السياسة السودانية

عبد الرحيم دقلو : العقوبات الأميركية مجحفة واستندت على معلومات مضللة

الخرطوم 7 سبتمبر 2027 – وصف قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو، العقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة الأميركية بالمجحفة.

والأربعاء، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على دقلو، بعد اتهامه بالتورط في ارتكاب انتهاكات شملت القتل والعنف الجنسي بحق المدنيين أثناء الحرب التي يشهدها السودان.

وقال عبد الرحيم دقلو الخميس خلال مقابلة مع محطة “سكاي نيوز عربية” في أول ظهور رسمي له منذ بدء الحرب إن ” فرض العقوبات عليه قرار مجحف والإدارة الأميركية استقت معلومات من جهات معادية وتعمل ضد قوات وقيادات الدعم السريع”.

وأضاف ” من أصدروا القرار لم يتأنوا ولم يفرقوا بين الجهات التي تعمل على زرع الفتن وقتل المواطنين في دارفور، وبين من يدافع عن أرواحهم، ينبغي إجراء تحقيق واضح وصريح دون اتخاذ قرارات جزافية”.

وأوضح بأنهم اتخذوا مواقف جليلة خلال الأربع سنوات الماضية، من أجل وضع حد لأزمة إقليم دارفور، وأضاف “لكن الطرف الأساسي وهو الانقلابي عبد الفتاح البرهان السبب في الفتن والزج بالمواطنين في الصراعات بعد أن سلح القبائل عن طريق الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن والمخابرات ولدينا شهود ومستندات تثبت ذلك”.

كما شدد على انهم “ليسوا معنيين” بأي عقوبات تصدر ضدهم من أي جهة، واشار الى أن الأطراف المعنية بالعقوبات لم يتم محاسبتها وفرض عقوبات عليها، ومع ذلك قال عبد الرحيم انه مستعد للمثول أمام العدالة حال ثبوت تورطه في أي انتهاكات.

ودافع دقلو عن قوات الدعم السريع، وبرأها من مساندة أي من أطراف النزاع القبلي في دارفور قائلا “قواتنا ملتزمة بالقانون ويستحيل أن تقف مع قبيلة، لكننا كنا متأكدين أن البرهان عبر الاستخبارات سلح القبائل ودفع مبالغ طائلة وسبق أن زرت الجنينة وأعددت تحقيق حول تورط الاستخبارات في الصراع القبلي لكن البرهان تجاهله”.

وتلاحق قوات الدعم السريع، اتهامات بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي طالت إثنية المساليت في مدينة الجنينة ومستري بولاية غرب دارفور، التي شهدت أبريل الماضي قتالا عنيفاً بين المساليت والقبائل العربية أودى بحياة ما يزيد عن الخمس ألف مواطن أغلبهم من إثنية المساليت.

وفي سياق آخر قال دقلو إن الاتفاق الاطاري الذي وقعه قادة الجيش والدعم السريع مع قوى مدنية مؤيدة للديمقراطية خواتيم العام الماضي كان أقل من طموحات الشعب السوداني، واتهم البرهان بعدم الالتزام ببنوده ورفضه التوقيع على الاتفاق النهائي إرضاء لقادة نظام البشير.

وأشار الى أن قواتهم خاضت الحرب ضد الجيش السوداني، ولم تكن مستعدة لها، كاشفا عن استيلائها على مخازن تابعة للجيش تضم عدد كبير من الأسلحة والذخائر تكفيهم للقتال عشرين عاما، نافيا تلقيهم دعما خارجيا من أي طرف.

وأعلن قائد ثاني الدعم السريع استعداده القبول بأي رؤية توقف الحرب، والتزامهم بالتفاوض من أجل انهائها، بمعالجة جذور الأزمة ووضع لنهاية لما أسماها دولة 1956، التي قال إنها متورطة في قتل الشعب السوداني وبطشه.

وتحدث دقلو عن تفاصيل مغادرة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان لمقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم برغم زعم قوات الدعم السريع محاصرته داخل المقر العسكري منذ بدء الحرب وقال ” كنا نحاصره لثلاث أشهر في القيادة العامة، لكنه خرج بأعجوبة عن طريق مروحية اختطفته من سطح أحد مباني القيادة وهو لا يرتدي الزي العسكري الكامل”.

فض الاعتصام

واتهم دقلو من أسماهم بفلول نظام الرئيس المعزول عمر البشير، بالوقوف وراء حادثة فض اعتصام القيادة العامة للجيش السوداني، كاشفا عن إلقاء القبض على إثنين من قادة الجيش الملحقين بقوات الدعم السريع منحوا القوات أوامر بفض الاعتصام.

وأردف ” فض الاعتصام كان تخطيط الكيزان وعلى رأسهم البرهان، لكننا ألقينا القبض على قادة القوة التي اعتدت على المعتصمين وكانوا موجودين في المعتقل حتى بداية الحرب إلى أن أطلق البرهان سراحهم وهم يقاتلون في صفوفه الآن”.

انقلاب 25 أكتوبر

وقال دقلو إن مشاركتهم في انقلاب 25 أكتوبر 2021 جاء استجابة لرغبة قادة القوات المسلحة في إحداث تغيير في الحكومة الانتقالية، ونوه الى أن القائد العام للجيش زودهم بمعلومات مضللة حول الهدف من الاطاحة بحكومة عبد الله حمدوك.

وأضاف “عقب تلاوة بيان الانقلاب، تجمع عدد من الضباط حول البرهان، وهم يبكون .. لحظتها علمت أن ما تم هو انقلاب وليس تغيير الحكومة كما زعم، وذهبت لحميدتي وأبلغته رغبتي في عودة حمدوك للسلطة، ذهبنا لبيت الضيافة حيث كان يحتجز واخطرته بأنك ستعود الى منصبك وخلاف ذلك سنقاتل البرهان”.

وأطاح انقلاب عسكري في أكتوبر 2021 بالحكومة المدنية التي كأن يرأسها عبد الله حمدوك بزعم تصحيح مسار الثورة، وأودع قادة الحرية والتغيير الائتلاف الحاكم السجون قبل أن يتم الإفراج عنهم على وقع احتجاجات مناهضة لاستيلاء العسكر على السلطة.

 


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى