _ 2023 ك”ظاهرة إعلامية” وإدارة الانتقال بأدوات واشكال العمليات التآمرية وإعلام حرب الجيل الرابع لخدمة أجندة تفكيك الدولة السودانية كما يبدو في هذه الحرب ونتائجها من خلال استدعاء خبرات تاريخ دولة جهادية خليفة المهدي ودولة 56 ، في هذا الصدد ذكر دقولاس بروميسون وآن ماري في كتابهما صعود إعلام السياسة الخارجية وصنع القرار والتدخل الإنساني ” فكلما كانت كثافة التغطية الإعلامية للصراع كبيرة كلما ازداد الغموض حول الصراع واطرافه وعادة ما يقع صناع القرار أقرب لتبني المنطق الإعلامي في التعاطي مع الصراع” .

وليد العوض

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى