السياسة السودانية

محمد جلال هامش الذي طارت قدمه فداء للوطن

في زيارتي للخرطوم في يناير 2023 التقيت كثيرا بالصديق محمد جلال في مكان سكني وفي مكتبه غير الرسمي في بيت التراث وأكثر في مطعم افطاره اليومي الذي كان علي بعد ثلاثة أمتار من مدخل البناية التي سكنت فيها فقد كان مغرما بالأكل في محل تديره نساء من دارفور قال ان اكلهن صحي به الدخن والعصيدة والكول والمرس واشياء اخري لا اعرفها ولا اتعامل معها فانا زول فول وعدس وسلطة بصل بالدكوة وبس.

أجمل يوم في زيارتي للخرطوم حين زرته في مقره في بيت التراث. تجاذبنا اطراف الحديث معه ومع العديد من طلابه. وبعد ساعات اقترح محمد ان نذهب لمظاهرة تنظمها اللجان في باشدار. كانسان برجوازي يعاني من مشاكل في التنفس لم ترق لي الفكرة، ولكن كجعلي اختشيت من الهروب.

ركبنا في سيارته الاندروبل العجيب العصي علي الوصف. وكانت الرحلة معقدة لان قوات الأمن كانت تتواجد في معظم الشوارع وتغلقها وتامرنا بالرجوع.
لكن وصلنا باشدار علي كل حال وبركنا العربية قرب مستشفي وتوجهنا للشارع الثوري.
وفي وقفتنا جاء عديد من الشباب زي الورد والشابات زي القمر في مقتبل العمر العشريني والثلاثيني وسلمو علي محمد جلال بحب واحترام حقيقي ويا أستاذ ويا ايه.
وعامل الاستاذ جميع البنات والأولاد كخال نبيل ومحبوب.

وحين اطلقت قوات الأمن بمبان كثيف وددت ان اتخارج لأني اعاني من حساسيات تنفس تعني اني قد اموت من البمبان لان مشاكل التنفس التي اعاني منها حقيقية.

ولكن الدكتور محمد جلال لم يتزحزح وكأن البمبان لا يعنيه مع انو أنا ديني طلع (اكسكيوز ماي فرينش).
محمد جلال هاشم
ولم أجرؤ ان اقترح عليه ان نتخارج حتى حين كتمت وكدت ان اموت وسبب لي البمبان ألف ضعف الورم الذي يسببه للإنسان العادي الذي لا يعاني من حساسيات التنفس التي افسدت حياتي من المهد الِي اللحد.

وبعد مغيب الشمس بمسافة طويلة تفرق الثوار وذهب كل الي حاله فنظر لي محمد جلال وسألني نمشي؟ دار في خلدي ان أقول, ما بدري يا خليفة, لا الليلة نبيت هنا.

في طريق العودة قال لي محمد جلال هامش ان اليساري لا يشرب بنقو ولا يهتك الاعراض.
فيما يختص بهتك العرض كان محمد جلال نبيلا علي سنة خاليوت بن بعانخي أما قصة البنقو دي فما فهمتها لاني كانسان يعاني من مشاكل في التنفس لم ادخن أي شيء اطلاقا ولا افتى في أشياء لم اجربها . ولا عزاء للأصدقاء المسطلاتية أصحاب المزاج.

لا يخفي علي متابع تباين فكري بيني وبين الصديق محمد جلال حتى انه عندما زارني في جنيف وشربنا “الشاي” قذفني بمخدة قربه لأنني كنت غليظا في الاختلاف كعادتي. ولكنه انسان نبيل تحملني لانه يدرك معاني شرف الخصومة والخلاف.

وحاولت ان ارتفع لمقامه كانسان واسع الصدر ثري المعارف وكاتب مجيد غزير الانتاج اطلاقا لم يبع نفسه وكلمته في سوق النخاسة الذي عم جمهورية الانتلجنتسيا السودانية والزمان مسغبة.

انسان بإمكانيات محمد جلال كان في وسعه حصد الملايين من دنانير الغزاة ولكنه اله نوبي ياكل كول لا استطيع وينام مليء عينيه عن شواردها.

سأكون مدينا للابد للصديق محمد جلال بان أتاح لي شم بمبان الثورة السودانية الذي كاد ان يزهق روحي فذلك البمبان سيكون اجمل عطر مر علي مناخيري المنكوبة بالحساسيات اللئيمة.

في مقام العلم والوطنية نحن قوم نحب كل وطني شريف اتفقنا ام اختلفنا. فرأينا دائما يحتمل الخطأ وراي غيرنا حتى لو التبس يحتمل الصواب ما داموا في وطنية شريفة لا تساوم ولا تبيع.

معتصم أقرع


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى