السياسة السودانية

طه مدثر يكتب: الخروف الفرحان وحمار توماً الحكيم

[ad_1]

(1) ذات ليلة شتوية دافئة رأي الكبش الأهبل في المنام أن ابنه البكر العوير الخروف الاغبر قد أصبح ملكاً على جميع أنحاء وارجاء الغابة فقص رؤياه على إبنه والذي وفوراً تقمص دور ملك الغابة وأصبح ينتر ويرعد ويبرق ، وأصبح كل سكان الغابة يخشونه لأنه أصبح متهوراً وهو يظن أنه صار فعلياً ملكاً للغابة بل أن ملك الغابة الاصلي الأسد صار يجاريه ويظهر له الطاعة والولاء والبراء.

(2) وذات نهارية ساخنة هجم ذئب شرس على قطيع من الخرفان ولحسن الحظ أو سوؤه تصادف وجود الخروف البكر الملك (التايواني) بينهم فصرخ الخروف في وجه الذئب صرخة سمعتها كل الغابة فخرجت إلى الشوارع تستطلع الأمر ورأيت شيئا عجباً رأت الخروف يجرى وراء الذئب والذئب يجري والحروف في أثره وسكان يستغربون مما يجري أمامهم ويتساءلون معقولة الذئب أصبح جباناً حتى يهرب من أمام الخروف؟ ويضربون ظلف بظلف ورجل برجل وجناح بجناح.!!

(3) ومازالت المطاردة مستمرة حتى خرج الخروف والذئب الى أطراف الغابة واقترب الخروف كثيراً من الذئب وصاح اقيف عندك يا وهم وتظاهر الذئب بأنه يطيع اوامر الخروف فوقف وجاء الخروف بجرجر ذيله غرورا وكبرياء ، وهنا صاح الذئب : اطلعوا ياشفوت.. وخرجت مجموعة كبيرة من الذئاب من جحورها واحاطوا بالخروف من كل الجهات ، وقال لهم الذئب مش قلت ليكم بجيب ليكم خروف حى يفرفر وطازج شوفوا المحن دي خروف أهبل وأهطل يطاردني انا الذئب الغشوم هانت الزلابية في غابة يحكمها خروف فرحان يلا على المائدة الشهية و بالهنا والشفا والشفا..

(4) وراح الخروف ضحية لأحلام والده الكبش ونتيجة لجهله وغروره فكم من القيادات السياسية وأن شئت الدقة فقل العاهات المدنية أو العسكرية يسيرون يقظة على خطى الخروف سيئ السمعة والذكر الذي أشرنا إليه سابقاً وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا الا أن أولئك هم اضل من الأنعام ولا تكتمل فصول قصة الخروف الفرحان الا بذكر قصة حمار الحكيم توما وتوما هذا رجل أراد أن يرث طب الاعشاب عن والده فلجأ إلى كتب والده واخذ يقرأ ما جاء فيها. ومن ثم تطبيقه عملياً فمر على النصيحة النبوية التي تقول الحبة السوداء شفاء من كل داء الا السام فقرأ توما الحبة السوداء وجعلها الحية السوداء فاتى بحية سوداء وطبخها ثم قدمها لمريض فمات المريض على الفور لذلك قالوا إن حمار الحكيم توما قال(لو انصفونى لكنت اركب ..لاني جهلي بسيط وصاحبي جهله مركب)وفي ذلك قال الشاعر (اذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم…وتلتبس الأمور عليك حتى تكون اصل من توما الحكيم) واللهم جنب بلادنا امثال الخروف الفرحان وتوما الحكيم وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم………

صحيفة الجريدة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى