السياسة السودانية

منى أبوزيد تكتب : طاقة الصمت..!

“لو أرهفنا السمع إلى صوت الصّمت لصار كلاماً أقل”.. محمود درويش..!
“على المرأة أن تتعلم فنون الإصغاء إلى صمت الرجل، وليس إلى حديثه فحسب. فهنالك صمت التحدي، وصمت العشق، وصمت الألم، وصمت الهجر، وصمت التعالي. عليها أن تجيد التفريق بين صمت الكبار الذي يُقاس بوقعه، والصّمت الكبير الذي يُقاس بمدته. فلئن كانت الدموع هي سلاح النساء فسلاح الرجال هو الصّمت”. هكذا حسمت “أحلام مستغانمي” حيرة النساء بشأن قضية صمت الرجال. وقديماً قال الشاعر “محمود أبو بكر” على لسان الفنان “خضر بشير” – في رائعته “إيه يا مولاي إيه” – “إن يكن صمتي رهيباً، إن في الصمت كلاماً”..!
وللصمت فوق ذلك كله – وبعيداً عن حوارات الجندر – تمارين أكدت دراسات جادة في علوم الطاقة فوائدها الجمة، وهي تبدأ من التزام الصمت لنصف يوم فقط، وتصل إلى الالتزام به لمدة ثلاثة أيام – وتعلم هذه التمارين للمبتدئين يبدأ من ست ساعات تزداد تباعاً مع مرور الوقت – وتقول تلك الدراسات إن خلايا المخ – خلالها – تتجدّد، ويصبح التفكير أكثر عمقاً، ويقل التوتر، ويرتفع مستوى التركيز، وترتاح النفس ويتحقق الهدوء العاطفي والاستقرار النفسي..!
ويقول بعض علماء الطاقة إن الهالة حول جسم الإنسان تنغلق في أثناء فترة الصمت، فتحميه من تدفق الطاقة السلبية المُحيطة، وتساعد على زيادة تدفق تيارات الطاقة الإيجابية بشكل قوي إذا ترافق ذلك مع فراغ المعدة وصفاء الذهن والقلب، كما تساعد فترات الصمت في تنظيف الشاكرات السبعة وتنشيط الطاقة الكهرومغناطيسية، وتساعد أيضاً في سمو الروح، ولتمارين الصمت أيضاً أثرٌ كبير في اتساع دائرة الحكمة..!
الدكتور “علي منصور كيالي” الباحث الإسلامي – في علوم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأحد أهم المفسرين المعاصرين لآيات القرآن الكريم – أعلن قبل نحو بضع سنوات عن علاج للعقم بالصمت، ودعا من يشكك في حديثه إلى تجربته قبل إطلاق الأحكام عليه. وهو علاج مستمد من الآية الكريمة “قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا”، أي أن تحبس لسانك عن الكلام ثلاث ليالٍ وأنت سويٌ صحيح، لا علة بك من مرضٍ أو خرس..!
وهو يقول إن الكثيرين قد طبقوا طريقته في العلاج بالصمت ورزقوا بأطفال، بعد سنوات من فشل تجارب العلاج الطبي في المستشفيات. وللدكتور “كيالي” تفاسير عقلية مُدهشة ومُمتعة لبعض آيات القرآن الكريم التي يخلص منها بأفكار مقنعة، ومن ذلك اكتشافه لثمانية أدعية يقول إن من شأنها حل جميع مشاكل البشرية، منها: دعاء كشف المرض ورد الغائب المضمن في الآية “رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، والاستجابة في الآية التي تليها “فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله”. ودعاء طلب الولد والذرية “رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين”، والاستجابة “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ”.. إلخ..!
والحقيقة أن حديث الدكتور “كيالي” عن طاقة الصمت كعلاج للعقم قد استوقفني – كثيراً وطويلاً – فسألت عنه بعض شيوخ الدين في السودان، وكانت الإجابات متطابقة جداً ومُحبِطَة جداً في آنٍ معاً “إن هذا شأن قد خص الله به الأنبياء وهو لم يقل بتعميمه”. بصراحة لم تقنعني فلسفة الإجابات، ووجدتني أميل إلى منطق د. “كيالي”، لكنني – مع ذلك – آثرتُ الصمت..!

صحيفة الانتباهة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى