السياسة السودانية

مزمل ابو القاسم: عن بيان هارون

[ad_1]

بعد التأكيد على حق كل مواطن سوداني في أن يتمتع بكل الحقوق التي كفلتها له وثيقة الحقوق المدرجة في صلب الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد حالياً (المأخوذة بكاملها من دستور 2005 التي شارك طيف واسع من القوى السياسية السودانية في إقراره بما في ذلك الحركة الشعبية وحلفاؤها) ولكي نكون موضوعيين وعادلين ومنصفين ونقيم ما قاله المعتقل أحمد هارون ونعرف ما إذا كان سلبياً أم إيجابياً علينا أن نستعرضه بإيجاز:

1/ ذكر ابتداءً أنهم ظلوا داخل السجن بعد مرور تسعة أيام من لحظة اندلاع القتال في العاصمة، وسرد الظروف الاستثنائية القاسية التي دعتهم إلى مفارقة السجن بعد أكثر من أربع سنوات قضوها من الحبس (بلا محاكمة)، وتطرق لانفراط عقد الأمن وانعدام كل مقومات الحياة فيه من انقطاع تام للمياه والكهرباء والطعام والرعاية الصحية حتى لجرحى الأحداث.
2/ أكد أنهم وبرغم انفجار الأوضاع بخروج كل النزلاء من السجن يوم الأحد عنوة إلا أنهم ظلوا داخله حتى خلا من نزلائه وسجانيه فيما عدا قلة.

3/ ذكر أنهم غادروا السجن لموقع آخر تحت حراسة محدودة بناءً على طلب من إدارة السجن بعد أن انتظروا على أمل أن تتحصل على أمر قضائي بالإفراج المؤقت عنهم.
4/ ذكر أن الأحداث التي تمر بها البلاد أفرغت سجون العاصمة من نزلائها ومنعت سلطات إنفاذ القانون من ممارسة مهامها.

5/ ذكر أنهم اضطروا إلى مغادرة السجن لحماية أنفسهم وتعهدوا بالعودة للمثول أمام السلطة القضائية متى ما تمكنت من أداء مهامها.

6/ أعلن مساندتهم للقوات المسلحة في معركتها الحالية ودعا قوات الدعم السريع إلى الانخراط مع إخوتهم في الجيش وانتقد المشروع الشخصي والأسري لقيادة الدعم السريع.
انتهى الملخص ونسأل: ما العيب في ما قاله أحمد هارون؟

ما مناقصة وما أوجه السوء فيه؟
لماذا يحرم المواطن السوداني أحمد هارون من حقه الطبيعي والدستوري بل والإنساني في التعبير عن نفسه وإبداء رأيه؟

قبل أيام من الآن تعرض المحبوس توباك (حبيس سجن الهدى) إلى ظرف مماثل للذي حكاه المحبوس أحمد هارون ففعل الشيء نفسه وغادر السجن مكرهاً مع بقية النزلاء ثم خرج ليسرد الظروف التي دعته إلى مفارقة سجنه وأعلن استعداد للعودة إليه كي يمثل أمام القضاء متى ما أصبح ذلك متاحاً، وقوبل حديثه بإشادات واسعة من ذات الذين استنكروا حديث المحبوس أحمد هارون، فما سبب تباين المواقف بين هذا وذاك؟

ولِمَ الكيل بمكيالين في موقف واحد؟
لا أمتلك ضغينة ضد توباك، وليست صلة شخصية ولا رابط سياسي ولا تنظيمي مع أحمد هارون وأكتب من منطلق (الحق أحق أن يتبع) ليس إلا.
عيب على دعاة الحريات أن يسعوا إلى تكميم الأفواه وحرمان الناس من حقهم الدستوري في حرية التعبير، وليس مقبولاً منهم أن يطففوا الميزان في ما لا يقبل التطفيف.

مزمل ابو القاسم

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى