السياسة السودانية

موكب الكرامة .. رسالة أولى يعقبها المزيد

[ad_1]

من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
فشكر الله لكم جميعا يا من غبرتم أرجلكم في سبيل الله لتبقى كلمة الله هي العليا ، وليبقى صوت الحق مجلجلا ومزلزلا يهز اركان أصحاب المشروع العلماني ومن يقف خلفه من العملاء وداعميهم الإقليميين الدوليين ..
لقد اوصلتم رسالتكم واضحة لا غباش فيها لكل الفاعلين واللاعبين السياسيين في الداخل والخارج ، وألقيتم حجرا في بركة كان يعلوها ضجيج وصخب أقلية من احزاب قحط ونعيق قطيعها المنساق وراءها بلا هدى ولا كتاب منير ، استطاع هذا الحجر ان يدوي عاليا ويحدث توازنا في ميزان القوة السياسية ، ويثبت للعالم أن السودان لا يمكن أن يحكم بغير دستور يجمع عليه شعبه ، ولا بغير حكومة وطنية تعبر عن إرادته الحرة ..
رحم الله كل من أراهم من نفسه قوة في هذا اليوم الذي هو بداية فعل سياسي سينتظم الساحة في مقبل الأيام ؛ مالم يتخذ الرئيس البرهان القرار الحاسم والصائب الذي يوحد كافة أهل السودان وليس تسوية ثنائية مع أقلية سياسية ..
سيكون منطق “الشارع” والميدان هو أحد المرتكزات التي ستفرض نفسها طالما أن قحت ومن وراءهم يراهنون أنهم يملكون الشارع ، وسيقف أبناء التيار الإسلامي والوطني العريض بكافة ألوان طيفهم السياسي والاجتماعي معبرين بقوة وعزيمة لا تلين عن قيم وموروثات وهوية هذا الشعب ..
شكرا لكم لأننا لم نرى في موكبكم المهيب غير علم السودان مرفوعاً شامخا وهتافا وطنياً داويا ، بعد أن سئمنا من رايات العهر الأخلاقي والشعارات الديوثة ، وأعلام الحركات المسلحة والمتمردة التي ظلت تستنزف دماء وموارد الوطن ، وأعلام أحزاب اليسار ، وغيرها من لافتات المجموعات المنحرفة بألون طيفها المعروفة ، وغيرهم من دعاة النسوية ومحاربة الأبوية والقوانين الاجتماعية..
شكرا لكم لأنكم خرجتم اليوم شيبا وشبابا رجالا ونساء تجسدون ملحمة وطنية تعكس عمق هذا الشعب الذي قدم دروس في التضحية والفداء منذ الثورة المهدية أول ثورة إسلامية في السودان الحديث وقطعت رأس غردون وحررت السودان من المستعمر الأجنبي ، لتقول للعالم أن السودان غير قابل للاحتلال ولا للانكسار والركوع الا لرب العالمين ، وان وكلاء السفارات وأجهزة المخابرات ليس لهم مكان في السودان الا إذا أعلنوا توبتهم واوفوا لهذا الوطن وشعبه ..
شكرا لانكم قلتوها واضحة .. أن من يريد أن يفرض على أهل السودان أجندة خارجية وقيما تخالف معتقداته ؛ سيواجه تيارا جارفا وجيشا عرمرما يمثل كافة مكونات التيار الإسلامي والوطني العريض الذي ينتمي إليه غالبية جماهير الشعب السوداني ..
لقد كان موكبكم حضاريا وسلميا بعيدا عن المهاترات والعنف والسلوكيات الشائهة مثل حصب الشرطة بالحجارة واستهداف القوات النظامية بالشتائم والاستفزاز ، ولم نر منكم تخريب للممتلكات العامة ولا خلع لأعمدة الكهرباء والانترلوك واللافتات ولا اغلاق للشوارع ولا تتريسها وتعطيل مصالح المواطنين ، ولا غير ذلك من مظاهر الانحلال ..
ثم ماذا بعد..
على البعثة الأممية التي جاءت على غفلة من الزمن في حقبة قحط المشؤومة عبر رئيس وزرائها الخائن المنبت عن هذا الوطن وشعبه الذي كان يتلقى هو وأعضاء مكتبه رواتبهم من الاتحاد الاوروبي وبريطانيا ، على هذه البعثة أن تعرف انها غير مرحب بها اطلاقا ، وعلى السيد البرهان قائد الجيش ان يطردها فورا ، وان يطهر ارض السودان من دنسها ، وأن يلتزم بتشكيل حكومة كفاءات وطنية انتقالية تعقبها انتخابات حرة نزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه ..
كلمة أخيرة ..
يا أحزاب الحرية والتغيير .. من الخير لكم ولهذا الوطن وشعبه أن تجلسوا في مائدة حوار وطني جامع وتسوية سياسية شاملة ، تعالوا الى كلمة سواء ضعوا ايديكم مع بقية مكونات المجتمع السوداني التي عبرت عنها مبادرة نداء أهل السودان ولينضم اليكم كل من لم ينضم ، لتسطروا جميعكم صفحة جديدة من تاريخ السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية ، ولتحقنوا دماء أبنائه الذين يموتون يوميا بسبب الفتن والصراعات السياسية والقبلية وغياب الأمن والاستقرار ، وبسبب الفقر والجوع والمرض والتردي الاقتصادي والخدمي وتعطل التعليم والتنمية..

د. عبد المحمود النور

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى