السياسة السودانية

نصف عام على الحرب..مالذي ننتظره.؟

شمائل النور
ستة أشهر بالتمام طوتها حرب الخرطوم مع حصيلة موت وصلت 9 آلاف مواطناً، بحسب بيانات الأمم المتحدة، وهي إحصائيات تخص المدنيين أما إحصائيات الجانبين الجيش والدعم والسريع فهي غير مشمولة، وبلا شك فإن الخسائر البشرية فادحة.

ستة أشهر لم يتمكن أي طرف من حسم عسكري، بل أن ميزان القوة لم يتغير في الأرض تغييراً يذكر منذ الشهر الأول في هذه الحرب غير المسؤولة، وحتى الدعم السريع الذي يقول أنه سيطر على أكثر من 80 بالمائة فلم يتمكن من التقدم خطوة جديدة، لأن ما خسره أخلاقياً وسياسياً جراء الانتهاكات والبشاعة واسعة النطاق لن يمكنه من فعل شيء بالتأكيد.

أما الجيش فهو لا يزال محاصر في وحداته مدافعاً عن نفسه، فلا ساعة حسم بلغناها، ولا حل سياسي ينهي معاناة المواطنين تواضعنا عليه.

استغرب جداً، أن يكون مرور نصف عام مناسبة غير جديرة بالاهتمام والتوقف عندها، على النحو الذي تستحق، فلا الدولة ممثلة في مجلس السيادة ولا قيادة الجيش ولا حتى الحكومة، لم يخرج أحد ليحدث الناس ماذا جرى وما الذي يمكن أن يجري بعد نصف عام على الخراب والدمار.

هذه المدة كافية تماماً كي ينتفض الجميع ويشرع في تأسيس وطني جديد ينبت من أرض المعاناة هذه لا من العواصم الأجنبية، يقرر بصرامة إنهاء هذا العبث والتلاعب بمصير الشعب.
نحن بحاجة فعلية وعاجلة وحاسمة لاسترداد إرادتنا الوطنية حتى نتمكن بالفعل من حل أزمتنا التي استطالت وستطول بلا شك إن تركناها لعبة في يد المجتمع الدولي والإقليمي الذي لم يعد حلفاؤه الداخليين أصحاب تأثير، بل باتوا يعيشون عزلة وطنية لم تحدث من قبل.

من الأهمية بالنسبة لنا جميعاً، استشعار أن وصفات المجتمع الدولي التي تأتي معلبة وجاهزة للعرض لن تقدم إلا المزيد من الانقسام والتشظي وهاهي بانت ملامحها بـ (مجموعة القاهرة) و (مجموعة أديس) ولا أحد يعلم ما يجري خلف الكواليس، والمضحك المبكي أن كل طرف يسخر من الآخر بحسبانه أداة لمحور ما، بينما الجميع سُلبت إرادته وأصبح قراره في يد غيره.

معاناة الناس لا توصفها كلمات، فهي فوق الخيال وفوق الاحتمال، الفقر يضرب أطنابه في كل شبر في هذه البلاد، والحاجة للأمن باتت ترفاً مقابل الحاجة للعلاج و الأكل والشرب، أما النسيج الاجتماعي فحاجته للرزق تفوق التصورات.

هذه المعاناة الممتدة مسؤوليتنا جميعاً أن نضع لها حداً، أن نضعه نحن بأيدينا لا أن يضعه لنا الغير.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى