السياسة السودانية

عمليات البعشوم الميدانية (1).. عملية “البئر” من داخل خطوط الدعم السريع الخلفية

عمليات البعشوم الميدانية (1)..
عملية “البئر” من داخل خطوط الدعم السريع الخلفية،
البئر في تلك المنطقة يجمعني مع الناس، مع الحيوانات ومع الجنجويد.
في صباح باكر سبقني إلي ذلك البئر فتى صغير يدفع بدرداقة، بعد أن القيت عليه السلام وصل تاتشر الجنجويد – يريدون الماء لبراميلهم -. نظرات الجنجويد العنصرية متجهة نحو فتى الدرداقة دون أي سبب سوى أن سحنته سحنة أبناء النوبة،
سأله الجنجويدي : “شغال شنو”
اجاب الفتى : “طالب”
الجنجويدي وبسرعة صفع الفتى على خده صفعة خاطفة، ثم كفكفه من التيشيرت
و قال:”هسي حلاقتك دي حلاقة طالب شكلك ده شكل طالب”
نظر نحوي الجنجويدي ومازال ممسكاً بعنق الفتى قائلاً: “ديل البسرقوكم ديل ازونا ازية نحن ما سراقين”. ثم واصل ثرثرته،
بعد أن ترك الفتى توقف لبرهة ناظراً لمشاهد الخراب والجثث
ليقول بعدها ساخراً : “يا حليل الخرطوم ! ، زمان كنا بنجيها شهر عسل… انا كنت من حرس الحدود، قبل 13 سنة شيخ موسى هلال قال لي الخرطوم حتبقى زي دارفور…”.
وجدت فيه ضالتي وقاطعته نحن كنا نريد ان تصبح دارفور مثل الخرطوم… قال لي الجنجويدي: “والله نحن ما عاوزين نحارب ولا بتاعين خراب..وحالياً امدادنا مقطوع من المنطقة الفلانية ضربونا فيها ضرب شديد، علشان كده جينا هنا و بنزاحمكم حتى في الموية”..
البرميل يأخذ وقتاً ليمتلئ وقت كافي لآخذ منه كل المعلومات التي أريد وقد كان.
أسرعت عائداً لمطابقة معلوماته بالمعلومات التي بحوزتي، معلومات تحصلت عليها من مصادري في المنطقة ومصادري داخل الدعم السريع وآخرى رصدتها بنفسي. بعد مطابقة وتحليل معلوماتي صارم،
حددت الاحداثيات بدقة، احداثيات يتواجد بها قائد ميداني من قيادات الجنجويد ومجموعة لا بأس بها من الدعامة،
كانت تلك الاحداثيات على بعد لا يتجاوز 700 متر من مكان تواجدي، ثم أرسلتها بأمان ومعها معلومات استخبارية أخرى إلي الجهات المختصة.
بعد ساعة ونصف اتت طائرة الاستطلاع لتجد ما رفعته لها مطابقاً لما ترصده و بالملي. لم يتأخر بعدها نسور الجو إلا ربع ساعة.. ليتم دك التاتشرات تباعاً وابادة كامل للقوة المرتكزة واصابة القائد الميداني اصابة خطيرة مُهلكة. دون وقوع اصابة واحدة في صف أي مدني.
ولو كانت هنالك اصابة في ذلك القصف لشخص غير الجنجويد لكان البعشوم هو المُصاب.

البعشوم


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى