السياسة السودانية

محمد أحمد الكباشي يكتب: القضارف.. فشل التعليم

تبقت ايام قلائل لانطلاقة العام الدراسي بكل ولايات البلاد، وكالعادة تبدأ جهات الاختصاص والمعنيين بالتعليم في ترتيب البيت واعادة تأهيله يوم (الوقفة) وليس مع نهاية العام الدراسي، والواقع يؤكد ذلك، وقد زادت الامطار والسيول التي اجتاحت انحاء واسعة من البلاد الطين بلة، هذا اضافة الى تردي البيئة المدرسية وكل قضايا التعليم بدءاً بالبنيات التحتية وانتهاءً باعلان النتيجة. وكأنموذج هنا نشير الى نتيجة ولاية القضارف التي جاءت مخيبة للآمال واصابت مجتمع الولاية باحباط شديد، وان كانت لهذه النتيجة عوامل ومسببات عدة افضت الى تراجع كبير في نسبة النجاح للتلاميذ الجالسين للامتحانات الذين بلغ عددهم نحو 48 الف تلميذ وتلميذة ونجح منهم 17 ألفاً، وتم قبولهم في المرحلة الثانوية، وبلغت نسبة النجاح 57% بزيادة 1% فقط عن العام الماضي، بينما رسب اكثر من 27 الف تلميذ ينتظرون حظهم للحاق بزملائهم في الامتحانات البديلة الملاحق، بعد قرار عودة المرحلة المتوسطة، من خلال تلك النتيجة التي لم ترض المدير العام واداراته، قياساً بالجهد المبذول في ترقية وتجويد العملية التربوية والتعليمية وزيادة التحصيل الأكاديمي وتجاوز التحديات الاقتصادية والازمات الصحية التي تمر بالبلاد، فقد نجحت وزارة التربية في رسم خريطة الطريق نحو بلوغ الغايات، وظهر ذلك جلياً في تقدم وتفوق بعض المحليات في امتحان الشهادة للإساس، واعني المحليات البعيدة عن حاضرة الولاية. ومن المؤكد ان هناك بعض المحليات قد تأثرت بالصراع الدائر الآن المخطط له الذي تقوده مجموعة من المعلمين وبعض مديري الادارات في الوزارة، وليته كان صراعاً من أجل قضايا التعليم ومصلحة التحصيل العلمي بتلك المحليات، بل هو صراع بائس ومحاولة من قبل مجموعة صغيرة لافشال واسقاط المدير العام للوزارة عبد الوهاب ابراهيم عوض، بزعم انه لا يمثل جسم المعلمين، وتجاهل من يقودون الصراع ان وظيفة مدير عام الوزارة تنفيذية في المقام الاول، وتم تعيينه في ظروف استثنائية تمر بها البلاد والقضارف ليست بمعزل عنها، كما فات على هؤلاء ان الخاسر الاول في هذا الصراع التلاميذ. ولعل النتيجة التي خرجت بها الوزارة تؤكد ذلك، والا كيف تم وضع امتحان شهادة الأساس بطريقة ورؤية تعمل على عدم قدرة التلاميذ على فهم واستيعاب وحل الامتحانات؟ وهل تضمنت بعض الاوراق اسئلة من خارج المقرر؟ وهنا تدور عدة تساؤلات عن الدور الغائب لإدارة المناهج ببخت الرضا التي من مسؤوليتها مراجعة ومعاينة الامتحان والاطلاع والوقوف عليه وإبداء الرأي الفني ومن ثم إجازته والموافقة على قبوله كامتحان لشهادة الأساس، وكل ذلك لم يتم، وغاب دور بخت الرضا، واصبح مصير اكثر من سبعة وعشرين الف تلميذ وتلميذة مرهوناً بصراعات المعلمين وادارات الوزارة تجاه المدير العام ومحاولة ابعاده.
وهذا الفشل الكبير في نتيجة امتحان الاساس يجب ألا يمر مرور الكرام، وهنا لا بد ان يتدخل والي الولاية محمد عبد الرحمن من منطلق مسؤوليته المباشرة، والكشف عن اسباب ومسببات تراجع نتيجة الاساس، وقبل ذلك لا بد من قيام ورشة حول قضايا التعليم يتحدث فيها خبراء في مجال التعليم، ولكن بالضرورة ان تبتعد العملية التعليمية عن اي صراع لا يصب في مصلحتها، بل يعمل على تدمير التعليم.
خارج النص:
هل تكون أبو زبد الاخيرة.. الصراعات القبلية الى اين؟

صحيفة الانتباهة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى