السياسة السودانية

محمد عبدالقادر: (جنجويد قحاتة) … الفضائح و(الشينة المنكورة)

بعد جريمة قتل والي غرب دارفور اللواء خميس ابكر ب(دم بارد) من قبل مليشيا الدعم السريع التى مازالت تدعي انها تقاتل لاعادة الديمقراطية لم يعد هنالك ما يجعل المناصرون والخونة وعملاء المرحلة يقفون ضد الجيش او يلتزمون مبدا الحياد ويساوون بين الدولة والتمرد ، والجلاد والضحية.

لم يترك الدعامة جريمة الا واقترفوها ولا فظائع الا ارتكبوها، قتلوا وسرقوا ونهبوا وانتهكوا الاعراض فعلوا ( السبعة وذمتا) وجاؤوا بكل فعل مناف للاخلاق والقيم والعادات السودانية السمحة ومازالوا يعيسون فسادا فى الخرطوم والجنينة.

وبالرغم من ذلك مازال البعض ممن كنا نتوسم فيهم الخير يمارسون الصمت المخزي، وليتهم اكتفوا بذلك ولكنهم وقفوا ضد الجيش عيانا بيانا وانحازوا للمرتزقة بصورة سافرة ومخزية ستورثهم لعنات الشعب السوداني الي يوم الدين.. نحالف ،(القحاتة والجنجويد) فعل اسوأ ما يمكن ان يحدث للسودان الى يوم الدين.

هل تصدق عزيزي القارئ ان حزب الامة القومى الذي ظل يردد عندما هاجم المتمردون دوره ومنزل امامه انها قوة ( تزعم ) انتماءها للدعم السريع، قال فى نعيه لخميس ابكر والي غرب دارفور امس بواسطة متمردي الدعم السريع انها ( قوة مسلحة)، اي خزي واي عار سيلاحق هذا الحزب الذى كان يقوده رجل المكرمات والمواقف والحكمة الامام الراحل الصادق المهدي، اي هوان وضعف يجعل حزب مثل ( الامة) يستنكف عن قولة حق امام تمرد ظالم يقتل ويغتصب ويسرق وينهب ، (على كل حال يا ناس حزب الامة الفيكم اتعرفت، اللهم اجرنا فى مصيبتنا فيكم، واخلف على السودان الاخير والابرك، قلتو لي مجموعة مسلحة).

المحير فى الامر انه حتى المليشيا المتمردة لم تخجل من فعلتها التى وثقت لها بالصوت والصورة وهي تقتل والي غرب دارفور فلماذا يتوارى حزب الامة خلف التمويه وينكر اسناد هذه الجريمة النكراء لمقترفها الدعم السريع..

الغريب ان الدعم السريع اصدر قبل جريمته النكراء بثلاثة ايام بيانا مضحكا اكد فيه ان قواته تعمل من اجل استعادة الديمقراطية لا زعزة المواطن، واضاف ان ( الخونة الهاربين ممن تخاذلوا عن الاهداف والغايات لايمثلون الدعم السريع بل هم مجموعات متفلتة ومحددة من المتفلتين فقدنا السيطرة عليهم وهم من قبيلة معينة) .. ويقول البيان الذى يعج بالخطاء الاملائية ( ظل منتسبوا هذه القبيلة يقومون بسرقة ونهب ممتلكان المواطنين وترويعهم) المضحك المبكي ان البيان يؤكد ان (هؤلاء الخونة والمتخاذلين المدفوعين من الكيزان والفلول سوف ينالهم القصاصالعادل عاجلا ام اجلا).. انتهي البيان الفضيحة الذى يفترض ان السودانيين شعب من السذج والبسطاء..

الشاهد عندنا ان الدعم السريع فى بيانه يعترف بما اتت به قواته ويحاول عبثا التنصل والتبرؤ منن جرائم موثقة بالفيديو والصوت والصورة يشهد عليها كل العالم ، جرائم دارت تفاصيلها داخل كل بيت سوداني حاول ان يعلقها فى شماعته الجاهزة ، الكيزان والفلول، ويشهد الشعب السوداني انه وطيلة مدة حكم هؤلاء الذين عناهم والتى استمرت لثلاثين عاما لم يحدث مثل ما اقترفته مليشيا الدعم السريع فى يوم واحد.

ما يبعث على الغثيان من وضاعة احزاب القوى المدنية القحاتة ان الدعم السريع يعترف بجرائمه ويحاول التنصل عنها بشتي السبل الى ان جاءت فضيحة مقتل والي غرب دارفور لكنها مازالت ترى فيه كفيلا عسكريا قادرا على استعادة الديمقراطية وتحقيق الانتقال للحكم المدني، الدعم يعترف بفظائعه ويوثقها (والجماعة عاملين فيها ما شايفين) .

مازالت ردود الفعل المعبرة عن القوى المدنية ضعيفة لا تتناسب مع حجم الجرم الفظيع الذى اقترفته قوى الدعم السريع بحق والي قلب دارفور وهي تختطفه وتقتله دون ان يطرف لها جفن، ولاحول ولا قوة الا بالله…

اختشوا يا هؤلاء غادروا مربع الصمت والخزي والعار واخرجوا الى فضاء الوطن وتصالحوا مع الحقيقة والتزموا الصدق والاستقامة فى المواقف ، انحازوا فقط لمواطنيكم الذى احتل الدعم السريع منازلهم واغتصب حرائرهم وسرق مقدراتهم ووضعهم بين قوائم اللجوء والنزوح والقتل والدمار.

ما ظل يقترفه الدعم السريع فى الخرطوم وامتد امس الى الجنينة يتجاوز مرحلة جرائم الحرب او تلك التى يسمونها ضد الانسانية اننا بحاجة الى تعريف جديد لوصف ما بحدث الان بالخرطوم والجنينة.

محمد عبدالقادر


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى