السياسة السودانية

محمد يوسف: علمتني التجارة – النيلين

[ad_1]

علمتني التجارة ٣
صرت من كبار تجار سوق اللفة في المغالق اشتري من الموردين مباشرة بأقل الأسعار و بآجال مريحة و كنت انافس تجار السجانة في الأسعار خصوصا الأخشاب بأنواعها المختلفة.
في العام ٢٠٠٩ ركزت اهتمامي بالجامعة بحسبان أن تجارتي مستقرة.
فزادت ساعات تدريسي و قل وجودي بالمحل و كان لدي الكثير من المخازن و تعاملات كبيرة رويدا أصبحت احس بصعوبة في سداد الالتزامات ظننته ركوض عابر سرعان ما يزول و لكن أصبح الوضع اكثر صعوبة.
لذا قررت أن اقوم بعملية الجرد السنوية مستقلا نهاية السمستر.
بعد الجرد تبين لي انني غارق في خسارة كبيرة كانت الالتزامات حوالي ٤٠٠ الف ج في أواخر العام ٢٠١٠م و جملة البضاعة و الديون المضمونة ١٣٥ الف ج.
لقد كان بلاءا كبيرا ان يضيع مجهود سنوات من التعب و البذل و العطاء توجهت لله و انا أدرك المؤمن أمره كله خير.
و بدأت افكر فيما أفعله كانت الاستمرارية حينها تعني مزيد من الخسارة. قبل أن أعرف اني خسران كان بامكاني الاستدانة اما بعد أن أدركت خسارتي حينها الاستدانة تعني أن آخذ مال فلان لاعطيه علان و الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن من اخذ مالا يريد أداءه أدى الله عنه و من أخذه يريد اتلافه اتلفه الله.
فما الذي يتوجب علي فعله هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة ان شاء الله
#علمتني_التجارة

علمتني التجارة ٤
كان موقفا صعبا فقد كنت المسؤول عن الأسرة الكبيرة و ليس هناك من يمكنه مساعدتي في مبلغ كهذا.
استخرت كثيرا أخبرت اسرتي و أصدقائي كان الخبر صاعقا لن أنسى امي و زوجتي و هن يبكين جزعا و يدعوان الله جزعا أن يصبرني فارد عليهما انا صابر ربنا اصبركم. اما ابي كعادته رجل له ثبات عجيب.
و جلست مع مجموعة من اصدقائي التجار فكان اقتراح بعضهم أن اختفي حتى تتم تسوية مع التجار لأتجنب السجن و لكني رفضت هذا المقترح فليس من المروءة الهرب فالسجن احب الي من سلوك الغدر و الخيانة.
كان في هذه الجلسات احد الاخوان من جهاز الأمن فاقترح علي أن نستعين برفقة الزمن الجميل و لكني رفضت هذا الأمر فلم تكن مجاهداتنا لنيل حظ من الدنيا و قررت مواجهة مشكلتي بنفسي فما حك جلدك مثل ظفرك فتولى جميع امرك.
جلست مع ابني يوسف و اخته تسنيم تقبلها الله قبولا حسنا و أخبرتهم بالحاصل ليعلموا أن ما حدث هو شئ عادي في عالم التجارة و أن اباهم ليس لص او محتال فقد كنت أدرك حينها اني معرض للسجن في أحسن الأحوال فالدين موزع بين حوالي عشرين تاجر يستحيل أن يوافقوا على تسوية جميعا.
رغم الهم و الغم كنت احسن الظن بالله امر المؤمن كله خير و ما حرمني الله من شئ إلا ليخلف لي خيرا منه. اصلي صلاة الحاجة و استخير في كل لحظة و امر.
كانت هناك ترتيبات لا بد منها قبل أن ابدأ في تصفية تجارتي.
أن شاء الله نتطرق لها في الحلقة القادمة
#علمتني_التجارة

علمتني التجارة ٥
عندما جردت المحل كان بعد وضع امتحانات السمستر قمت بوضع الاجوبة النموذجية للامتحانات و سلمتها لاستاذي و صديقي لدكتور أبكر ذهبت لكلية العلوم و قابلت العميد و حينها كانت بروف سمية ابو كشوة شرحت لها وضعي و قلت له إذا سمعتم بي في السجن فأنا لست محتال فقالت لي عادي و طلبت منها أن تعفيني من مراقبة الامتحانات فوجهتني لبروف مها الكردفاني لم اذهب مباشرة لها كان لدي غرض قمت به و عندما ذهبت لبروف مها أخبرتها بإستئذاني من المراقبة و لكنها تحججت بأن الجدول قد نزل و علي أن ابحث عن بديل يراقب عني. في تلك اللحظة أقبلت بروف سمية و قالت لها قد تحصلنا على قاعتين في الآداب و سنعد جدولا عندها نظرت لها خلاص كده الحمد لله غرضي مقضي.
بحثت في كتب الفقه و وجدت نماذج لصحابة اعسروا فكانت المعالجة أن أمرهم رسول الله بدفع شطر و امر الدائنين بأعفاء الشطر الاخر و جلست مع بعض العلماء الثقة لضمان سلامة موقفي أمام الله.
كان الدين ٤٠٠ و البضاعة ١٣٥ و لدي دفار و ارض بها دواجن قدرتها ب ١٣٠ الف ج يصبح لدي الثلثان و العجز هو الثلث.
فكانت خطتي أن اجلس مع التجار اشرح لهم الوضع و من يوافق على التسوية اسلمه بضاعة بقيمة الثلثين و يعفي الثلث.
كانت الديون موزعة على حوالي ٢٠ تاجر و لكن واحد منهم كان ماله يساوي نصف الدين حوالي ٢٠٠ الف ج حينها.
و كان أول من أخبرته في الحلقة القادمة سأحدثكم عن ملحمة الدين بين الصد و الرد
#علمتني_التجارة

علمتني التجارة ٦
اول خطوات اجتياز المحنة الاستعانة بالله و الرضاء بقضائه ثم الصدق مع الجميع ابتداء من الأسرة التي وفرت لي الدعم المعنوي و الدعوات الصادقة.
بدأت بصاحب الدين الأكبر قابلت مدير اعماله قصصت عليه الحاصل كانت بمثابة صدمة له و لكنه أخبرني انه لا يريد بضاعة و بالتالي أصبح حله من عائد بيع الدفار و أرض اقفاص الدواجن.
و قد وفر خياره سعة لي في التوصل لحلول ما باقي الدائنين.
ذهبت إلى التاجر الثاني صليت معه الصبح في المسجد بالصحافة و بعد حلقة التلاوة أخبرته بالحاصل و لم يكن مبلغه كبيرا فطلبت منه أن يعفيه فعفاه جزاه الله خيرا و طمعت ان يذهب معي لاحد التجار و لكنه اعتذر.
ان تكون وحدك تطوف على التجار تجربة صعبة فقد ذهبت إلى تجار في المنطقة مجموعة من الشباب رغم ان طبعهم به صعوبة أخبرتهم بالحاصل توقعت منهم أسوأ تصرف لطبعهم و لان بضاعتهم لم يمضي اسبوع على أخذها منهم كانت قيمتها عشرة الف ج او عشرة مليون لا أذكر على وجه الدقة هل الديون ٤٠٠ الف ج ام ٤٠٠ مليون ج المهم اتهموني بأني اخذت البضاعة لاحل منها الناس و لكن دافعت عن نفسي اني عندما اخذت البضاعة لم أكن أعلم بعجز المحل اولا ثانيا لو أردت أن احل الناس منكم لاخذت بضاعة بمائة الف و ليس عشرة الف فقط.
فصدقوا حديثي و تحركوا معي للمحل ليسحبوا بضاعة بقيمة ثلثي استحقاقهم و عفوا الثلث لوجه الله.
هناك في المحل كان ينتظرني ثاني داين من حيث كبر المبلغ
لقد كان من أصعب المواقف سأحكيه في الحلقة القادمة

محمد يوسف

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى