السياسة السودانية

محاولة إنتاج سردية الحرب كيف تروج لها CNN !

[ad_1]

قرأت بتمعن التقرير الذي أعدته ال(CNN) وجاء بعنوان : Exclusive: Ukraine’s special services ‘likely’ behind strikes on Wagner-backed forces in Sudan, a Ukrainian military source says

يستند هذا التقرير في حجته على بعض الافادات التي بدأها بأن أوكرانيا قد بدأت في ضرب المصالح الروسية/ فاغنر في السودان، من خلال ظهور تقنيات عسكرية أوكرانية، في العمليات العسكرية السودانية، ويعود إلى مسألة، الطائرات المسيرة الإنتحارية التي استخدمها الجيش في معارك المهندسين/ كبري شمبات / شرق النيل، ولم أتحقق بعد إن كان الجيش قد استخدمها في معارك القيادة، لكن حسب مصادر ميدانية، فإنها قد يرجح استخدامها في شارع المطار(المحور الجنوبي) من القيادة.

ظهرت الطائرات المسيرة سواء الإنتحارية أو الموجهة في نهاية الشهر الثاني بعد الانتشار العسكري للدعم السريع، وتم استخدامها بشكل مكثف حينها، وكانت هناك طائرات مسيرة بأغراض التصوير و الرصد، خصوصا في أعمال كتيبة البراء بن مالك، حسب الصفحات والأخبار الإعلامية، الا أنه ميدانيا، لا يمكن أن نفرق بين ما يقوم به الجيش وما تقوم به كتائب الإسناد والإحتياط للقوات المسلحة.

بالعودة إلى مسألة الطائرات الإنتحارية، فإنها تقنية تظهر لأول مرة في الحروب الإفريقية،وهذه معلومة موردة في التقرير الا انها لا تفيد او لا تربط ما بين الحجة الأساسية وبين أن السودان فعليا مطور لهذه التقنية من خلال، ذراعه الحربي للصناعة العسكرية، والتي تسمى منظومة الصناعات الدفاعية. كما أنها لا تدعم اي وجود أوكراني في السودان.

معدات روسية عسكرية :
حسب مصادر هندسية سابقة في المنظومة فإن الجزء الكبير منها والخاص بتقنيات الطيران الحربي و الاستطلاعي لا يزال بعيدا عن ساحة المعارك العسكرية، وهو يؤدي عمله بقدرة كبيرة بالرغم من خسارة المنظومة لمصانع مختلفة داخل بعض المحاور العسكرية، يأتي على رأسها اليرموك، و مجمع جياد الذي له صناعات شبه عسكرية، لكن لا يعتبر حربي.

للتقرير حجة مضمرة مسبقا وهي أن روسيا هي فاغنر وفاغنر هي روسيا بالنسبة للحكومة السودانية، وهو أمر ظلت القناة تروج له، لكن بالنسبة للحكومة السودانية وخصوصا وزارة الدفاع في معظم التسليح العسكري السوداني روسي وهذا يعود الى بداية استقلال السودان، ومن ثم الستينات، لتقطع في السبعينات ومن ثم تطور في بداية الإنقاذ و تكون في قمتها خلال بداية الألفية. إبان حقبة بكري حسن صالح، ولتصبح أقوى في فترة عبد الرحيم محمد حسين.

وللمعلومية فإن أكبر طيران مدني روسي يعمل في جوانب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة يوجد داخل السودان، بجانب الطائرات العسكرية المقاتلة تحتل روسيا المرتبة الاولى في السودان لتأتي الصين بعدها.

وبحسب التقرير فإن المصادر العسكرية السودانية استبعدت ان يكون أوكرانيا مشاركة في اي عملية عسكرية في السودان، فيما كان الناطق الرسمي للجيش السوداني، قد نفى ان يكون هناك اي مهندسين غير سودانيين يشتغلون في قاعدة وادي سيدنا، ردا على خبر قناة العربية الحدث الشهر الماضي، التي قالت ان هناك مهندسيين اوكرانيين قد دخلو قاعدة وادي سيدنا!
قطاع هندسي متقدم :

خلال حقبة الإنقاذ تطور قطاع الصناعات الدفاعية، والسبب يعود الى سياسات الإنقاذ التي أدت الى فرض حظر واسع على قطاعات الصناعة و الزراعة و الصناعات الدفاعية، والسبب حقبتها الأولى، التي فرضت عليها العقوبات، ورغم تحسين هذا الموقف في بداية الألفية مع الولايات المتحدة، أو بالنسبة للولايات المتحدة، الا أنها لم تنتهج موقف إيجابي. مما جعل الحكومة تبدأ في توفير بدائل بناء على ماهو متاح بعيدا عن الأعين الأمريكية.

بدأت مسيرة التصنيع الحربي (منظومة الصناعات الدفاعية لاحقا) في بداية الأمر عام 1959م، وكانت منطقة الشجرة العسكرية، هي أولى العتبات، لكن كان القفذة الفنية ما بين العام 1994م والعام 2005م حيث تم بموجب قرار رئاسي تكوين هيئة التصنيع الحربي، وتوالت المجمعات الصناعية حتى جاء العام 2005 حيث تم افتتاح (ساك) وهي اختصار ل(مجمع الصافات للطيران) والذي يعتبر العمود الفقري للقوات الجوية السودانية.

في العام 2008 في عرض عسكري ضخم قام به الرئيس المعزول عمر حسن أحمد ىالبشير، بينما كانت ضجة دخول ام درمان من قبل العدل و المساواة، والمحكمة الجنائية، ظهرت العديد من الطائرات المعدلة وأيضا سوخوي- سو 25، بجانب الدبابة الزبير المعدلة، وكما قال دبلوماسيون حينها إلتقيت ببعضهم على هوامش بعض المؤتمرات، أن هناك أسلحة معدلة من روسيا و إيران، وأيضا كوريا، وأخرى لم يشاهدوها في دولهم.

المسيرات تاريخ قريب :
في قاعدة المعاقيل قبيل الحرب وعد القائد العام عبد الفتاح البرهان بعض جنوده ان الجيش سيمتلك قريبا طائرات مسيرة كجزء من تطوير الجيش ورفع مقدراته، حدثتني حينها صحفية فرنسية، عما اذا كان السودان يمتلك أي طائرات مسيرة، ذكرت لها أن السودان يمتلك طائرات مسيرة.

فقد نشرت مصادر عسكرية صينية أن السودان حصل على طائرات بدون طيار من نوع CH-5 Rainbow التي تنتجها شركة “الشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء” CASC وكان ذلك إبان الحرب السودانية – الإثيوبية.

في بداية الحرب كنت شهود عيان على الطائرات المسيرة (زاجل3) والتي تصنع وفق مقدرات عسكرية سودانية خالصة تم تطويرها من خلال العلاقات السودانية الروسية و الصينية، ويتم صناعتها في صافات أيضا التي لم يمتد لها أي اعمال عسكرية تخريبية.

وفي مقابلة مع موقع (Military IQ) ، صلاح عبد الخالق أن القوات الجوية السودانية تستخدم أنظمة “CH-3 وCH-4” الصينية. وهي أنظمة لطائرات مسيرة تم استقدامها من الصين أثناء فترة حكم الرئيس السوداني المعزول، مما يعني أن تقنيات الجيش الحالية شبه صينية مالم تعدل المنظومة تقنيات عملها.

سرديات الحرب:
أظن ما قدمته CNN جزء من سرديات حول الحرب تحاول صناعة رأي من حيثيات ضعيفة وغير مضبوطة والسبب أن التقرير يستند على حجج هشة تعمل على صناعة رأي عام قد يكون هناك تيارات داخلية مستفيدة منها إلا أنها لا تقدم الحجج بطريقة يمكننا من خلالها الوثوق بها فعلا، وهذا لا ينفي أن الدعم السريع يستخدم مرتزقة أجانب، بمن فيهم روس أو اوكرانيين او حتى جنسيات افريقية، ففي النهاية نشاط هذه الميليشيا عبارة عن شركة أمنية.

وللاسف يتعامل الرأي العام السوداني، مع كل شيء مكتوب باللغة الإنجليزية بشكل قاطع ونحن في الأساس نعاني من بيئة فقيرة في الصحافة والتقصي وتصدق كل شيء بسذاجة مرعبة، لذلك قمت بكتابة هذه الأسطر من أجل الفهم ومحاولة المعرفة.

حسان الناصر

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى