السياسة السودانية

هشام الشواني: كمال عمر لا تأخذونه على محمل الجد

[ad_1]

من سمات السيد كمال عمر أنه يتطرف في الموقف الذي يتبناه، وهو تطرف لا يخلو من لمحة ساخرة ومضحكة للمتابع، وهذه حالة أقرب للفن والمسرح لو تأملتها بهدوء. أذكر في أيام ما قبل انتخابات العام ٢٠١٠ ووقتها كان الحديث يدور عن انفصال الجنوب، كان كمال عمر ضيفا على قناة تلفزيونية من جنوب السودان، وقد فاجأ كمال عمر الناس حين قال أنه يدعم وحدة السودان لأن أمه من الجنوب!! تفاجأ جميع المشاهدين من ذلك، ومكمن المفاجأة أن آخر شيء يخطر على بال شخص في تلك الأيام أن بالإمكان إقحام عنصر شخصي في هذه المسألة العصية، وفجأة نكتشف أنه يقصد أن أمه بالرضاعة هي من الجنوب وليست أمه الحقيقية. كان لقاء جميل وطريف لا يمكن أن يكون إلا مع الأستاذ كمال عمر.
تطرف كمال عمر يذهلك لأنه تطرفه جاد، تطرف يمتلئ بالمضحك والفكاهي، وذلك لكون كمال عمر (محامي) لكنه (فنان) أيضا. أذكر أيام الحوار الوطني بعد العام ٢٠١٤ كيف دافع كمال عن الحوار بطريقة أثارت تعجب البشير وقتها وذهول قيادت الحزب الحاكم وقتها، والآن نفس الأمر مع القحاتة، فتجدهم مذهولين من كمال عمر، ظهر لهم كلاعب جناح أيمن هجومي متطرف لم يعرفوه من قبل، وغدا لو قدر للأستاذ الدفاع عن مبادرة نداء أهل السودان سيتعجب الشيخ الطيب الجد ويصاب بالذهول.
كمال رجل يمثل بطريقة جادة تجعلك متعجبا، وهو صادق في ذلك، والصدق هنا صفة فنية أصيلة وليست صفة أخلاقية حول الحقيقي والكاذب، فكل شيء عند كمال عمر حقيقي. أذكر أيام فترة تحالف جوبا في العام ٢٠١٠ ونحن طلاب وقتها نرفع شعار (سقوط النظام) كيف كان كمال عمر يتطرف فتشعر كأنك أمام ثوري جيفاري حتى النخاع، كان موقف كمال يفوق في تطرفه موقف الشيوعيين وقتها، وخطابه كان الأفضل ندوات التحالف.
أنا واثق لو قرر السيد كمال عمر أن يتبنى موقف لجان المقاومة في (اللاءات الثلاث) فإنه سيحير جماعات مثل (غاضبون) و(ملوك الاشتباك) ويصيبهم بالذهول.
شخصية كمال عمر شخصية فريدة وعجيبة، شخصية الرجل العادي لكنه الرجل الموهوب على المسرح، وأنا رجل لا أفصل السياسة عن بناء الشخصية، وشخصية الأستاذ كمال عمر شخصية مفضلة ومحببة عندي، وكثيرا ما تروح على نفسي وتجعلني أضحك وقت السأم والملل، لذا لا تكرهوا كمال عمر ولا تحبوه لموقف محدد. المهم هو ألا يؤخذ على محمل الجد السياسي بل يؤخذ على محمل الجد الفني كظاهرة فريدة على مسرح الحياة، كمال هو فن المسرح الفكاهي حين يختلط بتكتيكات المحامي. كمال حالة فنية صادقة في (فنها)

هشام الشواني

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى