السياسة السودانية

عادل عسوم: اليسار وانتفاء التصالح مع النفس

[ad_1]

بحمد الله فإن ظاهرة الالحاد في السودان-بما في ذلك شعار الشيوعية (لا إله والحياة مادة) المعلوم خلال الستينات والسبعينات-، يكاد التلاشي اليوم، وكثيرا ما تجد -الآن- من يقول لك بأنه شيوعي أو بعثي وقد تجده يصلي ويصوم وقد يحج، وإن سألته يردد لك المقولة (الخاطئة) التي يسعى الشيوعيون إلى ترسيخها في اذهان الناشئة -بالذات- وهي:

أنا لا أؤمن بالاسلام (السياسي)!
لقد فات على هذا أن الاسلام أساسه التوحيد ولا تبعيض البتة في الاسلام، وإن الله الذي شَرَّعَ لك للصلاة وبقية الشعائر هو ذات الله (الأحد الصمد) الذي شَرَّعَ لك في الاقتصاد والسياسة والاجتماع، ولايصح منك كمسلم الايمان ببعض الكتاب وترك بعضه:
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة 85.
وقال عز وجل: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر: 90 91.
فمن يقبل من الله الشعائر؛ عليه -كمسلم- القبول بتشريع الله في المال والاقتصاد والسياسة والاجتماع، فإن التوحيد الصحيح ليس مجرد القول: (لا إله إلا الله)، انما يلزم المسلم اليقين الراسخ بوحدانية الخالق (ربا وإلها)، اخباتا من القلب والعقل والوجدان لله، وجعلا لكل حراكه كمسلم لله:
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} الأنعام 162، 163.

والسياسة والاقتصاد كما الصلاة والنسك جزء لايتجزأ من حياة المسلم وحراكه، وللعلم فإن الله لم يعلن غضبه الشديد -الذي يصل حد اعلان الحرب على العباد- لم يكن بسبب ترك الصلاة أو أيما شعيرة تعبدية أخرى من الشعائر المعلومة لديك؛ انما كان أعلان الله لحربه الأزلية على العباد بسبب أمر في المعاملات الاقتصادية المالية وهو (الربا):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} البقرة
إن التوحيد بعكس التشاكس والتضاد، وما من مسلم يخالف مظهره مخبره إلا وتعلم أن توحيده لله ناقص وفهمه لهيكل الدين خاطئ.

وعليه يجد المرء غالب اليسار من شيوعيين وبعث، والحزب الذي يسميه أصحابه بالمؤتمر السوداني، وكذلك صبية اليسار داخل حزبي الاتحادي والأمة -بما فيهم بعض أبناء وبنات السيدين- تجد فهمهم للاسلام مبتسر وخاطئ، إذ يحسبون الاسلام قاصر على الشعائر التعبدية -فقط- من صلاة وصيام وزكاة وحج، وكان يلزمهم أن يقرأوا في السيرة النبوية الشريفة ليعلموا أن نبينا صلى الله عليه وسلم ظل يدعو أهل مكة لل(اسلام) لأكثر من عشر سنوات قبل هجرته الشريفة و(ماكانت في الاسلام حينها شعيرة تعبدية واحدة)، الصلاة لم تفرض إلا قبيل الهجرة بعام ونصف، بينما بقية الشعائر فرضت بعد الهجرة الشريفة إلى المدينة بسنوات.
وإن قبول العبادات عند الله يتبينه المسلم بظاهر تأثيرها على تفكيره وسلوكه، وقد وردت في ذلك العديد من الإحاديث النبوية الشريفة، مثل دليل قبول الصلاة عند الله أن تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، والصوم من مظاهر قبوله عند الله عصمة صاحبه عن الغيبة والنميمة والبهتان، والحج يعلم مظاهر قبوله عند الله أهلنا في القرى والأرياف…

اختم وأقول:
مما تبينته خلال الكتابة في المنتديات والأسافير:
وجدت غالب المتياسرين في فكرههم من علمانيين وشيوعيين وبعث وأذيالهم اصحاب انفس مضطربة ووجدان غير متصالح، وكل من يلج منابرهم يجد بينهم القبيح من الألفاظ متفشيا، ويتبين فيهم الاقصاء، ويتلمس بينهم الكره والشنآن، وتجدهم يكثر فيهم (القتل المعنوي والاجتماعي)، والفعل الأخير لايمارسونه ضد غرمائهم فقط؛ انما فيما بينهم أيضا!، اقرأوا ماذا كتب عبدالخالق محجوب في رفيقه الذي سبقه في قيادة الحزب عوض عبدالرازق الذي لم يقل إلا حقا، فقد اقترح رحمه الله تغيير مسمى الحزب الشيوعي قائلا بأن وجدان السودانيين وحبهم للدين لن يقبل بالاسم، واقرأوا إن شئتم ماذا كتبوا عن الوضيئ احمد سليمان المحامي رحمه الله عندما خرج عنهم وأسمى مذكراته مذكرات شيوعي (اهتدى).

فالكراهية، والاقصاء، وتلويث الجو العام بالكذب والتلفيق لهم طبع وجبلة، وما اعترافات رشيد سعيد الموثقة في ذلك خلال الثورة ببعيدة، ولأجل ذلك انشأوا المكاتب الاعلامية خلال الثورة وطوال حكم الدكتور حمدوك وصرفوا عليها صرف من لايخشى الفقر لاجل شيطنة الاسلاميين، وسعوا إلى تسمية الاسلاميين بال(اسلامويون) من قبل، وعندما ثقلت التسمية عند الناس ابدلوها بتسمية (كوز)، وادعوا بأن قائلها الشيخ حسن البنا، وعندما رد عليهم الناس بأن الاسلامي في مصر يسمى اخونجي وان كلمة كوز لاتعني في مصر إلا قندول الذرة/العيشريف قالوا إذن قالها الترابي، وماعلموا بأن الترابي رحمه الله لم يعهد عنه الولع بالتسميات الدارجة، بل كانت كل تسمياته فصيحة من (جبهة ميثاق) إلى (توالي) ثم (منظومة خالفة) وغيرها كثير.
اليساري تجده على الدوام غير متصالح مع نفسه، كاره لغيره، يمارس الاقصاء دوما، وليس لديه مرجعية من دين أو خلق أو قيم تعصمه عن التفحش والأذية وبث الكراهية بين الناس،

لذلك لاتجد خائنا للوطن إلا من بينهم، ومن أراد الاستيثاق فليبحث عن اسماء الذين خانوا هذا الوطن منذ الاستقلال، مرورا بالوزير عمر قمر الدين الذي اعترف بخيانته بعضمة لسانه، ووصولا إلى قيادات قحت المركزي الساعين ب(غل) إلى تجريد الجيش السوداني من سلاحه وحظر الطيران على عاصمة بلدهم!، هاهم اليوم بلا مزعة لحم في وجوههم يفعلون ذلك بلا حياء!.
أسأل الله الهداية للذي في قلبه بقية خير، وأن لايحقق للمستمرئ

منهم غاية، ولايرفع له راية.
الله المستعان.

عادل عسوم

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى