السياسة السودانية

قتال الحركة الشعبية في جنوب كردفان،، التوقيت غير “حلو”

[ad_1]

خوف ورعب وهلع هستيري ضرب اليوم مدينة كادقلي، حاضرة ولاية جنوب كردفان، ودفع المواطنين القاطنين في الأحياء الشرقية في “حجر المك ” إلى مغادرة منازلهم والتوجه إلى أماكن آمنة داخل المدينة، ومنهم من فكَّر جدياً في النزوح إلى مناطق ومدن أخرى، فيما صمدت الأحياء المجاورة لرئاسة الفرقة الرابعة عشرة مشاه في الاتجاه الجنوبي الشرقي في وجه الهجوم المفاجيء لقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو، التي قامت بتدوين مدينة كادقلي بشكل مستمر من الصباح، ودخلت في اشتباكات مع الجيش الذي يحاول التصدي لهذا الهجوم المباغت الذي راح ضحيته عدد من الأطفال.

استهداف الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو لمدينة كادقلي يأتي بُعيد سويعات من هجوم نشته الحركة على حامية دلاَّمي العسكرية الاستراتيجية الواقعة جنوب شرقي مدينة الدلنج، حيث دارت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش وقوات الحركة لثلاثة أيام حسوما، خلّفت وراءها حالات نزوح كبيرة وسط المواطنين، وكانت الحركة الشعبية قد احتلت من قبل مدينة الكُرْقُل وقطعت الطريق الرئيس الرابط بين مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان وبقية المناطق الواقع شمالاً بما فيها مدينة الدلنج والأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، الأمر الذي انعكس سلباً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات الضرورية للمواطنين في مدينة كادقلي.

التحركات العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو في ولاية جنوب كردفان، بدأت منذ شهر يونيو 2023م، أي بعد أسابيع قليلة من اندلاع حرب الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، وكأني بالحركة الشعبية قد استغلت انشغال الجيش بحربه مع مليشيا الجنجويد، وحاولت إعادة انتشار قواتها والتمدد في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية، ضاربة باتفاق وقف النار عرض الحائط.

قطعاً دخول قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو خط النار في جنوب كردفان، في هذا التوقيت الذي تخوض فيه القوات المسلحة السودانية معركة الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع، أثار حفيظة الجيش الذي اتهم الحركة الشعبية بخيانة العهد والأمانة وخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ظل يتجدد بشكل تلقائي ومستمر بين الطرفين، أملاً منهما في تطوير العمليات العسكرية وتحريكها بتوافق سياسي على طاولة المفاوضات ينتهي بالتوقيع على اتفاق سلام شامل ومستدام.

طوال فترة التزام الجيش والحركة الشعبية بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، نعِمَ مواطنو جنوب كردفان بسلام وأمن واستقرار ( معقول)، تناسوا خلاله بعضاً من مرارات الحرب، وأوجاعها المؤلمة، وشيَّدوا قرىً للتواصل الاجتماعي، وفتحوا أسواقاً للتبادل التجاري بين مناطق سيطرة الحكومة والحركة الشعبية، ورقصوا على أنغام التعايش السلمي، وأعادوا ساعة التقاليد النبيلة إلى الوراء، فمارسوا إرثهم القديم المتكيء على ثقافة الأسبار والصراع وألعاب الكِرانق والكَمبَلا والمردوم والدَّرَمَلي.

واقع فتح شهية أبناء المنطقة ممن نزحوا أبان فترة الحرب، أو أؤلئك الذين هاجروا إلى خارج السودان، للتفكير الجاد من أجل العودة النهائية إلى مناطقهم وإعمارها والاستمتاع بطقس استقرارها، وليس أدلّ من ذلك ما حدث عندما اندلعت الحرب الجارية حالياً بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الجنجويد، بنزوح الكثيرين من أبناء جنوب كردفان ومغادرتهم الخرطوم ميممين وجوههم شطر قراهم ومدنهم، طمعاً في أحضانها الآمنة.

لقد وقع هجوم الحركة الشعبية لتحرير السودان على ولاية جنوب كردفان خلال هذه الفترة، كالصاعقة على مواطني المنطقة الذين ارتسمت على مُحيّاهم عدة تساولات، وخاصة أؤلئك الذين يؤمنون بمنفستو الحركة الشعبية، وتعتمل في دواخلهم وشائج انتماء وجداني لأطروحة الحركة ككيان سياسي ينحاز لقضايا الجماهير ويرفض كل أنواع العنف والقهر ويحرص على تقوية وتعزيز أواصر التعايش السلمي والتصالحات ورتق النسيج الاجتماعي، وبناء المؤسسات الحاكمة والداعمة لبرامج مكافحة الصراعات والتصادم والنزاعات.

لماذا حددت الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو هذا التوقيت لتفتح نيرانها على مناطق سيطرة الحكومة في جنوب كردفان؟ هل من تنسيق بين الحركة الشعبية وميليشيا الجنجويد؟ وهل تتوافق العقيدة السياسية والفكرية وحتى الاجتماعية بين الحركة الشعبية وميليشيا الجنجويد ليتفقا على حد أدنى يشعلان بموجبه حريق هذه الزعزعة في نفوس مواطني جنوب كردفان المغلوب على أمرهم والذين ظلوا ضحايا دائمين لكل حالات الاختلاف والحماقات التي تقع بين النخب السياسية والجنرالات العسكرية؟

لهفي على جنوب كردفان وما حفلت وحلَّ بأهلها الذين يبدو أنه قد كُتبت عليكم المعاناة، وضُربت عليكم الذلة والمسكنة واستمرار العُسْرُ والبُؤْس والفقر والجوع والمرض، فهم ليسوا بمأمنٍ أبداً، سواءاً كان ذلك تهميشاً تحت مظلة حكم ديمقراطي أو قهراً وتخويفاً تحت وطأة حكم عسكري، هو واقعٌ ظلت تعيشه جنوب كردفان لا تستثني في ذلك حالة سلم أو حرب، فلكم الله أيها الصامدون، واصبروا إن الله مع الصابرين.

*إسماعيل جبريل تيسو *
اسماعيل تيسو

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى