السياسة السودانية

عادل عسوم: يقولون: شيخ أبحراز جيبوهو لي!

[ad_1]

كم تألمت وأنا اشاهد صدفة أغنية بهذا العنوان، وللأسف تبين لي بأنها ليست الوحيدة، انما تصاحبها أغنيات أخريات تسيدن الساحة في الفترة الأخيرة، يخلون جميعا عن كل ذرة ايجاب، قوامهن ايقاع يدفع بالشياطين إلى الراقصين تَؤُزُّهُمْ أَزًّا !

كلمات هذه الأغنيات تضج بالشرك بالله والعياذ بالله، والله تعالى لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء!
إنه المظهر السالب للتصوف يا أحباب.
ألا ترونه أضحى سيدا للحياة في السودان؟!…

وان كان من العدالة أن لا ننسى فضل جماعات تنسب إلى سياق التصوف كان لها الفضل في نشر الاسلام في السودان، نسأل الله لهم المثوبة وثبات الأجر؛ إلا إن أمثال هذه المظاهر السالبة للتصوف تهدم كل ذلك، بل تهدم المجتمع وتذوي به.

ولاغرو ان التصوف بمعناه الصحيح استشفافا للروحانيات في سمت الدين، والترقي (المنضبط) بالعبادات والذكر في عوالم الحب الالهي، ونشر التسامح بين العباد؛ لمقبول، بل ومندوب إليه، لكن
هل ما نراه في بلادنا الآن من سمتٍ لمظاهر وسلوكيات تنسب على عمومها إلى التصوف، هل تمثل الأسلام في شيء؟!
الاسلام الذي نعلم صلاحه لكل زمان ومكان؟!…
الاسلام الذي يستوعب الحياة كلها ويفضى بنا إلى الآخرة؟!
الاسلام الذي يتناغم مع العصر والعلم والمدنية والتحضر؟!

كم تحز في النفس تعابير ومصطلحات ومظاهر لا تمت لا للدين، ولا للوعي، ولا للمدنية في شئ، أضحت هي السمة التي تدمغ مجتمعنا السوداني!

ومايحز في النفس أكثر أنك قد تجدها لدى بعض من لا يفتقرون لعلم ولا لثقافة، ومنهم حملة دكتوراة!
صفات سالبة، وهي بلا جدال نتاج لتلك المظاهر السالبة للتصوف:
– السبهللية!
– انتفاء احترام المواعيد!
– عدم العناية بالمظهر العام!
– التسويف والمماطلة!
– جلد الذات!

– مانحسبه تواضعا، إذا به (دونية) بين سوانا من شعوب الأرض، حتى العلماء فينا اصبحت الثقة بأنفسهم -عندما يتواجدون بين الآخرين- تكاد تتلاشى!

– الجهل بأبسط قواعد الشعائر لأناس يجلس اليهم المريدون وهم في نظر الناس (غرقانون)!
– حتى الأمثال اصبحت عندنا تنهل من ذات المعين، فإذا بنا نقول:
(الجوهر ولا المظهر)!
أي جوهر ياهداك الله وقد اصبحنا أقل من حولنا -من الأفارقة والعرب- اهتماما بلبسنا وتعهدا لهندامنا، بل انتفت لدينا حتى ثقافة الطعام والتغذية؟!

أين نحن يا أحباب من مظاهر الاتيكيت والبريستيج في كل مايلينا خلال حراك حياتنا؟!
هل سألنا أنفسنا يوما لماذا يكاد ينعدم السودانيون في وظائف المضيفين والمضيفات في كل الأماكن والمرافق التي تحتاج إلى ذلك؟! تكاد لاتجد إلا قلة من شبابنا، والغالب شباب من جنسيات أخرى!
إنه أثر المظاهر السالبة للتصوف…

قال لي أحد الاتباع عندما ناقشته في معلومة خاطئة أخذها من شيخه وهو ينافحني ويحسب أنه سيفحمني بأحد الأمثال، فقال:
(من علمني حرفا صرت له عبدا)!

وعندما أوضحت له بأن المثل الذي قاله ليس صحيحا، والتصحيح له: أن (من علمني حرفا، صنت له عهدا)، وليس صرت له عبدا، فلم يقبل ذلك، ثم شرع يحدثني عن الآيات التي تحكي عن حال موسى عليه السلام مع العبد الصالح (الخضر) عليهما السلام، وذلك عندما خرق الخضر السفينة، ثم قتل الغلام، ثم بنى الحائط، وبدا لي جليا بأن شيخه قد دمغه (برمجه) بأن لايخطيء بين يديه ذات الخطأ الذي اقترفه (نبي الله) موسى عليه السلام عندما أمره بأن لايسأله عن شيء حتى يحدث له منه ذكرا!!!

لقد نلنا أستقلالنا منذ عام 1956، ومازلنا نراوح مكاننا من حيث التمدن والتحضر، إلا من ومضات هنا وهناك،

ليتنا نناقش ذلك بتؤدة فيها الافادة، ودونما استعصام بمصرور، أو تمترس بقناعات سابقة.
اللهم كن لهذا السودان وأهله وأقل عثراته، وارفع البلاء، اللهم اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

عادل عسوم

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى