السياسة السودانية

ليتهم عطلوكم .. ليتهم أطلقوا الرصاصة الأولى في الخرطوم !

▪️ في الماضي القريب كانت أحزاب قحت تقول للناس إن معاناتهم المتضاعفة، وما حدث من توقف التنمية وتدهور الخدمات في فترة حكمهم ليس نتيجة لروشتتهم الاقتصادية القاسية وفشلهم وقلة كفاءتهم، وإنما نتيجة “تعطيل” الكيزان لسياستهم الاقتصادية، ومع ذلك لم يشيروا إلى تعطيل محدد لتنفيذ أي بند من بنود سياستهم .

▪️ لا أحد يملك إجابة واضحة و”دوغرية” للسؤال : كيف أصلاً يؤدي تعطيل سياسات تقوم على رفع الدعم ومضاعفة الضرائب والجمارك والرسوم إلى مضاعفة المعاناة ؟ .. ما دامت قحت كانت، قبل الحكم، تعارض هذه الروشتة، وتعد بسياسات معاكسة ترفع المعاناة، فليته كان هناك “معطِّل” حقيقي أكثر منها التزاماً بوعدها وله قوة تحدي سياسات الحكومة، ويتمكن من تعطيل زيادات الأسعار والجمارك والضرائب والرسوم، وسائر بنود الروشتة، هذا المعطِّل، إن وُجِد ، لا حمدوك، كان هو الأحق بالشكر !

▪️ الآن يقدمون خدمة توفير الشماعة لحليفهم المتمرد، وبتشابه يكاد يصل إلى درجة التطابق مع فكرة شماعتهم القديمة، فهم يعفون الدعم السريع من أكثر المسؤولية، ويقولون للناس إن ما تتعرضون له من قتل وخطف ونهب واحتلال منازل واغتصاب .. إلخ، ليس حرباً مقصودة عليكم من الدعم السريع، وإنما هو آثار جانبية للحرب، والدعم السريع قد يُلام على بعض التجاوزات لكن ليس على الحرب، فهذه لها مدان جاهز يُستَدعَى في كل كارثة، وهو ( الطرف الثالث) خرافي القدرات !

▪️ ما دامت قناعتي أن غزوة مروي تمثل شروعاً في الانقلاب، وأن الدعم السريع ما كان ليردعه شيء عن إكماله، فعن نفسي أقول : ليت الجيش كان فعلاً في حالة تأهب قصوى، واستبق ساعة صفر الانقلابيين، وقام باحتجاز عدد من قادة الدعم السريع، وأسر قواتهم الموجودة في القصر والإذاعة والتلفزبون والقيادة وغيرها، باختصار أقول : ليت الجيش كان صاحب رصاصات الردع الأولى ولم يُباغَت في الخرطوم بعد أن بوغت في مروي، فأرواح كثيرة كانت قد حُفِظت، وتخريب كثير قد عُطِّل، ونهب كثير قد مُنِع، وهزيمة أسرع للمتمردين قد تحققت .

إبراهيم عثمان


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى