السياسة السودانية

صباح محمد الحسن تكتب: الجنرال يضطر للتكرار!!

وجد رئيس المجلس الإنقلابي قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان نفسه في حاجه الي إثبات دائم لذاته ولدور المؤسسة العسكرية لأكثر من جهة ، فالرجل كان دائما في خطاباته يحاول الرد على الاحزاب السياسية ، فيما يتعلق بصراع السلطة بين العسكريين والمدنيين ، و( المناوشة) وعملية تبادل التصريحات .

فكلما علا صوت الفلول بطرد فولكر ونصبت خيام الإدارات الأهلية خرج البرهان قائلا: ( إن المؤسسة العسكرية خط احمر ولا احد يسمح بالمساس بها ، وان الاحزاب السياسية يجب ان ترتب صفوفها اولا قبل ان تتحدث عن صفوف المؤسسة العسكرية ) كلام بات محفوظا للمتحدث والمستمع ، وكأن الجنرال يضطر للتكرار ، لأنه يعتقد ان هذه الكلمات وحدها هي التي تحجب عنه ضوضاء المعارضة ، وتساعده في اكمال خطواته نحو العملية السياسية التي جدد التزامه بها ، فأغلب الرافضين للإنقلاب من القوى المضادة ، لاحول لهم ولاقوة ، (إلا أن ينكص البرهان وعده مع المجلس المركزي) لذلك ينتظرون تصريحاته بتمام الرغبة وفارق العشم .

والقائد الذي كان يتهم القوى السياسية بالخنوع والرضوخ للسفارات ، وقال ذلك صراحة فى عدد من الخطابات ووصف خصومه بعملاء السفارات ، وجد نفسه الآن يواجه ذات الإتهام من فلول النظام البائد واتباعهم من قيادات الادارة الأهلية التي بها عدد من الشخصيات (المملؤة بالهواء) للحد الذي يجعل احدهم يقول انه ( ابو الخرطوم )
فعجيب في مخاطبته حشدًا بميدان بمحلية أم بدة، نظمته الإدارة الأهلية بولاية الخرطوم رفضًا للاتفاق الإطاري وصف عمل البعثة بانه تدخلًا دوليًا في الشؤون الداخلية وشن هجومًا على ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس، مهددًا إياه بمصير “غردون .

فالبرهان في خطابة بمدينة الدمازين حاول ان ينفي ماذهب اليه المك وقال إن السودان لن يسمح لأى جهة بفرض وصاية عليه وإنما كل ما يفعله بإرادته .
وعجيب النسخة الاصلية من ترك ، آخر محاولات فلول النظام ( المهلوع ) من اكمال العملية السياسية ، هذه الشخصيات التي تستخدم الوعيد والتهديد للمواطن تعيش طور ( الطفولة السياسية ) لا الأبوة كما يدعي عجيب ، لان الطيش السياسي هو وحده الذي يجعلك تلجأ لاسلوب التهديد سيما أن القضايا السياسية اصبحت ورقة التهديد فيها غير مربحة ، (أي والله أسال ترك ).

لكن المتابع للمشهد السياسي يجد ان المسرح الآن يعاني من فوضى سياسية متأخرة ، فالمؤسسة العسكرية يبدو أنها ستضطر غدا للرد على حشد يقام في (سوق الجلود) يتهم فيه المتحدث اطراف الاتفاق بالعمالة وان البعثة الأممية هي التي تحكم السودان الآن ، الأمر الذي يجعل البرهان يخرج ليدفع عنه هذا الاتهام ، ويضطر الي ان يقسم بالله انهم ليسو عملاء .

هذا الهرج السياسي والتهديد المستمر للبعثات الدبلوماسية يجب ان يتم حسمه اما بالمضي قدما نحو اكمال هذا الإتفاق السياسي ، او بمحاسبة الذين يهددون بنية النسيج الاجتماعي والعمل على إثارة العنف والكراهية ، هذه وحدها الطرق التي تجعل هذه الظواهر الكونية تختفي ، لأن وجودها في خانة التهديد فيه خطر على المواطن والأجنبي ، فمؤسسة عسكرية بطولها وعرضها والتي يفتخر القائد بتاريخ تأسيسها الذي يقارب المئة عام ، أن تزعجها تصريحات الادارة الأهلية ، للحد الذي يجعل قائد الجيش يبعث لها الطمأنينة عبر تصريحاته ، تبقى المؤسسة والشعب يتامى ، لا أب لهم سوى المك عجيب !!
طيف أخير:
ستتعلم كثيرًا من دروس الحياة إذا لاحظت أن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار.

صحيفة الجريدة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى